اختتام مؤتمر المعهد العالمي للتجديد العربي

بناء منظومة فكرية عربية حديثة

بناء منظومة فكرية عربية حديثة
  • القراءات: 1211
مراسلة خاصة مراسلة خاصة

أعلن المعهد العالمي للتجديد العربي عن بيانه الختامي لمؤتمره الأول للتجديد العربي المنعقد خلال الأيام القليلة الماضية في مدينة ملقا الأسبانية، حيث شهد المؤتمر حضورًا مكثفًا لعدد كبير من العلماء والمفكرين والمثقفين من شتَى أقطار الوطن العربي والمهجر.

وأشاد البيان باتساع تمثيل أقطار الوطن العربي في المؤتمر، حيث شهدت جلساته مشاركة أكاديميين ومفكرين وباحثين وعلماء من تونس، الجزائر، مصر، المغرب، ليبيا، موريتانيا، السودان، فلسطين، لبنان، سوريا، الأردن، العراق، اليمن، عمان، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، قطر، ومن بلاد المهجر في أوربا وأمريكا وآسيا.   ونوه البيان الختامي لمؤتمر التجديد في نسخته الأولى بأن انعقاد المؤتمر شكل الخطوة الأولى في مسيرة المعهد الذي يعتمد التفكير العلمي الحرّ لابتكار الأفكار وتجديد الثقافة العربية المعاصرة وتحديثها وبناء منظومة فكرية عربية حديثة تستنهض قيم الحضارة وتجدّدها حتّى لا تبقى أسيرة لمرجعيات الماضي، ويواكب التطورات العالمية الحديثة في مختلف المجالات ويرفد الثقافة العربية بمصادر وأدوات التجدّد الدائم سبيلًا لتحقيق المستقبل المنشود.

فقد شهدت جلسات المؤتمر مناقشات جادّة ومستفيضة للعشرات من البحوث في ميادين الاقتصاد والفكر السياسي وعلم الاجتماع والتربية والتعليم والثقافة والقانون واللغة والآداب والتاريخ والإعلام والعلاقات الدولية والدراسات المستقبلية والاستراتيجية والدراسات العلمية في قضية المياه والزراعة والتصحر والأمن الغذائي العربي وغيرها.

وأكد البيان أن المؤتمر الأوّل للمعهد العالمي للتجديد العربي حقق نجاحات مهمّة على مستوى البحوث من حيث محتواها وتنوّعها، وعلى مستوى الحضور والتنظيم ممّا شكّل حافزاً لمجلس المعهد وهيئته العامة ووحداته الفكرية المتخصّصة على التحضير للمؤتمرات القادمة مبكّراً، مستفيداً من تجربة هذا المؤتمر ومعطياته، مع العمل على دعوة أكبر عدد ممكن من المفكّرين والباحثين والعلماء والأكاديميّين في الوطن العربي والمهجر إلى إنجاز بحوث رصينة تعتمد فكرة التجديد في مختلف حقول الفكر والعلم والمعرفة.

إنّ النجاح الذي تحقّق في هذا المؤتمر يؤسّس لتعاون واسع بين المعهد والجامعات والمؤسّسات الأكاديميّة ومراكز البحوث والهيئات العلمية والمنظّمات ذات العلاقة في الوطن العربي والعالم للارتقاء بوسائل التجديد ومنهجياته والابتكار وآلياته، والسعي إلى إنجاز الأهداف الإستراتيجية التي خطّط المعهد لتحقيقها. 

فإلى جانب وضع الخطط الداخلية لعمل الوحدات الفكرية والتنفيذية والإدارية، فقد تقرر وضع خطة لافتتاح فروع أو لجان تنسيقيّة للمعهد في الدول العربية والأجنبية وتحديد واجباتها وتوصيف عملها وترخيصها رسمياً وفقًا للقوانين النافذة في تلك الدول، مع إقرار الخطة المالية والمقترحات التي تقدّم بها عدد من أعضاء الهيئة العامة والتي أكّدت على التعاون بين جميع أعضاء المعهد للتسريع بإيجاد مصادر التمويل لنشاطاته بما يكفل تغطية النفقات، ومنها الأخذ بتجارب المعاهد والمنظمات المشابهة في وضع (وقفية استثمارية) تخصص نسبة من أرباحها لتمويل نشاطات المعهد وأعماله.

ومن أهم التوصيات التي وردت بالبيان الختامي، نذكر وضع مجلس المعهد والوحدات المتخصّصة الخطط التفصيليّة المتعلّقة بتنفيذ الخطّة الإستراتيجية للمعهد من خلال  البدء بإصدار مجلة إلكترونية (فصلية) علميّة محكّمة تحمل اسم (مجلّة التجديد العربي) وتشكيل هيئة التحرير والفريق الفني والتقني لتصميمها وإخراجها باعتماد المعايير العالميّة للنشر. وإعداد جدول أعمال مهرجان الشباب العربي المقترح عقده في المغرب في منتصف هذا العام، وتتولّى وحدة بناء قدرات الشباب، تقديم برنامج المهرجان إلى مجلس المعهد خلال شهر، فضلا عن تأمين حضور أكبر عدد ممكن من الشباب العربي وخاصّة الباحثين في المجال العلمي والفكري والثقافي وإشراكهم في مختلف نشاطات المعهد.

كما أوصى المؤتمر تشكيل لجنة تحضيريّة لإعداد جدول أعمال ومحاور وتوقيتات ومكان عقد المؤتمر الفكري الأول للمعهد المقترح عقده في تونس خلال شهر نوفمبر من العام الحالي 2020. وتطوير عملية كتابة البحوث الفكرية والعلمية الرصينة التي تعتمد فكرة التجديد ومنهجه باعتبارها وسيلة المعهد الرئيسيّة لتحقيق رؤيته الإستراتيجية الرامية إلى نهضة الأمة العربية وبناء مستقبلها، فضلا عن عرض البحوث المقدّمة للمؤتمر مسبقا على اللجنة العلمية لتقييمها وتحكيمها والموافقة النهائية عليها.

كما تمت الإشارة إلى العمل على عقد اتفاقيات تعاون بين المعهد العالمي للتجديد العربي والجامعات والمؤسّسات الأكاديميّة ومراكز البحوث والهيئات العلميّة في الوطن العربي وفي العالم.

ويعد المعهد العالمي للتجديد العربي مؤسسة فكرية وعلمية وثقافية مستقلة غير حكومية وغير حزبية وغير سياسية، يعتمد في نشاطه، على المبادرة الفردية والجماعية وعلى تطوير التفكير العلمي الحرفي وابتكار وتجديد الثقافة العربية المعاصرة. ولأجل تحقيق ذلك، فإن المعهد يسعى إلى استقطاب المفكرين والعلماء والمثقفين والباحثين والمختصين من الدول العربية. ويعتمد في تمويل مشروعه على دعم رجال الفكر وأصحاب المال ورجال الأعمال الذين يؤمنون برسالته النبيلة، وعلى الاستثمارات والتبرعات، وعلى النشاطات التي يقيمها مع الجامعات والمعاهد والجهات والمنظمات الرسمية والشعبية العربية والدولية.