في غياب الشق المهني عن "سيلا 23"

بروز جمهور قراء مهتم رغم ارتفاع الأسعار

بروز جمهور قراء مهتم رغم ارتفاع الأسعار
  • القراءات: 486

تميّزت الطبعة 23 لصالون الجزائر الدولي للكتاب "سيلا" التي اختُتمت فعالياتها أمس، ببروز جمهور قراء مهتم رغم ارتفاع أسعار الكتب مقارنة بالدورة السابقة. وعرفت مختلف دور النشر الجزائرية والأجنبية الحاضرة بالصالون، توافدا كبيرا للزوار الذين قصدوا أجنحة بعينها لأجل اقتناء كتب معيّنة، خصوصا الأكاديمية والفكرية منها، أو حضور جلسات إهداء للأعمال الأدبية رغم ارتفاع أسعار هذه الإصدارات مقارنة بالدورات السابقة، وفقا للعديد من الزوار.    

عرفت الكثير من الإصدارات سواء المنشورة داخل الجزائر أو خارجها، ارتفاعا في الأسعار قارب 70 % في بعضها، والتي صدر العديد منها في السنوات الماضية، حسبما لوحظ.

وقد شهدت العديد من أجنحة هذه الدور حضور روائيين تعوّد عليهم الجمهور، شاركوا قراءهم الأوفياء إبداعاتهم الجديدة، على غرار واسيني الأعرج وياسمينة خضرة ورشيد بوجدرة، بالإضافة إلى عدد آخر من الروائيين الصاعدين الذين احتفى بهم  ناشروهم في جلسات البيع بالإهداء.   

وعلى غرار الطبعة السابقة، عرفت العديد من دور النشر العربية والأجنبية التي تصدر إنتاجاتها باللغة الإنجليزية، إقبالا من الجمهور، خصوصا من فئة الطلبة على مختلف إصداراتها العلمية والأدبية؛ ككلاسيكيات الأدب الأنجلو-ساكسوني وهذا رغم ارتفاع أسعارها.   

وكان زوار سيلا 2018 من جهة أخرى، على موعد مع العديد من النشاطات الثقافية عن الأدب والفكر والتاريخ، والتي استقطب بعضها جمهورا معتبرا؛ على غرار ندوة الروائي الصيني مو يان، ومحاضرة شيخ الطريقة العلاوية خالد بن تونس، إضافة إلى لقاء مع المخرج الفرنسي كوستا غافراس. غير أن لقاءات أخرى حضرها جمهور يُعدّ على الأصابع وسط برمجة إدارة الصالون مواضيع تتكرر منذ سنوات؛ على غرار "الرواية والتاريخ" و«فرانز فانون"  و«الرواية والجوائز الأدبية".

وما ميز سيلا 23 الزيادة الملحوظة في الإصدارات الأدبية خصوصا الروائية منها، حيث برزت مجموعة من "الكتّاب" الشباب، يكتبون في أغلبهم باللغة العربية، وتُعتبر إبداعاتهم في معظمها العمل الأول لهم رغم أن العديد من النقاد اعتبروا أن هذه الأعمال تفتقد لجماليات الإبداع الأدبي الناضج.

وعلى غرار الطبعات السابقة، خصص الصالون فضاءات لمختلف الهيئات الثقافية؛ كالمركز الوطني للكتاب والمسرح الوطني الجزائري والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، غير أن أغلب هذه الفضاءات اكتفت بالحضور بدون تنظيم نشاط يُذكر،  حسب المراقبين المتتبعين لفعاليات سيلا.       

وكان الصالون عرف بعض الخلل في التنظيم؛ كقلة اللافتات وإلغاء بعض النشاطات، بالإضافة إلى الإغلاق المبكر لمركز الصحافة وعدم توزيع مجلة سيلا على الجمهور. 

إصدارات لا يروِّج لها الإعلام

اعتبر ملاحظون متخصصون أن الإصدارات الجديدة "لا يتم الترويج لها عبر الإعلام"، مؤكدين في هذا السياق، أنهم تعاملوا مع حوالي "عشرين" دار نشر "تهتم" بترويج آخر إصداراتها من بين 276 ناشرا جزائريا شاركوا في الصالون. ويرى هؤلاء أن أغلب هذه الدور تبقى "غير معروفة" للصحافة الجزائرية، في حين يُرجع هؤلاء الناشرون ضعف "تسويق" مراجعهم في وسائل الإعلام "لطباعتها أياما قليلة" على بداية هذا الموعد الأدبي. وتحصل، من جهة أخرى، العديد من أقسام التحرير الثقافية على الإصدارات الجديدة "خلال" الصالون؛ ما يجبرها على استغلال هذه المؤلفات "بعد نهايته". وتراهن العديد من دور النشر على شهرة مؤلفيها من خلال حصص البيع بالإهداء؛ ما يجعل اهتمامها بالترويج لمنشوراتها يتأجل إلى ما بعد اختتام الصالون، في حين أن دورا أخرى لا تُلقي بالا إطلاقا للترويج لمؤلفاتها، وفقا للملاحظين. 

وغاب الطابع المهني عن هذا الصالون، الذي من المفترض أن يكون مناسبة لمهنيّي قطاع النشر؛ حيث انكبّ الناشرون على البيع، بينما لم تبرمج إدارة الصالون أي لقاء مهني غير الذي جمع الناشرين الجزائريين بنظرائهم الصينيّين.