الصالون الجهوي للفنون التشكيلية بالبليدة

باية محي الدين... إرث فني خلدته ريشة 71 رساما

باية محي الدين... إرث فني خلدته ريشة 71 رساما
  • 149
لطيفة داريب لطيفة داريب

71 فنانا يشاركون في الصالون الجهوي للفنون التشكيلية بدار الفنان في البليدة، والذي ينظم تخليدا لذكرى الفنانة باية محي الدين، تحت شعار "الفن الثالث"، من طرف مؤسسة ترقية الفنون والنشاطات الثقافية والرياضية، بالتنسيق مع المديرية المحلية للثقافة والفنون.

بالمناسبة، قالت الفنانة ومنظمة الحدث، سعاد تدريست لـ«المساء"، إن فكرة تنظيم معرض تكريمي للفنانة العالمية باية، ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى زمن بعيد، تحديدا إلى عامين، مضيفة أن الفنانين المشاركين في هذه الفعالية، استغرق تحضيرهم لها، عاما كاملا، وقد طُلب منهم المشاركة بلوحة عن باية وأعمال أخرى مختلفة.

تابعت تدريست، التي تشارك في المعرض ببورتريهين عن باية، الأول حينما كانت تبلغ من العمر 16سنة، والثاني في عمر 70، بالإضافة إلى لوحة ثالثة عن امرأة ترتدي اللباس التقليدي، أنها أشرفت في يوم الافتتاح، على عرض مسرحية كتبها وقدمها فنانون باللغة الإنجليزية عن باية، وهو ما أسعد الحضور، في مقدمتهم الفنانون التشكيليون الذين كرموا باية بلوحاتهم المعروضة بدار الفنان في البليدة، وقدموا من مختلف ولايات الوطن، مثل أم البواقي وغليزان والبليدة والجزائر العاصمة وتيزي وزو وبومرداس وغيرها.

وعن المسرحية، قالت الشابة ماريا برجة، التي مثلت دور باية، إنها سعدت كثيرا بأدائها لدور فنانة عالمية، أما أختها فطيمة المشاركة في المعرض بلوحات عن باية، فقد كشفت عن إعجابها الشديد بالأسلوب الفني لباية، وكذا اختيارها لمواضيع الطبيعة والمرأة، مضيفة أنها أعادت رسمة باية للطاوس وأخرى للفراشة. أما الفنان محمد قطوش، فيشارك في المعرض بلوحتين، الأولى رسم فيها باخرة تبحر بكل شموخ وقوة في بحر هائج قليلا، أما اللوحة الثانية، فهي لمحبس حمام، رسمهما الفنان بالألوان الزيتية، وفي هذا قال لـ«المساء"، إنه لم تسنح له فرصة إكمال لوحته عن باية، لكن هذا لم يمنعه من المشاركة في هذا المعرض، علما أنه تحصل على عدة جوائز في فعاليات تشكيلية عديدة، من بينها جائزة في مسابقة عن الجداريات بفندق "مزفران". كما اختص الفنان العصامي أيضا في صنع التحف بالزجاج والنحاس والسيراميك. في المقابل، تعرض في هذا المعرض لوحات، استلهمها فنانون من أعمال باية، وآخرون أعادوا رسم لوحاتها، وغيرهم أضافوا على أعمال الفنانة العالمية، جزءا من مخيلتهم، أما البقية فقد رسموا بورتريهات عن باية، علاوة على مجموعة من اللوحات في شتى المواضيع. وهكذا حينما تزور هذا المعرض بدار الفنان في البليدة، يخيل لك أنك في عالم من الطفولة البريئة، مليء بالألوان الزاهية، مثل الوردي والأصفر والبرتقالي، وحتى الأزرق بمختلف تدرجاته، والأخضر، وكأنك في حديقة غناء تنتشر فيها كائنات غريبة، لكنها محبوبة، لأنها مفعمة بالحياة. أو لنقل وكأنك في ورشة تخص الفنانة باية، نظرا للأشكال والألوان المستعملة في اللوحات التي رسمها فنانون، تكريما لها بمختلف التقنيات، معتمدين على أقصى درجة موهبتهم الفنية، وحبهم للفنانة الكبيرة التي استوطنت البليدة، بعد عودتها من فرنسا وزواجها بالفنان الحاج محفوظ محي الدين. عالم باية الغارق في الخيال الواسع، الذي تعيش فيه نساء بشعر أسود منسدل، ترتدي أثوابا طويلة ملونة، علاوة على الحيوانات التي تستفرد أحيانا باللوحات، وفي أحيان أخرى تصاحب الإنسان. أيضا نجد حضورا للآلات الموسيقية، أليس زوج باية موسيقارا؟.

عالم باية الحر من كل قيد، سواء كان مدرسة فنية أو أسلوبا فنيا محددا، فقد كانت ملهمة بيكاسو حرة ترسم بحب، لتتخطى العالمية بكل ثقة وعفوية أيضا، وهو ما جلب لها محبين كثر في كل العالم، ومن بينهم فنانون من مختلف ولايات الوطن، أبوا إلا أن يكرموها، كل على طريقته. 

للإشارة، يشارك في المعرض كل من عمر بوشوشي، زينب سماعيلي، نادية عبد السلام، مريم زواوي، أحمد بوكراع، فيروز بورمة، عباس جوهر، أميرة قادري، ناريمان سكساوي، سعيدة عرابي، فارس صالح، حياة خيدر، سامية رحيم، وهيبة فراح عبد اللطيف، عكاشة فاتح، هند شاولي وغيرهم.