اتّخذت "قرارات فورية" لمعالجة المشاكل المطروحة

بن دودة تصطدم بحالة انسداد بقطاع السينما

بن دودة تصطدم بحالة انسداد بقطاع السينما
  • 129
نوال جاوت نوال جاوت

❊ رفع العراقيل ودعم الإنتاج السينمائي

❊إعداد تصوّر شامل لاستغلال قاعات السينما

❊ الإسراع في إنتاج فيلم "الأمير" وفق معايير احترافية عالمية

أعربت وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، "عن انشغالها بحالة الانسداد التي يعرفها القطاع السينمائي"، داعية إلى "رفع العراقيل ودعم الإنتاج السينمائي، مؤكّدة  أنّ "المشروع السينمائي الاستثنائي لفيلم الأمير عبد القادر،  يجب أن يحظى بكلّ أشكال الدعم المؤسّساتي واللوجستي والفني"، داعيةً خلال اجتماع خصّص لبحث واقع السينما الجزائرية، إلى "الإسراع في إنتاج الفيلم وفق معايير احترافية عالمية، بما يبرز العبقرية الجزائرية التي يجسّدها الأمير ويجعل من العمل واجهة مشرّفة للسينما الجزائرية"، بالنظر إلى "رمزية الأمير كمؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز عالمي للمقاومة والحرية". 

من منطلق أنّ بعث الصناعة السينمائية "أولوية رئاسية"، خصّصت الوزيرة الجديدة بن دودة لوضع تشخيص أوّلي للراهن السينمائي الذي لابدّ لها من حلحلته، اجتماعين متتاليين يومي الأحد والاثنين الماضيين، خصّصا لبحث واقع السينما الجزائرية، وأدرجهما بيان للوزارة ضمن "مسعى استراتيجي لبعث الصناعة السينمائية الوطنية".

بعد الاستماع لإطارات الوزارة ومديري المؤسّسات تحت الوصاية، أعربت بن دودة "عن انشغالها بحالة الانسداد التي يعرفها القطاع السينمائي"، داعية إلى "رفع العراقيل ودعم الإنتاج السينمائي، مع ضرورة تعميم نموذج المرّكبات السينمائية المزوّدة بقاعات عرض عصرية، وتسهيل استثمارات الخواص ومنحهم رخص استغلال القاعات، إضافة إلى التنسيق مع الإدارات العمومية بهدف تسيير إنجازات الاستثمارات الثقافية المقدمة من قبل أصحاب المشاريع". ووجّهت إلى إعداد "تصوّر شامل لاستغلال قاعات السينما التابعة للقطاع أو المسترجعة من البلديات"، مع "تخصيص بعضها للجمعيات والتعاونيات والفنانين باختلاف إسهاماتهم الإبداعية، بما يسهم في تنشيط الفعل الثقافي المتنوع عبر مختلف ربوع الوطن".

فيما خصّصت الوزيرة الاجتماع الثاني لمشروع فيلم الأمير عبد القادر، واتّخذت "قرارات فورية لمعالجة المشاكل المطروحة"، بعد أن قدّم مسؤولو المؤسسات السينمائية على غرار المركز الجزائري لتطوير السينما، المركز الوطني للسينما والسمعي البصري، السينماتيك، ومؤسسة "الجزائري"، تقارير مفصلة حول وضعيات مؤسساتهم.

للإشارة، يحيط رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، فيلم الأمير عبد القادر برعاية خاصة ومتابعة شخصية، حيث ما فتئ يوجّه بضرورة إنجاز "عمل سينمائي كبير" يليق بمؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة، ويعكس الأولوية الممنوحة للنهوض بالصناعة السينمائية التي أُرسيت دعائمها الرئيسية من حيث الأطر القانونية، التكوين والمرافقة.

يعدّ فيلم الأمير عبد القادر الذي أمر رئيس الجمهورية، بإطلاق مناقصة دولية في الإنتاج والإخراج بخصوصه، من بين المشاريع التي لم تعرف التجسيد منذ عقود، أُعيد إحياؤه بفضل القرار الرئاسي الحاسم الذي أضفى عليه طابع "الأولوية" برؤية مدروسة وخطوات جادة، قصد "منح هذا العمل البعد العالمي لما للأمير عبد القادر، من رمزية سامية بالنظر لمساره الذي أفناه في بناء الجزائر المعاصرة وإشعاعه الدولي، وما بذله في سبيل حماية الأقليات عبر العالم". وعلى ضوء النهج الذي اتبعه الرئيس تبون، دوما والمتعلق بإشراك الخبراء والكفاءات، أمر رئيس الجمهورية، أيضا بضرورة  "فتح المجال أمام كل الكفاءات السينمائية الجزائرية والعالمية مع مراعاة المضمون المتّفق عليه في دفتر الشروط".

هذه الخطوة سبقتها عدّة قرارات لرئيس الجمهورية، أهمها المرسوم الرئاسي رقم 23-287 المؤرخ في 15 محرم عام 1445 الموافق لـ2 أوت 2023. الذي ينصّ على وضع مؤسّسة الجزائري لإنتاج وتوزيع واستغلال فيلم سينمائي عن الأمير عبر القادر تحت وصاية وزارة الثقافة والفنون، حيث نصبت وزيرة الثقافة والفنون السابقة صورية مولوجي، في نوفمبر 2023، لجنة رفيعة المستوى لتقييم وإثراء دفتر شروط خاص باختيار سيناريو فيلم عن الأمير عبد القادر، وكذا التقييم والمصادقة على عروض السيناريوهات التي سيتم تقديمها في إطار مسابقة دولية، وتضمّ اللجنة أسماء وازنة إبداعيا وعمليا على غرار النّاقد السينمائي أحمد بجاوي، البروفيسور جمال يحياوي، الدكتور واسيني لعرج، البروفيسور مصطفى خياطي وكذا المنتج السينمائي ياسين مذكور، ويمكنها عند الاقتضاء الاستعانة بخبراء ومختصين لإثراء المشروع وإنجازه.

للتذكيرّ، تسلمت المؤسسة العمومية "الجزائري"، يوم 17 جوان الفارط، التقرير النهائي للجنة الاستشارة والخبرة التي كلفت بمرافقة المشروع السينمائي الوطني حول الأمير عبد القادر والإشراف على التحضير الأولي لدراسة وتنفيذ اختيار سيناريو فيلم حول هذه الشخصية.

وأكّدت مؤسسة "الجزائري" أنّ هذا التقرير النهائي "يتوّج جهد وعمل اللجنة البحثي والتوثيقي خلال عدة أشهر، بهدف تقديم مرجع تاريخي دقيق وموثوق لصياغة سيناريو فيلم عالمي بمنظور فني معاصر ينصف سيرة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز المقاومة والسيادة".

وقد لجنة الاستشارة والخبرة مهاما دقيقة تمثلت في تحديد الفكرة العامة للسيناريو، رسم المحاور الكبرى لسيرة الأمير عبد القادر، اختيار الأحداث التاريخية الجوهرية التي ينبغي تجسيدها دراميا، إلى جانب ضبط قائمة الشخصيات الرئيسية التي سيتناولها السيناريو،