تناول أساليب النص ومحمولات التأويل

بنية الكتابة في قصيدة النثر.. كتاب نقدي لعلي لفتة سعيد

بنية الكتابة في قصيدة النثر.. كتاب نقدي لعلي لفتة سعيد
  • القراءات: 885

صدر للكاتب والناقد العراقي علي لفتة سعيد، كتابه النقدي الجديد "بنية الكتابة في قصيدة النثر- أساليب النص ومحمولات التأويل-العراق أنموذجا"، عن دار "ابن النفيس"، وهو قراءات في عدة مجموعات شعرية لشعراء عراقيين، أوضح فيها العديد، السمات التي تتميز بها قصائدهم.

يقع الكتاب في 148 صفحة من القطع المتوسط، يفتتحه المؤلف بكلمة تقول (قد نجد مساحة للقول فنثير الأسئلة)، الكتاب يتضمن أربع مقالات توضيحية وثلاثة فصول، يحاول المؤلف فيه أن يكون قريبا من النصوص في منحها أضواءه، من خلال قراءاته التي ترسك انطباعاته ورؤاه النقدية، حسبما فهمه ووعاه من قيمة الشعر، مستعينا بثقافته وما اكتسبه من خبرات وتجارب في مجال الأدب بشكل عام، فكانت هذه الطروحات التي هي إضافة جيدة للقراءات النقدية لقصيدة النثر العراقية .

فالتوضيح الأول حمل عنوان (استباق)، وجاء فيه: (إن طريقة العمل هي مسار لما يمكن أن يقرب الفهم لماهية استنتاجانا لبنية الكتابة، التي لا تأخذ من البنيوية ولا تأخذ منها، ولا تغوص في التفكيكية ولا تغادرها، ولا تتشابه مع الظاهراتية ولا تختلف عنها، ولا تعتمد على السيميائية ولا تغازلها.. وتمد يديها إلى كل التجارب والمصطلحات والمناهج التي جاء بها الأولون، لكنها لا ترددها بحذافيرها، كونها ترتهن إلى الاستنتاج الخاص والذاتي) .

في التوضيح الثاني (الشعر ومآل الفنون) أوضح المؤلف (كنت أقول إن من يفهم كتابة الشعر يكون شاعرا لا يمن ينظمه أو يلقيه، لأن الإلهام لحظة قدح شعرية قد تهبط من عليائها أو تمسك بيدك أنى تكون)، ويوضح أيضا (لم يكن الشعر موهبة فقط.. بل هو صنعة، هكذا كانت الإجابة الأولى بالنسبة لي.. أن تفهم كيف تكتب الشعر لكي تفهم كيف يكون الأدب.. وحين تريد أن تكون أديبا عليك أن تفهم لغة الشعر، وحين تريد أن تفهم الحياة عليك أن تفهم جدوى الشعر).

في التوضيح الثالث (لماذا بنية الكتابة؟ سؤال التلقي والقراءة النقدية) يذكر المؤلف (أن البنية الكتابية ليست مصطلحا علميا .. بل هي اجتراح لرؤية خاصة، ونعني بها عملية تنظيم العمل على وفق أنساق سردية تشير إلى نمطه، ومن ثمة التحديد بأنه عمل ينتمي إلى إحدى المسميات الإبداعية.. ومن خلال ربط الأجزاء أو المستويات السردية المكونة للعمل، يكون الإنتاج قد برز بشكل ناضج وقابل لقطاف المتلقي).

يشير إلى (وقد توصلنا في قراءاتنا المتعددة في النصوص الإبداعية المختلفة وفي الكتب النقدية، أن المستويات السردية المستخلصة في البنية الكتابية، بعد كشفنا عن الأنساق التدوينية كانت كالآتي: مستوى تصفيري، مستوى إخباري، مستوى تحليلي، مستوى قصدي، مستوى تأويلي ومستوى فلسفي). وفي (رؤية تأملية من داخل الشعر.. بنية الكتابة وخاصية التكوين)، يؤكد المؤلف: (إن الشعر لم يعد وصفا لحالة ما، أو مجرد هجاء أو التعبير عن رأي وجداني أو سياسي أو اجتماعي، بقدر ما هو "صناعة" قائمة على تواجد المغزى في نسيج فلسفي منتج من خلال الشعر).

أما الفصول الثلاثة التي وضعها المؤلف لكتابه، فقد قسمها وفق قراءاته، ففي الفصل الأول كان هناك عنوان (التأويل ومحمول المعنى)، أما الفصل الثاني فكان عنوانه (الشعر سردا)، أما الفصل الثالث، فكان عنوانه (مراحل القراءة.. من الفهم إلى التأويل) .