نبيل حمداش مدير قناة "الذاكرة" لـ "المساء":

برنامج خاص بالستينية وانتظروا بث درر الأرشيف الجزائري

برنامج خاص بالستينية وانتظروا بث درر الأرشيف الجزائري
  • القراءات: 595
مريم. ن مريم. ن

يقف مدير قناة "الذاكرة" السيد نبيل حمداش، عند رهان صناعة الوعي بالتاريخ الوطني، لإعادة نبض الحياة لماض قريب وآخر بعيد، يراد طمس معالمه، ومحوه من دفاتر التاريخ. وعبر شاشة "الذاكرة" استطاع هذا التراث الأرشيفي أن يرى النور مجددا، ويلتقي بالجزائريين ليروي لهم ما كان صوتا وصورة، حيث ساهمت "الذاكرة" أيضا، في النبش في التاريخ، من خلال تحقيقاتها وملفاتها التي تناولت الثورة التحريرية وما قبلها (برؤية المدرسة التاريخية الجزائرية). كما استجابت لحنين الجمهور المتعطش لروائع الأعمال الفنية، وغيرها من الأعمال التي بقيت عالقة في الوجدان الجمعي الجزائري. كما وعد السيد حمداش الجمهور ببث المزيد في القريب العاجل.

**  بعد سنة من إطلاقها، ماذا حققت "الذاكرة"؟

* حققت "الذاكرة" كسب وجلب الجمهور الجزائري بكل شرائحه الاجتماعية والعمرية، وهو الأمر الذي لمسناه من ردود الأفعال التي تصلنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال متابعة مختلف البرامج.

والحقيقة أنه منذ أن أعلن السيد رئيس الجمهورية عن إطلاق القناة، والعمل جار ومكثف من الجميع، على اعتبار أن هذا البعد يعني الكل، ويتجاوز العمل العادي، إلى المهمة والواجب.

** ماذا حضّرت "الذاكرة" لستينية الاستقلال؟

*  انطلق برنامجنا الخاص بالستينية في 3 جويلية، وهو تاريخ استعادة رفاة الشهداء، وهو ما نعتبره يوما خاصا، فأنتجنا شريطين وثائقيين عن المناسبة. كما سنبث أعمالا قديمة يحتفظ بها الأرشيف منذ السبعينيات، منها أشرطة وثائقية مهمة، كـ "مقاومو الشرف"، الذين كان المستعمر الفرنسي يسميهم "اللصوص"، ومنهم البطلان مسعود بن زلماط وبوزيان القلعي. وهناك، أيضا، بث لعدة برامج وحصص أنجزناها، منها "الكشافة"، و«مخابئ القصبة"، و«المجاهدون أصدقاء الثورة" التي تم جمع مادتها التاريخية وشهاداتها من 25 بلدا تبث في 52 دقيقة، علما أننا أدخلنا اللغة الإنجليزية في البث، حتى تصل القناة ومضامينها إلى العالم.

كما نحتفل بيوم 5 جويلية المجيد، من خلال بث الفيلم الوثائقي "احتفال النصر"، الذي أنجزه مصورون بلغاريون يوم 5 جويلية 1962. ويظهر بالصوت والصورة احتفالات الجزائريين بحريتهم، إضافة إلى فيلم وثائقي آخر بعنوان "أمريكا تحيي استقلال الجزائر"، صور في يوم الاستقلال من طرف الأمريكان.

** يطلب بعض الأكاديميين مزيدا من البث الخاص بالمقاومات الشعبية، فبماذا تعدون؟

* هناك اهتمام بهذا الجانب البارز في تاريخنا الوطني. وتبث بعض الأعمال الخاصة بالمقاومة، منها عن الأمير عبد القادر مثلا. وتم، منذ أيام، بث مقاومة "بني مناصر"، وهكذا، علما أنه جرى استحداث وحدة "المقاومات الشعبية" بالقناة. ونقترح على البروفيسور بن يوسف تلمساني، مرافقتنا على اعتبار تخصصه فيها.

** هل تعتمد القناة، فقط، على الجانب التاريخي الخاص بالثورة، أم أن هناك جوانب أخرى للذاكرة؟

* لا يرتبط مجال الذاكرة بالثورة فقط، بل يرصد جوانب أخرى، ويلبي طلبات الجمهور، منها المتعلقة بالأرشيف الفني، والرياضي، والاقتصادي، والاجتماعي، وغيرها.

