في زيارة لها بباتنة

بن دودة تؤكد على حماية المواقع الأثرية وتفعيل دورها

بن دودة تؤكد على حماية المواقع الأثرية وتفعيل دورها
وزيرة الثقافة والفنون السيدة مليكة بن دودة
  • القراءات: 899
ع. بزاعي ع. بزاعي

ثمّنت وزيرة الثقافة والفنون السيدة مليكة بن دودة، قرار الحكومة المتعلق برفع التجميد عن مخطط الحماية والتثمين لموقع تيمقاد الأثري. وأضافت في زيارة لها إلى باتنة، أن مبالغ معتبرة خُصصت للعملية، تتمثل في وضع الإنارة، وتسييج الموقع، ووضع اللوحات الإرشادية للسياح، فضلا عن عمليات ترميم، تشمل المتحف بذات الموقع، وإنشاء مراكز تسيير لعرض المنتجات التراثية للحرفيين، وتخصيص دكاكين وفق الجمالية الهندسية للمنطقة.

ودعت الوزيرة إلى استغلال القطاعات التي تشترك في دعم الموروث التاريخي الحضاري للمنطقة التي تزخر بمعالم تاريخية وسياحية، والتي لو استُغلت أحسن استغلال لحوّلت المنطقة إلى قبلة للسياح، وأهم مورد اقتصادي، مؤكدة ضرورة المحافظة على التراث المادي الذي تزخر به المنطقة، وتفعيل دور الإعلام في السياحة الثقافية، واستغلال الخصوصيات الثقافية التي تزخر بها المنطقة. ونوهت الوزيرة بمبادرة "موقع أطلسي"، الذي تم عرضه، والداعم للنشاط السياحي، ومن ميزاته أنه يعرّف بالمواقع الأثرية، ويقدم معلومات قيّمة عنها، ويحتوي على معلومات صوتية بطرق احترافية تحت شعار "مرشدك الثقافي كما لم يكن من قبل". وتثمينا لقيمة العمران الجنائزي، كشفت الوزيرة عند معاينتها ضريح مدغاسن، عن تخصيص مبلغ 150 مليون دينار، في عملية تم تسجيلها إضافة لقيمة 500 ألف دولار، خُصصت في إطار اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية، لترميم هذا المعلم الأثري. وذكرت الوزيرة أن العملية سيشرف عليها مختصون جزائريون بالتنسيق مع مسؤولي الوزارة الوصية وجمعية أصدقاء إمدغاسن. كما أكدت عند استماعها لانشغالات وشروحات قُدمت حول الضريح النوميدي بعدما اطلعت على الوضعية التي آل إليها، على الأهمية الكبرى التي يكتسيها بوصفه أقدم موقع أثري بالجزائر، والذي يُعد من بين المواقع السياحية التي حفظت للتراث هيبته، وجمعت بين الأصالة والعمران. ويتواجد الضريح ببلدية بومية دائرة المعذر ولاية بـاتنة فوق هضبة، مما جعـله يتراءى من بعـد، كما يتوسط مقبرة.

وقالت الوزيرة إن نتائج البحوث حددت تاريخ بناء الضريح بواسطة طريقة الكربون "كامبس جي"، ما بين أواخر القرن الرابع وبداية القرن الثالث قبل الميلاد. وفي هذا الصدد، أسدت الوزيرة بن دودة تعليمات لمصالحها من أجل إعادة تفعيل دور متحف تازولت. وأوضحت أن مصالحها ستقوم بجرد حقيقي لآثار كل المواقع. وعبّرت عن تأسفها لطريقة استغلال التراث بتازولت. وقالت إنها تطمح لأن تجعل هذا المتحف في مستوى حضارة المنطقة. ولدى إشرافها على تدشين متحف السينماتيك، دعت الوزيرة إلى استغلال هذا المرفق، الذي يبقى شاهدا على تاريخ السينما الجزائرية، والتي عايشت عروضها الكثير من العائلات الباتنية خلال السبعينيات. كما تساءلت عن سر عدم استغلال بقية دُور السينما الأخرى، التي ظلت مغلقة في وجه الشباب لعقدين من الزمن. وزارت الوزيرة المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية بولاية باتنة حملة 1؛ حيث استمعت لانشغالات الشاعرات، اللائي طرحن مشكلة طباعة دواوينهن، لتعدهن الوزيرة بإيجاد الصيغ الكفيلة بمساعدتهن بعد دراسة البطاقات التقنية التي ستنجز في الموضوع. ودعت إلى تفعيل دور المكتبات في نشر المقروئية، وفتح فضاءات المطالعة والنقاشات الثقافية الهادفة، بالإضافة إلى تنظيم الملتقيات الفكرية، وتقديم بعض العروض الفنية.

ودامت زيارة الوزير لباتنة يومين كاملين، وتأتي في إطار متابعة مختلف المشاريع، والاطلاع على وضعية القطاع بهذه الولاية. كما وقفت السيدة الوزيرة على مدى تقدم أشغال إنجاز بعض المشاريع التنموية والمنشآت التابعة لقطاع الثقافة والفنون. وعاينت بعض المؤسسات، ومدى مردوديتها ومسايرتها لمتطلبات سكان الولاية، خصوصا بمناطق الظل؛ حيث أشرفت على وضع حيز الخدمة، مشروع تزويد سكان منطقة الظل بتيبحرين وأفرا والرقادة بدائرة أريس، بالطاقة الكهربائية، ومشروع تزويد بالغاز لفائدة 11 عائلة، ووضعت حيز الخدمة، شبكة الغاز بأولاد بوعكاز بدائرة تكوت. كما أشرفت الوزيرة على إطلاق اسم عيسى جرموني على المعهد الجهوي للتكوين الموسيقي، واسم محمد بودماغ على المدرسة الجهوية للفنون الجميلة، إضافة إلى تدشين سينماتيك الأوراس التي خضعت لعمليات تأهيل. وعاينت الوزيرة المسرح الجهوي، والتقت المثقفين والفنانين وممثلي المجتمع المدني بباتنة. واستمعت لانشغالاتهم واقتراحاتهم، لتنهي الزيارة بتكريم باحثين وفنانين.