صدر له ديوان "سبحان"
"بيت الشعر" يحتفي بمحمد رحماني

- 710

نظم مكتب البليدة لبيت الشعر الجزائري بالتنسيق مع جمعية الصحفيين والمراسلين، نهاية الأسبوع الماضي، ندوة أدبية حول الإصدار الجديد للشاعر محمد رحماني بعنوان "سبحان" عن دار النشر "الحضارة"، نشطها الكاتب الإعلامي أحمد ختاوي. وقُدمت، خلالها، العديد من الشهادات حول رحماني وكتابه.البداية كانت مع رئيس مكتب الشعر بالبليدة محمد رقيق، الذي عبّر عن سعادته بعودة البليدة إلى رقيّها الثقافي، من خلال تنظيم العديد من النشاطات الثقافية. أما الشاعر والأستاذ الجامعي عمر برداوي، فقد نوّه بثراء مدينة الورود بمثقفيها، وبتدشين متحف للذاكرة والطبيعة بالمنطقة، ليقدم، بعدها، السيرة الذاتية لمحمد رحماني الذي اشتغل 20 سنة في التعليم، و17 سنة كمفتش في اللغة الفرنسية.
كما صدرت له عدة أعمال متنوعة ما بين الشعر والرواية والقصص. ثم قدّم الكاتب الإعلامي أحمد ختاوي ورقة مطولة حول ديوان محمد رحماني الأخير، "سبحان".وفي هذا السياق، قال ختاوي إن قصائد رحماني كُتبت بالأسلوبية الوفية لدلالة المنطق والمنطوق الاستيطيقي والجمالي في بناء القصيدة، مضيفا أن قصائده تأتي وفق قافية متناغمة، وبرؤى فلسفية وجمالية، إلا أن بعضها يدخل في سياق ما يسمى "القصيدة المرسلة"؛ أي الحرة الانسيابية الخفيفة، ليشبهه بالعديد من الشعراء العالميين مثل أراغون ورونيشار. كما اعتبر أن رحماني يتعاطى مع السرود، من خلال تمسّكه بشخوصه، وبتفعيل تحركاته في أنساق وأروقة المنهج البلزاكي (نسبة إلى بلزاك)، وكذا المنحى النجيبي (نسبة إلى نجيب محفوظ).بعدها، تداول على منصة القاعة العديد من الشعراء لتقديم شهادتهم عن محمد رحماني وإصداره الأخير، من بينهم الشاعر سليمان جوادي، الذي نوّه بافتتاح الموسم الثقافي من خلال هذا النشاط، معتبرا رحماني رجلا عمليا لا يحب الركود، ومتحررا من عقدة المفرنس من خلال اختياره اللغة الفرنسية لكتابة أعماله، في حين قرأ الشاعر محمد برداوي مقتطفات من رسالة كتبها محمد خطراوي، الذي قال في بعضها إن رحماني يملك عقلا متفتحا وواعيا، كما إن كتاباته هادئة وملتزمة، وهو ما نجده في ديوان "سبحان"، الذي قسمه صاحبه إلى قسمين، الأول يضم ثماني قصائد في الجانب الديني، والثاني يشمل 17 قصيدة متنوعة المواضيع لكنها تصب في إبراز أهمية القيم والمبادئ الحميدة.
أما رئيس جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة نور الدين أعراب، فتحدّث عن معرفته برحماني كصحفي؛ حيث عمل مراسلا لصحيفة خاصة، بينما ذكر صديقه محمد عياد تمكُّن رحماني من اللغة الفرنسية بشكل باهر، وهو ما تيقن منه حينما كانا يدرسان معا، مضيفا أنه تعلم الكثير عن قصص الأنبياء خلال قراءته هذا الديوان، في حين أكد الناشر والأديب رابح خدوسي، أن رحماني يحمل قلب طفل ولسان ثائر. كما إنه مربٍّ قدير، وإعلامي مبدع، وشاعر وروائي وقاص فذ، إضافة إلى كونه زاهدا ومتصوفا. وذكر الباحث في التراث الشعبي الدكتور عبد الحميد بورايو، فوز رحماني بمسابقات شعرية نظمتها مؤسسة "فنون وثقافة"، وترأّس لجان تحكيمها بورايو نفسه، مضيفا أن الشاعر له حضور جمالي إبداعي، كما إنه مثقف منفتح. وبالمقابل، تحدّث الشاعر حسين عبروس عن قتل مهنة التعليم الإبداعَ، وهو الأمر الذي أبعد رحماني لفترة طويلة، عن الساحة النقدية والثقافية، بينما أكد الشاعر علي ملاحي، المستوى الأدبي العالي لرحماني، والذي يذكّره بما يكتبه مالك حداد، مضيفا أن الشعراء المعربين يتعاملون مع رحماني الذي يكتب بالفرنسية، "وكأنه مبدع بلغة الضاد"، بينما عبّرت زوجة رحماني عن سعادتها بتنظيم هذا اللقاء، لرجل هو نِعم الزوج، ونِعم الوالد، ونعم الجد أيضا. وفي الأخير، ألقى بعض الشعراء مجموعة من القصائد، لتقدَّم الكلمة لرحماني، الذي قرأ، أولا، قصيدته عن الإسراء والمعراج. ثم قال إن قصائده المكتوبة باللغة الفرنسية عن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وكذا عن قصص الأنبياء، موجهة، بالدرجة الأولى، للذين دخلوا الإسلام حديثا من الدول الناطقة بالفرنسية ولا يفقهون اللغة العربية.