وفي هذا المضمون برمجنا الكثير من الأعمال المحفوظة في أرشيف التلفزيون الوطني، وهو ما تجلى، مثلا، في الشبكة البرامجية الرمضانية الأخيرة، التي شهدت بث الكثير من الأفلام، والسهرات، والسكاتشات، والحفلات القديمة، ولاقت القبول.

** أفلام وحصص لم تر النور منذ عقود وبثتها "الذاكرة"، ما تعليقكم؟ وهل هناك المزيد من روائع الأرشيف؟

* طبعا هناك أفلام خاصة بالثورة لم تبث منذ سنوات طويلة، وتبث حاليا، وكذلك الحصص، منها، مثلا، مفاوضات إيفيان التي يظهر فيها شخصيات ثورية بارزة. وأعد جمهور "الذاكرة" وأقول إن في جعبتنا المزيد، حيث سنعمل على برمجة "ملتقيات كتابة التاريخ" التي كانت في عهد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، وكذا ندوات ملتقيات الفكر الإسلامي، وكذا الحصتين المشهورتين "أحداث وأحداث"، و«كم أحبكم!" وغيرهما، وأفلام وثائقية أنجزها التلفزيون عن الثورة في الستينيات والسبعينيات.

** ماذا عن جمهوركم الشاب؟

* جيل اليوم والأجيال القادمة هي المقصودة بالذاكرة، كحصانة لها من رياح تزييف التاريخ والهوية. وقد أطلقنا اللغة الثالثة، أي الدارجة، التي يتفاعل معها الشباب، لعرض هذا التراث والتاريخ. وهناك الكثير من الحصص الموجهة للشباب، منها "سقسي مصطفى"، وهي أسئلة تطرح على الشباب، متعلقة بالماضي والتاريخ، خاصة في مجال الرياضة.

** هل "الذاكرة" ملزمة بتاريخ المقاومة والثورة، أم أنها تلتفت إلى ما قبلهما؟

* تبقى الذاكرة الثورية عمود القناة في شكلها وفي ركيزتها، لكنها ملتزمة، أيضا، بتاريخ الجزائر الممتد والضارب في الزمن، حيث تقدم العديد من الوثائقيات والندوات، علما أن هناك "وحدة التاريخ القديم" في القناة.

**  يترأس القناة وما وراءها من زخم تاريخي وثوري حافل، شاب، فما مرد ذلك يا ترى؟

*  تلقى قناة "الذاكرة" كل الاهتمام. وقد أعطى المدير العام للتلفزيون أهمية كبيرة لها، داعيا إلى تثمين هذا التاريخ. فبعض الدول تتمنى ثراء تاريخنا لتتباهى به. أما بالنسبة لي، فأنا صحفي قبل كل شيء. عملت مدة 22 سنة في مجال التاريخ، بعدما تعلقت به وتعمقت وأصبح تخصصا في عملي التلفزيوني.

لقد زاد ارتباطي بهذا التاريخ بعد معرفتي والتقائي بالكثير من الشخصيات الوطنية، منها سيد علي عبد الحميد من حزب الشعب، الذي كرمه رئيس الجمهورية، وكذلك مع رضا مالك، وعبد الحميد مهري، ومشاطي، وابراهيم شرقي، وشوقي مصطفاي (مصمم العلم الوطني)، واعمر ادريس وغيرهم. كما التقيت بعض أصدقاء الثورة وحاورتهم، منهم أكبر مزور للوثائق الرسمية في التاريخ، وهو أدولفو كمانسكي، الذي قدم خدماته للثورة، وقابلته في الشيلي. كذلك حواري مع آخر من بقي من الوفد الفرنسي المفاوض بإيفيان، إيف رولان بيلكار.

** ماذا تحضر "الذاكرة" للمستقبل القريب؟

* هناك المنتدى المغاربي، وهو ندوة تاريخية تتناول أبطال منطقة المغرب العربي، منهم عبد الكريم الخطابي، وعمر المختار، والسيد والي شهيد القضية الصحراوية، زيادة على شبكة برامجية جديدة خاصة بالدخول الاجتماعي القادم بديناميكية جديدة في الإنتاج (مديرية الإنتاج). ونفكر في إطلاق سلسلة تاريخية تتناول الثورة وبطولاتها، وكذا أعلام الجزائر.