قدم تفاصـيل الكتابين في فـضاء ”ميديا بوك”

بن دعماش يوقّع ”بن خلوف” و”الباجي”

بن دعماش يوقّع ”بن خلوف” و”الباجي”
  • القراءات: 1154
دليلة مالك   دليلة مالك

قدّم عبد القادر بن دعماش، الباحث في مجال الأغنية الشعبية والملحون مساء أوّل أمس، آخر إصدارين له بفضاء ”ميديا بوك” التابع للمؤسّسة الوطنية للفنون المطبعية بالجزائر العاصمة، ويتعلّق الأمر بكتاب ”سيدي لخضر بن خلوف، أمير شعراء الملحون”، ومحمد الباجي.. المقنين الزين أو صرخة الشيخ محمد الباجي”، ويندرج اللقاء ضمن سياسة المؤسسة لترويج الأعمال التي تنشرها إعلاميا.

في المستهل تحدّث بن دعماش، عن كتابه ”سيدي لخضر بن خلوف، أمير شعراء الملحون” الذي صدر عن المؤسّسة الوطنية للفنون المطبعية ”إيناغ”، ويضمّ ثلاثة أجزاء عن الشاعر سيدي لخضر بن خلوف، كتبه بن دعماش في سبع سنوات من البحث المضني عن المعلومات، وضمّ قصائد الشاعر وسيرته باللغتين العربية والفرنسية، ويقع الكتاب في 1200 صفحة. ويضيف بن دعماش، أنّه لأوّل مرة يصدر كتاب بهذا الحجم والمعلومات عن سيدي لخضر بن خلوف في الجزائر.

وتابع المتحدث يقول إن المؤلف هو ثمرة 7 سنوات من العمل والبحث، جمع فيه جميع المعلومات المتعلقة بأمير شعراء الملحون وكل ما كتب عن مسيرته وموهبته وحكمته، الكتاب يضم 167 قصيدة وهو أكبر كتاب يصدره منذ أن بدأ عملية البحث والتوثيق حول الذاكرة الوطنية، أراده أيضا أن يكون عملا علميا بالدرجة الأولى ويبقى وسيلة بحث للباحثين والأكاديميين الجامعيين، فالجزء الأول خصصته للسيرة الذاتية لهذا الشخص التي كتبه باللغة الفرنسية وترجم إلى اللغة العربية من قبل أحد أحفاد سيدي بن خلوف، أما الجزء الثاني والثالث فقد خصصه لكل القصائد التي كتبها سيدي بن خلوف.

أما الكتاب الثاني الصادر عن ”ايناغ” أيضا، يتناول حياة الظاهرة الموسيقية محمد الباجي، الذي قال عنه بن دعماش، إنه الفنّان الذي سجن وحكم عليه بالإعدام، وكتب في السجن القصيدة الشهيرة ”يا المقنين الزين”، مؤكدا أنّ الباجي يمتلك مقوّمات الفنان المبدع لذلك استحق تأليف كتاب عنه.

وأكّد بن دعماش، أنّ كتابه بمثابة وثيقة تاريخية تؤرّخ لمسار الرجل ولفترة مهمة من حياة الجزائر إبان الثورة وبعد الاستقلال، إذ يتناول الكتاب تراث فنان ومناضل من العيار الثقيل، حكم عليه بالإعدام في سجن سركاجي إبان ثورة التحرير، وكان يتحدى الاستعمار داخل الزنزانة بالآذان، ليزرع الأمل والقوة في نفوس زملائه، ونتيجة لذلك كان الحارس الفرنسي يستهزئ به قائلا ”غني غني يا كناري”، وهي عبارة مشهورة لفيكتور هوغو، ثم يستهزئ مجددا، ”هل تؤمنون حقا بالاستقلال؟” فيرد الباجي فورا، ”سنستقل وتذهبوا إلى بيوتكم”، وأطلق سراح الفنان الباجي سنة 1961، ليتمتّع بعدها بفرحة الاستقلال التي لم تكتمل، إذ أدخل إلى السجن في صيف 1963، ليطلق سراحه بعدها بأشهر قليلة.

مرض الراحل الباجي، فنصحه رفيق سجنه الدكتور بوشاك يونس، بأن يعوّض الدواء بالإقامة قرب البحر، فلجأ إلى مغارة قرب بوهارون وأصبح يمكث فيها شهورا طويلة من السنة ويزوره فيها أصدقاؤه وعائلته، ويصف بن دعماش، هذه المرحلة من حياة الباجي، بأنه اختار البحر وأدار ظهره للجزائر ما بعد الاستقلال.

وأشار المتحدث إلى أنّ كلّ أعمال الفنان الباجي، مرتبطة بأحداث ومواقف وذكريات من ذلك ”يا بحر الطوفان” التي نعى فيها صديقه الغريق سنة 1963، والمقنين الزين” الذي رفض أن يغادر بيته وهو في السجن مثل بقية عصافيره.

الباجي كان يسهب في الحديث مع الناس لذلك كان يخصّص فقرات للحديث خلال وصلاته الغنائية بالأعراس، فيتحدّث عن الثورة وعن الدين الإسلامي باعتباره كان متدينا ملتزما ويسجل الحضور الديني في كل أعماله.