لقاء فني بتيزي وزو

بهيجة رحال على آثار الشيخ الحسناوي

بهيجة رحال على آثار الشيخ الحسناوي
  • القراءات: 1655
❊س.زميحي ❊س.زميحي

سطرت مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو بالتنسيق مع الجمعية الثقافية شيخ الحسناوي، لقاء فنيا يحمل عنوان "بهيجة رحال على أثار الشيخ الحسناوي"، اللقاء المنتظر تنظميه بعد غد السبت بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، يأتي تخليدا لروح الشاعر والفنان القدير عميد الأغنية الشعبية القبائلية محمد خلوات المعروف بالاسم الفني "الشيخ الحسناوي".

الفنان الذي حظي بشعبية كبيرة واحترام في الوسط الفني والجماهير بسبب التزام أغانيه وعذوبة كلماته وألحانه يعود إلى تيزي وزو في لقاء فني يحمل عنوان "بهيجة رحال على آثار الشيخ الحسناوي"، حيث يتم خلاله الغوص في فن الشاعر والملحن والمغني الشعبي الذي غنى باللغتين الأمازيغية والعربية، والذي أخذ عنه الكثير من المغنين من أمثال معطوب الوناس وآيت منقلات وكمال مسعودي وغيرهم.

ويتضمن برنامج اللقاء الذي يفتتح زيارة إلى قرية احسناون ببلدية تيزي وزو، حيث تزور بهيجة رحال دشرة تعزيبت باحسناون، ليتواصل اللقاء الفني بدار الثقافة مولود معمري، من خلال عرض فيديو حول "لقاء بهيجة رحال مع الشيخ الحسناوي"، ليليها محاضرة تقدمها بهجة رحال متبوعة بنقاش حول المشوار الفني للحسناوي بالتطرق لعطائه الفني الذي بلغ 46 أغنية التي تتحدث عن الوطن الجزائر، والثورة ضد الاستعمار، والتغني بالهوية القبائلية والتراث القبائلي، وآلام الغربة منها الأغنية الشهيرة "يا نجوم الليل".

ويحظى الجمهور المتوافد على دار الثقافة مولود معمري، بأداء مقاطع غنائية لأغاني الراحل الشيخ الحسناوي من طرف الفنان المتألق أرزقي وعلي.

والشيخ الحسناوي هو مغني شعبي وشاعر وملحن أمازيغي جزائري كبير، ولد في 23 جويلية 1910 بقرية تدارت تموقرانت ولاية تيزي وزو، اسمه الحقيقي محمد خلوات، توفي في 6 جويلية 2002 في جزيرة الرينيون إحدى المستعمرات الفرنسية القديمة. ويغني الشيخ الحسناوي باللغتين الأمازيغية والعربية، ويحظى بشعبية واحترام كبير وسط الفنانين والجماهير بسبب التزام أغانيه وعذوبة كلماته وألحانه.

أما المطربة بهيجة رحال التي عرفت الشيخ الحسناوي في الغربة، مولودة في الجزائر العاصمة في شهر جويلية 1962، في أسرة تهوى الغناء العربي الأندلسي. درست الغناء مع الأستاذ الكبير "محمد خزناجي"، وتعلمت العزف على العود "قويطرة". وفي سنة 1993، أحدثت بهيجة جوقتها "البهجة"، وقدمت معها حفلات متعددة في دول مختلفة عبر العالم. وقد ضمن لها هذا في الجزائر لقب "سيدة الطرب ذات الصوت الذهبي".

وهي فنانة متميزة، صوت جزائري ذهبي نقش ذاته في مذكرة الفن الجزائري والعالمي بحروف من ذهب، حيث استطاعت صاحبته بهيجة رحال فرض نفسها بقوة في العديد من البلدان وساهمت في التعريف بالأغنية الأندلسية. تكونت تكوينا أساسيا في الكونسيرفاتوار بالأبيار حيث كبرت، وبعدها التحقت بالفخارجية سنة 1982 حيث حظيت بالتعرف على أساتذة الجزائر منهم عبد الرزاق فخارجي سنة 1986 ومع نخبة من الأصدقاء استطعوا أن يؤسسوا جمعية "السندسية"، وبعدها استقريت بفرنسا.

وبمدرسة الصنعة، سجلت العديد من النوبات، ففي 1995 سجلت نوبة الزيدان، أما المزموم في سنة 1997 ونوبة الرصد عام 1999 ونوبة الذيل عام 2001. وسجلت باقي سلسلة النوبات الاثنتي عشرة بين عام 2001 و2004 وهي نوبة الغريب، الحسين، الماية، الرمل، الذيل، ونوبة السيكا والمجنبة 9 ألبوما مسجلا إلى جانب الإنجاز الأدبي المتمثل في كتاب بعنوان "الريشة، الصوت والمضرب". وقد حضرته بالتنسيق مع الأستاذ سعدان بن بابا علي أستاذ الأدب العربي بباريس. ويتضمن تاريخ الفن الأندلسي وشعرائه ومسيرته وكذا النوبة الأندلسية، فهذا الكتاب بمثابة النافذة التي تفتح كل تاريخ الفن الأندلسي الجزائري.

تعزف على آلة الموندولين، وعلى هذه الآلة تعلمت آليات العزف، وهي التي تعلمها للأطفال بباريس، أما الكويترا فتعتبرها ثاني تخصص، وهي التي تصطحبها عند إحياء الحفلات. يبقى الفضل في تألقها ونجاحها لأساتذة القسم العالي لجمعية الفخارجية، حيث ساعدها الأستاذ عبد الرزاق فخارجي والحاج حميدو وأرزقي حربي وغيرهم ممن صقلوا موهبتها، وساعدوها لتظهر كعازفة ومطربة منفردة أمام الجمهور من خلال جمعية الفخارجية. يبدي الموسيقي الفرنسي كريستيان بوشي إعجابا بهذه الفنانة التي وصفها بأول "سيدة عازفة منفردة للموسيقى الكلاسيكية العربية الأندلسية".