تيزي وزو

تأجيل أشغال الملتقى الدولي حول "فكر أركون"

تأجيل أشغال الملتقى الدولي حول "فكر أركون"
  • القراءات: 794
❊س.زميحي    ❊س.زميحي

أعلن المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، تأجيل أشغال الملتقى الدولي حول "فكر محمد أركون" إلى الرابع والخامس ديسمبر المقبل، بعد أن كان مقرّرا تنظميه يومي 12و13 نوفمبر الجاري، حسبما نشر على صفحة "فايسبوك" المجلس، من دون ذكر أسباب التأجيل. في المقابل،  ينتظر أن يعرف الملتقى مشاركة عدة مفكرين من عدد من الدول لمناقشة "فكر أركون وأعماله".

خلال الملتقى المنظم حول "فكر محمد أركون"، ستتم دراسة ومناقشة فكر هذا المؤرخ والناقد المتخصص في الفكر العربي الذي يؤمن بالتجديد، حيث ينتظر برمجة سلسلة من المحاضرات والمداخلات وموائد مستديرة من أجل التطرق لأعمال ومواقف الكاتب، التي عبر عن قسم كبير منها باللغة الفرنسية وترجمت إلى العربية، منها "الفكر العربي"، "الإسلام بين الأمس والغد"، "تاريخية الفكر العربي الإسلامي"، "الفكر الإسلامي قراءة علمية"، "الإسلام، الأخلاق والسياسة" وغيرها.

يعتبر محمد أركون من أبرز المفكرين الذين اهتموا بنقد العقل الديني،  انطلاقا من النصوص الدينية وأصول الفقه في علاقة بالظروف التاريخية والاجتماعية والسياسية والعقائدية، حيث تتميز أعماله بمنهجية الأنثروبولوجيا التاريخية، في مسعى إلى تأسيس ما يعرف بالإسلاميات التطبيقية، ومن هنا بدأ أركون يهتم بالمفاهيم وتاريخيتها، مثل الدين والدولة والوحي والحرام والحلال والمقدس والعقل والمعرفة واللغة.

ولد محمد أركون في 1 فيفري 1928 بقرية تاوريرث ميمون بولاية تيزي وزو، في كنف أسرة  فقيرة، اضطر إثر انتهاء تعليمه الابتدائي إلى الالتحاق بمعهد يشرف عليه الآباء البيض بولاية وهران (1941-1945)، حيث تعرف على القيّم المسيحية واطلع خلالها على الثقافة والأدب اللاتينيين، وزاول دراسته الجامعية بكلية الآداب بجامعة الجزائر، حيث درس الأدب والفلسفة والقانون، ليلتحق بجامعة السوربون، بناء على توصية من المستشرق لويس ماسينيون، حيث حاز على شهادة الدكتوراه في الفلسفة سنة 1969.

شغل المؤرخ والمفكر محمد أركون عدة مناصب بجامعات منها؛ السوربون، ليون، برلين، كاليفورنيا وغيرها، واعترافا بكفاءته وخبرته، تمّ اختياره كعضو بلجان تحكيم الجوائز الدولية والمجالس العلمية، منها مجلس إدارة معاهد الدراسات الإسلامية، اللجنة الدولية لجائزة "اليونسكو" لأصول تربية السلام، لجنة تحكيم الجائزة العربية الفرنسية ولجنة تحكيم جائزة الشارقة الثقافية، كما اختير مستشارا علميا لمكتبة الكونغرس بواشنطن.

حصل أركون على مجموعة من الجوائز والأوسمة ودكتوراه فخرية من جامعة أكسيتر، وكذا جائزة الدوحة عاصمة الثقافة العربية، واستمر عطاء المؤرخ والمفكر محمد أركون إلى غاية وفاته يوم 15 سبتمبر 2010.