كشف الممثل كمال بوعكاز أنه يستعد لإطلاق عمل مسرحي جديد عنوانه ”سجين فوق العادة”، يُنتظر أن يكون جاهزا للعرض خلال شهر رمضان الجاري. وقدّم، سهرة أول أمس، مونولوج ”الناعورة” أمام جمهور غفير تدفق بقوة على المسرح الوطني الجزائري ”محيي الدين بشطارزي”.

عن ”سجين فوق العادة” أكد بوعكاز أن النص يروي ما عاشه مؤخرا من أحداث، ولّدت لديه أزمة نفسية شارف خلالها على الانهيار الكلي، لكنه حاول تجاوزها بفضل الله، وبفضل أصدقائه والمحيطين به وكل الجزائريين الذين وقفوا إلى جانبه.

أما ”الناعورة” المونولوج الذي تابعه جمهور ”بشطارزي” باستمتاع واحتفاء وتجاوب معه، فتدور قصته حول فلاح ترميه الأقدار بين براثن البيروقراطية القاتلة بالإدارة بعد مواجهته مشكلا بسيطا، تمثل في تعطل مضخة المياه الخاصة به؛ ما اضطره للتوجه إلى مؤسسة وطنية للحصول على مضخة بديلة. اليوم الذي قصد فيه بطلنا الشركة لم يكن ككل الأيام؛ إذ صادف انتخاب ممثلي نقابة العمال؛ ما أدخله في دوامة البحث والجدال والضغط… تقذفه المواقف بين متاهة المكاتب وفقدانه أعصابه، ليجد نفسه أمام القاضي للحكم عليه في قضية صفعه المدير العام للمؤسسة الوطنية.

وبخصوص عودته إلى الخشبة بعد غياب قال بوعكاز إن الوقوف على خشبة ”بشطارزي” لها نكهة أخرى، ”خاصة أنني لم أعتلها منذ ثلاث سنوات أو أكثر، وبالتالي أعتبر عرضي اليوم عودة، أتمنى أنني وُفقت فيها مع هذا الجمهور الجميل، وأنني كنت في المستوى”. وأضاف بوعكاز الذي اشتكى من تعبه وإجهاده النفسي: ”ليس سهلا أن أعود للوقوف على الخشبة، لكنه كان تحديا بالنسبة لي قبلته، ووجب عليّ القيام به”. وقال بوعكاز إن ”الناعورة” مونولوج  كتب نصه صلاح الدين خليفي في شكل مسرحية تمثل أحداثها 24 شخصية على الخشبة، لكنه أعاد كتابته ليتلاءم مع نوع وان مان شو الفني، وقام بإنتاجه بين عامي 2001 و2002. ورغم أنه أعقبه بعمل آخر عنونه ”آخر المترشحين”، إلا أن الجمهور بقي متعلقا دوما بـ ”الناعورة”، مؤكدا: ”العرض الذي لا يموت ويبقى مطلوبا رغم مرور السنوات وكثرة المرات التي عُرض فيها، يعني النجاح، ولا شيء غيره”، مضيفا: ”عرضته أكثر من 1000 مرة على خشبات المسارح الجهوية في الإقامات الجامعية على مستوى دور الثقافة… وسوف أختمها بجولة فنية أخيرة لألتفت إلى عمل آخر”.

==