المسرح الوطني يحيي الذكرى 29 لاغتيال مجوبي

برنامج ثري منسَّم بالذكريات والمواقف

برنامج ثري منسَّم بالذكريات والمواقف
المرحوم عز الدين مجوبي
  • القراءات: 245
مريم. ن مريم. ن

 

يحيي المسرح الوطني، هذا الثلاثاء، الذكرى التاسعة والعشرين لاغتيال شهيد الركح عز الدين مجوبي، من خلال العديد من الأنشطة واللقاءات والشهادات التي تبرز مكانة الراحل، الذي تبنَّى المسرح الشعبي البسيط والعميق ، والتزم بطرح الآمال والآلام، منتهجا المسرح النضالي بالكوميديا السوداء؛ حيث يمتزج الهزل بالجد.

يتضمن هذا البرنامج الثري ندوة حول موضوع "المسرح في مواجهة الحرب والموت"، يقدمها الكاتب احميدة العياشي". هذا الأخير الذي كتب، أول أمس، شهادته عن الراحل مجوبي الذي عرفه، قائلا إنه التقاه شهرا، تقريبا، قبل اغتياله، مضيفا أن ذلك كان في شهر جانفي من عام 1995؛ حيث زاره مجوبي وزوجته السيدة أمينة، بمكتبه بدار الصحافة، وكانت حينها الجزائر في أوج الأزمة الأمنية.

وكتب احميدة العياشي: "كان عز الدين يحمل مشروع مسرحية. وكان قد انتهى من الصياغة الأولية للنص منذ فترة قصيرة. وهو نص سردي، يتكون من شخصيتين تعيشان لحظة شك وقلق، ويمزقهما الانتظار العبثي للحظة الانفراج والخروج من عالم الكوابيس. كان النص مكتوبا باللغة الفرنسية.

نص يجمع بين الحس التراجيدي المسرحي والنكهة الأدبية التي تميل إلى تأمل المستقبل الغامض الذي يحمله الإنسان في خواطره وأمنياته، لكن أيضا في شرايين الخوف الذي يسري في عروقه ودمه. كان النص مجموعة من الحالات التي كنا نعيشها في أتون تلك الحرب الشريرة والغامضة، يزخر بالتساؤلات حول قضية المصير المزدوج الفردي والجماعي". ووصف الكاتبَ الراحل مجوبي بقديس المسرح. وراح يسرد بعض تفاصيل تلك الفترة التي اغتيل فيها الراحل، خاصة من الناحية السياسية.

كما تستقبل هذه الفعالية، كالعادة، زوجة المرحوم الفنانة أمينة مجوبي، لتقدم شهادتها عنه، وللتحدث، أيضا، عن مشوار زوجها الفني، وكيف تمكن من فرض نفسه على الخشبة، وكذا عن الظروف التي سبقت اغتياله، ويوم سماعها بالفاجعة، التي مازالت آثارها باقية اليوم، وعن حياتهما العائلية.

ومن ضمن هذا البرنامج أيضا، قراءات شعرية تأبينية بعنوان عز الدين مجوبي.. والحياة الثانية على الخشبة.."، ووقفة ترحمية على روح المرحوم "عز الدين مجوبي" بجدارية الذكرى؛ حتى ينال شهيد الركح حقه من العرفان بما قدمه للمسرح..

ويبقى مجوبي حاضرا في مخيلة الشعب الجزائري؛ لأنه لسانه الذي ينطق بكل التزام بقضاياه الاجتماعية. ويكفيه فخرا أنه سقط قرب باب المسرح بدون أن يصمت صوته الذي لايزال يدوي في قاعات المسارح.