الصحفي والكاتب المسرحي سهلة أحمد لـ’’المساء”:

بوجدرة ترجم ”ديك الليلة” وجريوي سيقدمه مسرحيا

بوجدرة ترجم ”ديك الليلة” وجريوي سيقدمه مسرحيا
  • القراءات: 626
رضوان.ق رضوان.ق

انتهى الصحفي والكاتب المسرحي سيد أحمد سهلة من كتابة آخر نصوصه ”ديك الليلة”، الذي يعد من بين أهم النصوص التي ألفها، وتُرجم للغة الفرنسية، بمبادرة من الروائي رشيد بوجدرة، وسيقدم مسرحيا من طرف عبد القادر جريو في وقت لا يزال فيه نصه الثاني ”ضياعة الاسم”، في انتظار تقديمه للجمهور في مسرحية.

حسب الكاتب سيد أحمد سهلة، فإن مسرحية ”ديك الليلة” تعد آخر عمل يقدمه، وتهدف إلى تقديم صورة حية عن واقع عاشه العديد من الجزائريين. المسرحية تقوم على حوار قوي وشهادة حية عن شخص هاجمته كتيبة إرهابيين بإحدى مناطق الوطن، فيقوم بالدفاع عن نفسه وعن عائلته داخل منزله طيلة ليلة كاملة.

يقول المؤلف، مستندا على الرعب المعاش، أردت أن أقدمه لأبيّن القدرة على تحويل الرعب إلى سلاح للدفاع دون تضييع روح الإنسانية، خاصة بعد أن فكرت الشخصية الرئيسية في المسرحية بتفجير منزله رفقة عائلته باستخدام قارورة غاز، لتنتقل الأحداث إلى 14 سنة من بعد، حيث يتم استدعاء الشخصية من طرف العدالة للشهادة في قضية أخرى، عقب العثور على فتاة في حالة إجهاض، بعد فرار الإرهابيين، وهي صورة قدمها للعودة إلى ضحايا المأساة الوطنية من النساء المغتصبات وسط تساؤلات كبيرة حول تلك الفترة”.

كشف سيد أحمد سهلة عن أن النص المسرحي ”ديك الليلة” ترجم من طرف الكاتب والروائي رشيد بوجدرة إلى اللغة الفرنسية، بعد أن أعجب بالنص ورأى فيه ”أطروحة فلسفية”، حسب وصفه للنص، فيما التزم المسرحي عبد القادر جريوي بالعمل على النص وتقديمه كمسرحية على الخشبة، حيث يتم العمل على ذلك.    

أما بخصوص نصه الثاني ”ضياعة الاسم”، فكشف سيد أحمد سهلة عن أن النص ينطلق من ”قانون الأهالي” لسنة 1882، تبنته السلطات الاستعمارية، حيث أكد بأن الجزائريين لم يكونوا يحوزون نظام الحالة المدنية قبل سنة 1882، وقد حاول الرد على المستعمر وتفنيد الادعاءات التي حاول من خلال قانون الأهالي، سلب الأراضي من الجزائريين ومنحها للمعمرين بداعي عدم وجود الحالة المدنية، ومنه عدم الاعتراف بالأنساب وحقوق العروش. كما قدم صورة واضحة عن الجزائريين الذين يدينون بالإسلام، كانت لهم حالة مدنية منذ القدم، لأن العرب تبنوا منذ القدم ”علم الأنساب”، فكيف يأتي المستعمر ويحاول طمس الأنساب والحالة المدنية الجزائرية؟ وقد اعتمد المؤلف على كتابات ”ميشال أبار” الذي أكد أن الجزائر قبل دخول المستعمر كانت تضم 3800 مدرسة، وأن أغلبية الشعب يعرف الكتابة، إلى جانب كتاب ”الليل الاستعماري” لفرحات عباس، و«المرأة” لحمدان خوجة، واللذان يؤكدان بأن الجزائريين مارسوا الكتابة وعلم النسب.

كما كشف سهلة سيد أحمد بأن عرض النص على الخشبة لا يزال يراوح مكانه، حيث عرض النص أول مرة على لجنة القراءة بولاية معسكر، وطلب منه سحب سبع صفحات من النص، غير أنه رفض وطلب بأن يقوم مخرج المسرحية لاحقا بالتصرف فنيا في النص بالتشاور معه ككاتب، ثم تلقى دعوة من إدارة المسرح الوطني عبد القادر بشطرزي من أجل تقديم قراءة للمسرحية أمام لجنة القراءة، منذ سنتين، ولم يتم الرد على طلب تقديم العمل على خشبة المسرح، وأخيرا، تلقى مراسلة تطلب منه تقديم النص للجنة القراءة على مستوى وزارة الثقافة، كما اتصل به المخرج المسرحي فري مهدي مؤخرا، الذي فتح ورشة قراءة حول النص بحضور بعض الفنانين، وقدم ملف المسرحية باسم ”جمعية الشرق” لولاية معسكر لدى لجنة القراءة مجددا، غير أن الملف لم يتم قبوله، بدعوى أن الملف غير مكتمل.

بخصوص نصوصه السابقة، كشف سهلة عن نصه ”الحومة المسكونة” الذي يتحدث عن الانتخابات والممارسات غير الشرعية وغير الأخلاقية، التي تتخلل الانتخابات، والذي قدم أمام الجمهور ولقي تجاوبا كبيرا، خاصة من طرف النقاد، وكان طفرة نوعية في الأعمال المسرحية، حيث اعتمد على استعمال اللغة العربية الفصحى والأمثال الشعبية التي أعطت للعمل رونقا خاصا وتجاوبا من طرف الجمهور، ومعالجة دقيقة للظاهرة على المسرح.

كما اعتبر سهلة نص ”هدت حبس الكدية” من إخراج جمال قرمي، أهم عمل أنجزه في مسيرته، وهو شهادة عن بطولات مجاهدين قاموا بعملية معروفة في سجن الكدية بقسنطينة، وتكشف المسرحية قيام مجموعة مجاهدين من ”سجن لومباز” بالتطوع للانتقال إلى سجن الكدية في قسنطينة، بقيادة المجاهد عبد الحميد بن زين، حيث كان الهدف من العملية، إعادة الاعتبار للمجاهدين بسجن الكدية، بعد أن فرض مدير السجن على المجاهدين المشي في ساحة السجن مطأطئي الرأس، رغم استفادتهم من ”قانون الحقوق السياسية” في محاولة لإذلال المجاهدين السجناء، وتوضح مجريات النص كيف دخل المجاهدون في إضراب عن الطعام دام 12 يوما، مما أجبر السلطات الاستعمارية على إلغاء القرار وإعادة كرامة المجاهدين، كما أن النص رسالة واضحة تكشف درجة التنظيم والقوة التي كانت تتميز بها جبهة التحرير داخل السجون.