بسكرة تدعو إلى تثمين تراثها المحلي

بسكرة تدعو إلى تثمين تراثها المحلي
  • القراءات: 1451
ع. نور الدين ع. نور الدين

ناقش أساتذة جامعيون أوّل أمس بدار الشباب «الشهيد عبد الرحمان الصديق» ببلدية عين الناقة في بسكرة، عدّة محاور متعلقة بتشريح واقع التراث المادي وغير المادي ودوره في خريطة التنمية الوطنية الشاملة، وكذا في مواجهة العولمة وحماية التراث، مع إشراك ومساهمة المجتمع المدني في هذا المضمار. 

نظّم هذه الفعاليات جمعية «تراث الأجيال»، حيث أكّد رئيسها الأستاذ علي علية في كلمته أنّ المنطقة عرفت حضارات متعاقبة منذ فجر التاريخ إلى اليوم، مرورا بالفترات التاريخية المختلفة، وصولا إلى الفترة الاستعمارية،  ثم الاستقلال الوطني.

من جانبه، قال الدكتور السعيد تريعة أنّ الباحثين والمسؤولين والمجتمع المدني، كل في موقعه، مطالبون بالوقوف وقفة رجال واحد للتصدي لانعكاسات العولمة التي تعمل على محو أصولنا وتراثنا، لأجل الحفاظ على موروث الأجداد الغني بالأمجاد والبطولات والتضحيات، قصد المحافظة على الشخصية الجزائرية الأصيلة المبدعة على مرّ العصور، ومن هذا المنطلق، يضيف المحاضر، أنّ الواقع فرض نفسه لدراسة تراث المنطقة،  خاصة أنّها ثرية في كل المجالات، مما جعلها مقصد الكثير من الزوّار الذين يطلبون خلال رحلاتهم السياحية تعريفهم بتاريخ المنطقة وبآثارها ومعالمها.

شدد الأستاذ بلقسام بلعباس على أهمية الوقوف عند تخصّص الدراسات المستقبلية في مجال التراث، من خلال إحصاء ودراسة أهم المظاهر الثقافية والتاريخية الموجودة من طرف الباحثين المختصين في الميدان، وتقديم خلاصة الأبحاث والأعمال للقارئ، ليكتشف الزخم الحضاري الذي تزخر به المنطقة من التراث المتوارث عبر الأجيال، والمتمثّل في أحيان كثيرة في نمط العيش والتعامل مع الطبيعة كاستعمال مواد البناء التقليدية التي تتلاءم مع مناخ المنطقة، وكذا استصلاح الأراضي البور لتأتي بالمحصول الوفير وغيرها، كلها تصبّ في بوتقة الثقافة الشعبية والتراث الذي هو جزء من الهوية الوطنية التي هي مهدّدة بأخطار العولمة التي تحول دون الاستفادة من هذا التراث والعودة ليتميّز به عن باقي الشعوب الأخرى، كما تمت دعوة الأكاديميين إلى البحث في التراث الشفهي الشعبي بالمنطقة، من عادات وتقاليد وحكايا وقصائد.

بجاية تكرّم نوارة

لم تستوعب قاعة المسرح الجهوي «عبد المالك بوقرموح» بمدينة بجاية، حشود القادمين من مختلف أنحاء الولاية والولايات المجاورة، قصد حضور حفل تكريم الفنانة القديرة نوارة من طرف الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

حضرت الحفل العديد من الوجوه الفنية، التي أكّدت أنّ الفنانة نوارة تملك في رصيدها سجلا ثريا من الأغاني، وتستحق هذا التكريم الذي يُعتبر اعترافا وعرفانا بما قدّمته للأغنية الجزائرية. 

وأدّت الفنانة نوارة بعض أغانيها خلال هذا الحفل بصوتها العذب، الذي لم يتغيّر رغم تقدّم سنها، وكانت الاستجابة واسعة من طرف الحاضرين الذين استمتعوا بما أدّته، وخاطبت جمهورها قائلة: «أشكر الجميع على حضورهم، حتى إن لم أركم الآن بعيني فإني أراكم بقلبي». وأضافت: «الأغنية القبائلية تغيّرت كثيرا مقارنة بالماضي، وهذا لعدة أسباب. كما أنّ الحفاظ على التراث يعتبر شيئا مهما في الوقت الحالي». 

من جهته، أكّد مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة السيد سامي بن شيخ الحسين، أنّ تكريم الفنانة نوارة بحفل يليق بمقامها وبمشوارها الطويل، هو أقل ما يمكن أن يقدّمه الديوان، حيث تمّ اختيار تنظيم هذا الحفل ببجاية وبالمسرح الجهوي «عبد المالك بوقرموح»؛ لأنّ نوارة أعطت الكثير للأغنية الجزائرية وتستحق تكريمها بحفل كبير». كما أثنى بعض الفنانين الذين حضروا الحفل، على الفنانة نوارة التي تُعتبر من بين أعمدة الأغنية القبائلية والجزائرية.

المبادرة جاءت كعرفان لما قدّمته نوارة للأغنية الجزائرية طيلة مشوارها الفني. وسمح الحفل للجمهور بلقاء الفنانة، حيث عبّر الكثيرون في حديثهم إلى «المساء» عن سعادتهم وتقديرهم لهذه الفرصة. وقال بعضهم ومنهم أحلام: «لقد كان الحفل فرصة لي للقاء الفنانة نوارة، التي لم يسبق أن حضرت حفلاتها في السابق؛ لأنني كنت صغيرة ولم تتح لي الفرصة لمشاهدتها قبل هذا الحفل، وهو ما يجعلني سعيدة بتحقيق هذا الحلم الذي راودني منذ الصغر».

❊الحسن حامة

نادي «المواهب الأدبي» بجيجل  ... فرصة لاكتشاف الأصوات الجديدة

تألّقت أصوات أدبية إبداعية جديدة مؤخرا بمتحف «كتامة» بجيجل، خلال فعاليات الجلسة الثانية لنادي المواهب الأدبي الشهري، الذي دأبت على تنظيمه مديرية الثقافة للولاية، إذ أصبح بذلك عادة تنتظرها الناشئة الأدبية كلّ آخر سبت من كل شهر، لإبراز كل ما تجود به الخواطر.

شاركت في الجلسة الأدبية الأخيرة أسماء فتية تطمح إلى تسلّق عالم الشعر والخاطرة، على غرار ماريا بوطاوي، وليد زروق، منال فيصل، منال بوسطوة، خديجة زريمي، رميساء عليليش وآخرون، قاموا بعرض أعمالهم بحضور بعض الشعراء المحليين منهم مسلم ربواح، محمد  كربوش، عادل بوبرطخ، أحمد بوفحتة ورتيبة بودلال، من أجل التقييم والدفع بمثل هذه الأعمال إلى مشاركات من شأنها أن تصل إلى مناسبات وطنية، علما أنّ ضيف شرف الجلسة الثانية لنادي المواهب كان الشاعر الصديق فيثة.

في هذا السياق، أكّد منشّط النادي الشاعر يزيد دكموش لـ«المساء»، أنّ نادي المواهب الأدبي الشهري بولاية جيجل فرصة للاحتكاك بين المواهب الناشئة وأصوات أدبية معروف محليا وحتى وطنيا، من أجل خلق جيل أدبي جديد على مستوى الولاية، لاسيما أنّ النادي يدخل سنته الرابعة، ويقام كلّ آخر سبت من كل شهر، بمعدل 09 أعداد من هذا النادي كل سنة، مما يسمح بالتعريف بكل المواهب التي لم تكن لها فرصة الظهور.

❊منى زايدي