"ملك الموسيقى"

بليغ حمدي.. رائد مدرسة تجديد الغناء

بليغ حمدي.. رائد مدرسة تجديد الغناء
  • القراءات: 658
ق. ث ق. ث

هو أصغر من لحن لأم كلثوم، وصاحب أكبر ثروة من الألحان والأغاني، ورائد مدرسة التجديد في الغناء العربي، استحق عن جدارة لقب ملك الموسيقي، وفارس الرومانسية، وابن النيل، ولحن الشجن.. إنه بليغ حمدي، الذي أتقن العزف على العود في التاسعة من العمر، وتعاون مع أشهر المطربين المصريين والعرب، حيث تميَّزت ألحانه بسهولتها وبساطتها.

ولد حمدي في حي شبرا بالقاهرة في 7 أكتوبر عام 1931م، عمل والده أستاذا للفيزياء في جامعة فؤاد الأول، أتقن العزف على العود في التاسعة من العمر، حاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى في سن الثانية عشر ورُفض لصغر سنه، التحق بمدرسة شبرا الثانوية، وفي نفس الوقت، درس أصول الموسيقى في مدرسة عبد الحفيظ إمام للموسيقى الشرقية، ثم تتلمذ على يد درويش الحريري، وتعرف من خلاله على الموشحات العربية، التحق بكلية الحقوق 1950، وانضم بشكل أكاديمي إلى معهد فؤاد الأول للموسيقى بجانب دراسته.

بدأ حياته الفنية كمغن، بعد أن أقنعه مستشار الإذاعة المصرية محمد حسن الشجاعي باحتراف الغناء، وسجل 4 أغاني بالإذاعة المصرية، ثم اتجه للتلحين وسطع نجمه عام 1957م مع أول ألحانه لعبد الحليم حافظ تخونوه، تعاون بعدها مع أشهر المطربين المصريين والعرب، منهم أم كلثوم، وردة، فايزة أحمد، شادية، نجاة، صباح، ميادة الحناوي، عفاف راضي، عزيزة جلال، على الحجار، هاني شاكر، محمد رشدي، سميرة سعيد، لطيفة، وتميزت ألحانه بسهولتها وبساطتها، فتميزت عن ألحان باقي الملحنين، وبلغت ثروته الفنية ما يقرب من 3 آلاف لحن متنوع.

نجا من حادث انقلاب بسيارته في طريق القاهرة الإسكندرية عام 1961م، أسس شركة رمسيس للأسطوانات عام 1965م، أول أسطوانة سجلها لحساب شركته باسم عدوية للمطرب محمد رشدي، اهتم بالمسرح الغنائي، وقدم عدة مسرحيات غنائية وأوبريتات استعراضية، أهمها مهر العروسة و"تمر حنة و"ياسين ولدي، كما وضع الموسيقي التصويرية لكثير من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية، منها إحنا بتوع الاتوبيس، شيء من الخوف، أبناء الصمت، العمر لحظة، آه ياليل يا زمن، أضواء المدينة، ريا وسكينة، زقاق المدق و"تمر حنه، وآخر ما لحن مسلسل بوابة الحلواني.

اتُهم في حادثة انتحار الفنانة المغربية سميرة مليان في ديسمبر عام 1984م، وعاش في باريس لخمس سنوات، حتى حصل على براءته من هذه التهمة عام 1989م. تزوج ثلاث مرات، الأولى في عام 1963م من أمنية طحيمر، ثم عقد قرانا دون زفاف من السيدة أمال طلعت، وأخيرا عام 1972م من وردة الجزائرية بعد قصة حب عنيفة، وانفصلا بعد عشر سنوات.

حصل بليغ حمدي على جائزة الدولة التشجيعية في الموسيقى عام 1966م، مُنح مجلس إدارة جمعية المؤلفين الملحنين بمقرها في باريس، معاشا شهريا قدرة حوالي 3000 فرنك فرنسي سنة 1987م. أصيب بسرطان الكبد وسافر إلى باريس للعلاج، أهدى وردة وهو على فراش المرض، أغنيته الأخيرة بودعك، وتوفي هناك في 12 سبتمبر عام 1993م، ونُقل جثمانه للقاهرة وشيعه الفنانون.