معرض الفنان عبد المجيد قمرود برواق محمد راسم

بناءٌ أساسه التوازن

بناءٌ أساسه التوازن
  • القراءات: 834
مريم. ن مريم. ن

يقيم الفنان عبد المجيد قمرود معرضه برواق محمد راسم إلى غاية 18 أوت القادم، حيث يقدم لجمهوره 72 لوحة تعكس مدى الخبرة والتكوين الأكاديمي العالي، مع اعتناء ملفت بالقيم والأفكار التي تحملها هذه الأعمال التي لها علاقة بفلسفة الحياة والوجود وباهتمامات الإنسان ودواخله ومتطلباته.

قمرود صاحب التجربة الطويلة من الأسماء اللامعة التي مرت عبر المدرسة العليا للفنون الجميلة. دخل مجال الاحتراف بخطى ثابتة رافعا شعار التكوين الأكاديمي الذي يرافق الموهبة.

وفي المعرض تنوع في الأفكار والأساليب الفنية، وهو يحمل عدة مضامين وتفاصيل تجربة الحياة، مع الوقوف عند تفاصيل لها دورها في مسارات التحوّل، ليكشف أمورا مغمورة، أو يدعو من خلال أخرى إلى الجمال، وإلى تثمين التراث وترسيخه في ممارساتنا اليومية.

تناول الفنان يوميات الحياة ومتغيراتها، ومميزات المجتمع التقليدي والعصري، وآثار مسألة الهوية، والمرأة والطفولة. واختار الأسلوب التجريدي ليوظّف الكثير من الأفكار والمعاني؛ منها الرموز المؤطرة بأشكال هندسية مختلفة الأحجام والبنى الهندسية، التي نجدها في منحنيات أو مكعبات وخطوط ودوائر، وهي بأبعاد مختلفة تتحوّل وفقا للأشكال التي تحويها. كما استعمل الفنان الألوان المضيئة وعلى رأسها الأصفر. واستعمل تقنيات مختلطة من مدارس فنية شتى رغم أن التجريدي هو الغالب.

يظهر جليا اهتمام الفنان بالتراث الوطني وذلك  نتيجة غزارته. كما اهتم بمسألة الحرية، وكانت تجسَّد أحيانا في شكل عصفور. كما ربط هذه الحرية بالمسؤولية حتى لا تعم الفوضى والخراب.

يبني الفنان لوحته تدريجيا؛ حيث يجسد نظرته الفنية على أداة الرسم؛ من ورق أو قماش، ثم يعيد بناءها بالخطوط، ثم يعبئها بالألوان، ليكون التوازن كآخر مرحلة. وعن الألوان فأغلبها مستمدة من المناخ المتوسط الدافئ.

ويتعرض الفنان في لوحاته ذات الأحجام المتفاوتة، لمشكلات المياه والتلوث، ورهانات الحياة الاجتماعية في التجمعات الحضرية. ففي إحدى اللوحات يصور عمارات مكدسة بالسكان، وبالمقابل هناك المروج والزهور والاخضرار؛ كدليل على أهمية الطبيعة ونظافة المحيط.

تقنيًا، لا يتردّد الفنان في المزج بين الأساليب والأدوات التي تدفع بالعمل الفني نحو مرتبة الكمال، مع إعطاء الرمز هوية خاصة به هو كفنان تشكيلي؛ من خلال اللّمسات الفنية التي يضفيها على تلك الرموز، مع الحضور الطاغي للخط في أعماله، وبصمة ثقيلة للمنمنمات التي تكوّن قمرود فيها وفي الهندسة الداخلية.

للإشارة، فإن قمرود التحق بالمدرسة الوطنية للفنون التشكيلية (1979- 1985). كما تلقّى تدريباً بالمدرسة العليا للفنون التشكيلية (1988- 1994)، وهو يعمل أستاذاً للتربية الفنية، ويزاول نشاطه الفني مراوحاً بين التشكيل والنحت.