مؤسسة "فنون وثقافة" لولاية الجزائر

برنامج خاص بإحياء ذكرى 8 ماي

برنامج خاص بإحياء ذكرى 8 ماي
  • القراءات: 2434
دليلة مالك دليلة مالك

تنظم مؤسسة "فنون وثقافة" لولاية الجزائر، بمناسبة إحياء الذكرى 77 لمجازر 8 ماي 1945 والتي تُعتبر محطة حاسمة وهامة في تاريخ الكفاح الجزائري، برنامجا خاصا يضم عدة نشاطات ثرية ومتنوعة، تصب في قالب تاريخي شعاره "8 ماي .. شعب ضحى، ذاكرة لا تُمحى"، بهدف تذكير الأجيال الصاعدة بأن هذا التاريخ يُعتبر منعطفا حاسما في مسار الحركة الوطنية، ومن بين أسباب اندلاع الثورة الجزائرية التي كانت ثمرتها الاستقلال. برمجت مؤسسة "فنون وثقافة" لولاية الجزائر، مجموعة من الأحداث الثقافية من 5 إلى 17 ماي الجاري على مستوى قاعاتها ومراكزها الثقافية الموجودة في العاصمة، وتتقدمها قاعة "ابن خلدون"، التي تستقبل معرضا للأرشيف والصور حول مجازر 8 ماي 1945، بمساهمة مركز المحفوظات الوطنية.

وبمساهمة المركز الوطني للوثائق والصحافة والصورة والإعلام، يحتضن المركز الثقافي "مصطفى كاتب"، معرضا للصور والأرشيف من 5 إلى 10 ماي الحالي. وفي الفضاء عينه تقام اليوم الخميس 5 ماي 2022 على الساعة الثانية زوالا، محاضرة من تقديم المؤرخ والباحث منتصر أوبترون، حول مجازر 8 ماي 1945، عنوانها "8 ماي 1945، ثورة أو أحداث". ومن جهته، يستقبل فضاء النشاطات الثقافية "آغا" من 8 إلى غاية 17 ماي 2022، معرضا للمقالات والصور حول الحدث، ومعرضا آخر لصور المجاهدين، ومعرضا للكتب والمجلات التاريخية، بيان أول نوفمبر، والنشيد الوطني.

وستظل مجازر 8 ماي 1945 التي اقترفتها قوات الاستعمار الفرنسي ضدّ الشعب الجزائري الأعزل، محفورة في الذاكرة الوطنية، كونها من أبشع الجرائم ضد الانسانية والقيم الحضرية التي لا تسقط بالتقادم، فهي ليست جريمة الحرب الأولى لفرنسا الاستعمارية، التي يعجّ تاريخها في الجزائر بهذه الجرائم، على غرار مجزرة 26 نوفمبر 1930 ضد سكان البليدة، ومجزرة قبيلة العوفية (واد الحراش) بالخامس من أبريل 1832، ومجزرة قبيلة "أولاد رياح" التي أبيد فيها 1200 شخص، رجالا ونساء وأطفالا، بمغارة الفراشيش بمستغانم في 18 جوان 1945 بقيادة العقيد بليسيي.

وفي 8 ماي 1945، قام عسكريون فرنسيون باغتيال بوزيد سعال، الشهيد الذي كان قد رفع الألوان الوطنية بمدينة سطيف، بمنتهى البرودة، ليحوّلوا مظاهرات سلمية إلى اشتباكات دامية. ففي سطيف وقالمة وخراطة، وصلت الإمدادات العسكرية لإبادة المتظاهرين العزّل، ليقوموا بما سيُعرف بأبشع وأدمى صفحات تاريخ الاستعمار الفرنسي في الجزائر. وتُعد أحداث 8 ماي 1945 إحدى بوادر تفجير ثورة التحرير الوطني المجيدة في الفاتح من نوفمبر 1954، التي حققت استقلال الجزائر بتضحيات جسام.