يواصل تميّزه

بونوة يبدع "من خلال الحروف"

بونوة يبدع "من خلال الحروف"
  • القراءات: 1975
ن. جاوت ن. جاوت

يواصل الفنان التشكيلي حمزة بونوة تميّزه من خلال أعماله التي تزيّن كبريات دور العرض العالمية، متّخذا من الحرف العربي وسيلة للتعبير عن مكنونات تتعدّد منابعها وتتباين، ناظرا إلى الخط العربي من زاوية جمالية ودينية صوفية، معتمدا في فلسفته الفنية على"التمسك بالهوية العربية لتكون طريقه نحو العالمية"، وهو ما يجسّده معرض "من خلال الحروف" في وادي فينان للفنون بجبل عمان الأردنية، الذي يضمّ مجموعة من الأعمال التشكيلية الحروفية. 

المعرض جاء كجزء من فعاليات أسبوع عمان للتصميم "عبر الحروف"، وهو معرض يسلّط الضوء على استخدام الحروف في تصميم فن حمزة بونوة، حيث يهدف التشكيلي إلى خلق لغة بصرية عالمية، مستوحاة من مزيج من التقاليد الثقافية، بما في ذلك الفن في مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين والأقنعة القبلية الإفريقية والشخصيات الوثنية والكتابة على الجدران وشرق آسيا وفن الخط العربي.

الزخارف النصية المقدّمة في عمل بونوة الفنان صاحب التجربة المهمة واللافتة جزائريا وعربيا، لا تلتزم القواعد الرسمية، وتتناقض بعلامات قوية وبأحرف كبيرة مع وجود علامات صغيرة رتبت بعناية في خطوط أفقية وعمودية، وتشمل لوحة الألوان الذي يستخدمها الفنان ظلال مبهمة من نغمات الأحمر والأصفر والأزرق والأرجواني والترابي، وكذلك تراكيب أحادية اللون مع لمسات من الألوان الزاهية. على الرغم من أنّ السيناريو الذي يستخدمه لا يستمد حصرا من اللغة العربية، وأنه يستخدم أيضا النص اللاتيني والمسماري والأرقام العربية وعلامات غير مقروءة.

للتذكير، حمزة بونوة واحد من أشهر الفنانين التشكيليين المعاصرين في العالم العربي، حيث يتميز باستعماله للخط العربي الذي جرده من مضمونه ومعناه وطار به إلى فضاءات التجريد العالمية، كما ينظر الفنان إلى الخط العربي من زاوية جمالية ودينية صوفية، معتمدا في فلسفته الفنية على "التمسّك بالهوية العربية لتكون طريقه نحو العالمية، من خلال الاشتغال على الثقافة العربية من منظور معاصر".

ولد بونوة بالعاصمة عام 1979، حيث درس في معهد الفنون الجميلة واستلهم أعماله من تراث الفن الإسلامي، وعرض أعماله في كل من الكويت والبرازيل وكندا والأردن والبوسنة والبحرين وفرنسا وإنجلترا والإمارات العربية المتحدة، كما أقام معرضا منفردا بالعاصمة سنة 2008 برمج في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، وحاز الفنان على عدد من الجوائز الدولية التي نذكر من بينها؛ "جائزة فنون البحر الأبيض المتوسط" في مرسيليا الفرنسية عام 2001، وأخرى خلال "مؤتمر الفنون الأوروبي الجزائري الدولي" في بلجيكا خلال العام نفسه.