"طقوس الموت والحياة" ضيف مهرجان المسرح المحترف

بحث عن الأمل تحت أنقاض الثورة

بحث عن الأمل تحت أنقاض الثورة
  • القراءات: 786
دليلة مالك دليلة مالك
يصور العرض المسرحي "طقوس الموت والحياة" لمسرح الطليعة من مصر، عودة الحياة في هذا البلد بعد أن عصفت به الأحداث السياسية قبل ثلاث سنوات، هذه الأحداث التي انزلقت لترسم مشاهد الموت، فكانت إشكالية استمرار الحياة بعد كل تلك الأحزان الفكرة المستهدفة للمخرج مازن الغرباوي.
ضمن برنامج الدورة التاسعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، قدم مسرح الطليعة من مصر، أول أمس، بالمسرح الوطني الجزائر مسرحية "طقوس الموت والحياة"، حيث جعل المخرج مازن الغرباوي ثورة 25 يناير وما أسفرت عنه من نتائج منطلقا لبناء عمله وفكرة تبحث عن أي حياة يمكن أن تحياها بعد كل ما حدث، خاصة وأن الأحداث التي عرفتها مصر، مؤخرا، قد خلفت وراءها أرامل ويتامى وشهداء.
تسلط المسرحية الضوء على عواقب الثورة وانتفاضات الشعوب من خلال قصة امرأتين ترملتا، ورغم مرارة النسيان فإنّ زوجة الجندي المتوفي قررت بدء حياة جديدة، إثر تعرفها على عريف في الجيش وقف هو الآخر محتارا بين مشاعره وواجبه العسكري، وازداد موقفه سوءا بعد سرقة جثة ثائر غفل عن حراستها زميله الجندي، لتكون النهاية بتأبين الثائر ونصب تذكار له.
يذكر أن مسرحية "طقوس الموت والحياة" جسد أدوارها كل من الفنانة وفاء الحكيم ومحمود عزت ومايكل سيدهم وبطلة المسرحية نهى لطفي.
وعن عمله قال المخرج مازن الغرباوي؛ إن المسرحية تقرأ بتأويلات مختلفة، فلما عرضت في تونس تم تأويلها بقراءات مختلفة وفي مصر أولت بأشكال متعددة وفي الجزائر أيضا، وبالتالي أي تفسير يبقى غير محدد فلكل مشاهد له قراءة معينة، صحيح حملت بعض الرموز والإيحاءات إلا أنّها لا تقصد جوانب معينة بل المراد هو التركيز على علاقة الجندي العسكري بالسيدة الأرملة وكيف يتفاعل معها رغم التزامه بالقسم وبالشرف، وذلك بهدف التوضيح بأنّ الحياة تدبّ فينا مجددا وتنبعث من ثنايا الموت مع التمسك بالأمل دوما.
أما بطلة المسرحية الممثلة نهى لطفي فقالت؛ إن المسرحية تحكي عن الحياة المبشرة والأمل الذي يجب أن يكون مزروعا في كل واحد فينا، حتى نعيش وعلى هذا المنوال يكون القادم أحلى والتفاؤل خير، ووصفت الثورة التي وقعت في مصر وبعض الدول العربية بالعظيمة وجسدت على الخشبة بنبرة سياسية توضح أن الجيش المصري وقع بين طرفين الدفاع عن الوطن والثورة، فلم يعرف ماذا يختار لكن اختار الشعب في النهاية.
أما الممثل محمود عزّت فأكد أن العرض قدم جانبين يتعلقان بدور المرأة في بثّ الأمل وإعادة الحياة، وطرح قضية كيفية مقاومة الجندي المرتبط بواجب وطني لمشاعره تجاه المرأة كونه إنسانا قبل كل شيء رغم ما يحيط به من ظروف.
وشهدت السهرة تكريم فتوح أحمد رئيس وفد مسرح "الطليعة" المصري والفنانة وفاء الحيكم ومازن الغرباوي، مخرج مسرحية "طقوس الموت والحياة"، تقديرا لوقوفهم على ركح بشطارزي عقب عرض رائع قدموه بحضور السفير المصري ووجوه فنية جزائرية معروفة وجمهور غفير تجاوب مع قصة المسرحية.