"الهلال" تواكب التحول الرقمي

باللودمو تبرز "التمظهرات في التواصل الاجتماعي العربي"

باللودمو تبرز "التمظهرات في التواصل الاجتماعي العربي"
  • القراءات: 638
نوال جاوت نوال جاوت

ترى الباحثة الجزائرية الدكتورة خديجة باللودمو، أن التسوق الإلكتروني أحد أهم مظاهر التواصل في حياتنا المعاصرة؛ فالكثير من الناس يتبضعون عبر مواقع بيع وشراء إلكترونية وهم بذلك يتجاوزون استخدام الإنترنت بين الأشخاص ليتواصلوا مع شركات عالمية. وقالت في مساهمتها في العدد الخاص من مجلة "الهلال" المصرية، "إن المعلوماتية هي أداة فحسب، وتاريخ الحضارة الإنسانية هو تاريخ الأدوات التي يستخدمها الإنسان في تحقيق حاجاته، وهذه الأدوات تؤثر، بدورها، في طريقة الحياة".

أشارت الدكتورة باللودمو في مقالها حول "تمظهرات التحول الرقمي في التواصل الاجتماعي العربي"، إلى أنه ما دخل أحد من النخبة إلى تويتر وأسس له حسابا إلا بوازع من سلطة الجماهير عليه، أو بإحساس منه أنه مطالب بذلك، أو بتأثر من أقرانه الذين سبقوه إلى الموقع. أما على موقع "فيسبوك" فيتجمهر الناس في مجموعات فيسبوكية، يربطهم فيها المكان أو الهدف الواحد أو التخصص المشترك، ويتواصلون فيما بينهم بأسماء حقيقية أو مستعارة.

وأصدرت مجلة "الهلال" المصرية العريقة عددا خاصا عن "التحول الرقمي مستقبل الدولة الحديثة". وأوضح رئيس التحرير خالد ناجح في عدد أوت 2020، أن التحول الرقمي هو مشروع مصر القومي. ويهدف إلى إتاحة الخدمة الرقمية بطرق بسيطة، وتكلفة ملائمة في أي وقت وأي مكان، لجميع المؤسسات والمواطنين؛ من خلال تطوير منظومة رقمية متكاملة مؤمنة على المستوى القومي، بجذب الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص عمل عن طريق دعم وتنمية الصناعة الرقمية والإبداع التكنولوجي، وإنشاء ممر مصر الرقمي لضمان تحقيق الاستغلال الأمثل لموقع مصر الجغرافي، لتصبح مركزا عالميا لخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأشار إلى أن المبادرة الرئاسية "إفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية"، تهدف إلى تنمية قدرات 10 آلاف شاب مصري وإفريقي على تطوير الألعاب والتطبيقات الرقمية، وتأهيلهم.

وتحدّث الدكتور نبيل فاروق عن الحرب الرقمية، وأوضح أن العصر يختلف من حيث ثورة الاتصالات والثورة الرقمية، وعليه فقد كانت أهم أسلحة حروب الجيل الرابع، هي السلاح الرقمي. وقال إن الأسلحة الحديثة كلها تعتمد على الرقميات وميادين القتال، صارت ميادين رقمية.

وتناول الدكتور أحمد ماهر أبوجبل ملامح الحروب الحالية والمستقبلية في العالم الرقمي. وأوضح أن العقد الأخير شهد تطور استراتيجيات الحروب وولادة جيل من المنظومات القتالية التي تعتمد على التقنيات الإلكترونية في إدارة المعارك الحديثة؛ حتى أصبحت لا غنى عنها حاليا في ظل التقدم التقني في الحروب. وقال: "إننا في مرحلة الحروب المتماثلة أو الهجينة، والتي تستخدم العمليات الانتحارية والعربات المفخخة والكمائن والغازات والذئاب المنفردة من جهة، والقرصنة والإرهاب والتضليل الإلكتروني من جهة أخرى".

أما الكاتبة السودانية آن الصافي فتحدثت عن الثورة الصناعية الجديدة، وأثرها في الثقافة والأدب. وقالت: "إنه بعد أن تعرض سكان كوكبنا لفيروس كورونا تصدرت استخدامات التقنيات الحديثة في التواصل، وتم وضع الأولوية للتعليم والعمل عن بعد، لتستمر الخدمات المتوقعة حتى ولو بوتيرة غير معهودة". وتوضح الصافي أن المحاولات في الأدب الرقمي لم تتجاوز 50 عملا في منطقتنا، بينما الدراسات النقدية تجاوزت 500 دراسة.

ويشير الدكتور إسماعيل تركي إلى "فيس بوك وخطورة التدخلات السياسية"، موضحا أن حروب الجيلين الرابع والخامس تركز على ضرب الدول من الداخل عبر اللجان الإلكترونية على الفيسبوك .

ويتحدث ياسر الغبيري عن علاقة الأدب بالتكنولوجيا والتحول الرقمي، بينما يتحدث سيد الوكيل عن التفاعلية الرقمية موضوعا فلسفيا. وتكتب الدكتورة هويدا صالح عن الأدب الرقمي وفرص الإفادة من التكنولوجيا. وتتحدث حنان عقيل عن إشكالية الخصوصية في "مجتمع الاستعراض". ويتناول د. محمد هندي التحديات التي تواجه الرواية الرقمية. وترى رانا أبو العلا أن العالم الرقمي يعيد صياغة الإبداع في فنون العرض. ويتحدث الدكتور يسري عبدالغني عن الرواية والتطهير العرقي، بينما يناقش الكاتب الجزائري الدكتور حمزة قريرة الرقمية وآليات النص الأدبي التفاعلي. ويتوقف الدكتور محسن حامد فراج عند التعليم الإلكتروني في مصر، بينما يناقش د. وائل المياح استراتيجيات التعليم الإلكتروني للمدارس والجامعات. وتتحدث د. سارة عبد الخالق محرم عن التحول الرقمي وأثره على التعليم. وتتناول ناهد صلاح سينما على إيقاع الثورة الرقمية، بينما تتساءل مروة أحمد: هل تساهم السينما الرقمية في انزواء السينما التقليدية؟

أما عن الفنون الرقمية التشكيلية فيحدثنا أحمد الزغبي عن الرسم بدون فرشاة. ويكتب د. زين نصار عن الموسيقى الكلاسيكية والتكنولوجيا الحديثة. ويتناول د. أشرف عبد الرحمن الواقع الرقمي وعالم الموسيقى والغناء. وتتوقف ميار تغريد عند المنصات الإلكترونية. ويكتب د. بهي الدين مرسي عن التحول الرقمي في مجال الخدمات الصحية والطبية.

وبالإضافة إلى ما سبق عرضه بشأن التحول الرقمي، نقرأ مقالا للدكتور خالد عبد الغني عن رواية "مواسم الإسطرلاب" للروائي العراقي علي لفتة سعيد. ويكتب د. ماهر عبد المحسن عن روايات التطهير العرقي، محاولة لإعادة النظر في مفهوم الإنسان. ويكتب طارق حسان عن السينما والدين.. إشكاليات التعبير السينمائي. ويتناول محمود سباق لوحة "فردوس يرقص" للفنان سعد علي نموذجا على فرضيات وعلاقات في الفن والتلقي. ويكتب سليمان عبد الغفار عن كورونا الوافد والمقيم وحكايات الضحك والبكاء. وتختتم "الهلال" صفحات عددها رقم 1530 بقصيدة "سأفتدي وطني" للدكتور محمد بيلي العليمي.