المسرح الوطني يتحدى فيروس "كورونا"

بعث مجموعة من النشاطات على منصات التواصل الاجتماعي

بعث مجموعة من النشاطات على منصات التواصل الاجتماعي
  • القراءات: 821
❊   دليلة مالك ❊ دليلة مالك

ارتأى المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، أن يبعث نشاطاته الثقافية عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد قرار الوصاية بتعليقها، تفاديا لانتشار فيروس "كرونا"، عبر برنامج تفاعلي تم تسطيره للبث عبر موقعه الإلكتروني وصفحة "الفايسبوك" وقناة "اليوتوب" الرسميتين.

يحوي البرنامج التفاعلي نشاطات فنية، فكرية وثقافية، من بينها عروض مسرحية وحكواتي للأطفال ابتداء من الساعة 10:30 صباحا، عبر قناة "اليوتيوب" الخاصة بالمسرح، إضافة إلى بث يومي في تمام الساعة 18:00 سا لعروض مسرحية موجهة للكبار، كما يمكن للجمهور التفاعل بإرسال قراءات حول العروض التي يتم بثها لاختيار أحسنها وتسليم صاحبها جائزة، عبر البريد الإلكتروني الخاص بالمسرح.

أما في الفترة الممتدة من 21:00 إلى 22:00 سا، فقد ارتأى المسرح الوطني أن يتم تخصيصها لمنتدى المسرح (TNAForum) على صفحة "الفايسبوك" الرسمية، الفضاء الجديد الذي يفتح المسرح الوطني من خلاله باب النقاش مع الممارسين والمتابعين والنقاد والباحثين في مجال الفن الرابع تحولا وصياغة فنية، وللوقوف بكل موضوعية على منظومة العروض المسرحية لإضاءة الجمالية التي تأسس عليها المسرح الجزائري ماضيا وحاضرا، وفق مواضيع يتم تحديدها مسبقا. 

في العدد الأول من منتدى المسرح الوطني الحزائري، الذي برمج أول أمس الخميس، اختير موضوع "التكوين الفني المسرحي في الجزائر بين المنجز والمنتطر"، ونشط الندوة الدكتور حبيب بوخليفة.

قال بوخليفة في نصه المعنون "ضرورة التكوين الفني المسرحي"، إنه توجد عقلية في وسط الممارسة المسرحية وبين عامة الناس، أن الموهبة كافية لكي نجعل من العرض المسرحي عرضا شيقا، ولا نحتاج إلى دراسة هذا المجال والاهتمام بالتكوين؛ هذا خطأ فادح لا يساعد على الارتقاء بالفن المسرحي إلى مستوى فني جمالي عال، ولا يكون حاملا للأفكار النيرة المبدعة.

أضاف أن الفن المسرحي يقف منذ نشأته على مستويين؛ أولا كنص أدبي له امتداد في الدراسات الأدبية واللسانية، وثانيا كعرض فني على الخشبة المسرحية، تجري أحداثه في اللحظة الزمنية المعينة العابرة بجميع مفرداته الفنية الأخرى، من التمثيل والسينوغرافية والموسيقى والرقص والملابس.. إلخ.

جعلت الظاهرة المسرحية معقدة في مسارها وبنيتها وأسسها، مما يتطلب من الممارس، سواء كان ممثلا أو كاتبا أو مخرجا، استغلال كل الأدوات المعرفية والنقدية والجمالية للتحكم في بناء مكونات العرض التي تنتهي بالعرض، الذي بدوره يقدم للجمهور. فجدلية الحركة بين الثلاثي المؤسس لوجوب الفن المسرحي النص، الممثل، الجمهور تقتضي حتمية معرفة المناهج التكوين والتدريس لمجال فنون المسرحية في حقل الممارسة، وربط التجربة بالبحث الأكاديمي وإعطائها عمقا معرفيا يسمح بتجاوز استنساخ الترقيع والرداءة وسذاجة الأفكار.

أشار الدكتور إلى أنه "يتحتم على كل ممارس أن يطالع على جملة من النظريات الكبرى المؤسسة للفن المسرحي، وقراءتها بأدوات منهجية حديثة، واستشراف القدرة على إثرائها في حقل الممارسة داخل الوطن العربي، خصوصا الجزائر".

إن معرفة الرصيد التجريبي والنظري للفن المسرحي يمر حتما عبر مناهج التدريس ومدارسه المختلفة، بحكم الطبيعة المركبة للفن المسرحي، الذي هو فن مركب، فن متعدد، فن الكلمة المنطوقة وفن الفعل والحركة. فتطور الفن المسرحي وتعقيد مساره وثراء تجاربه أصبح يفرض التكوين بطرقه وأدواته المخبرية التطبيقية، ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، "بحيث أنه لم تعد الموهبة وحدها تكفي، بل أصبح التكوين والتخصص من أبرز ميزات الفن المسرحي".