الكاتبة الواعدة رانية ربيعي لـ«المساء”

بالكتابة والتحفيز، أحاول إضاءة عتمة النفوس

بالكتابة والتحفيز، أحاول  إضاءة  عتمة النفوس
الكاتبة الواعدة رانية ربيعي
  • القراءات: 761
❊ حاورتها: لطيفة داريب ❊ حاورتها: لطيفة داريب

رانية ربيعي، كاتبة شابة مزجت بين عالمين رائعين، هما الكتابة والتحفيز، بل وجعلت منهما كائنا واحدا، تغلغلت في أعماقه، كي تعكس نوره أمام كل نفس محتارة وقلب جريح وفكر مضطرب.. المساء اتصلت برانية التي شاركت في تأليف كتاب جماعي سيقدم في سيلا 19”، في انتظار صدور روايتها، فكان هذا الحوار.

هل لك أن تعرفي نفسك لقراء المساء؟

❊❊ رانية ربيعي طالبة وكاتبة ومتحدثة تحفيزية من ولاية خنشلة، لطالما قلت عن نفسي أنني ابنة الأوراس الأشم، وسأطلق حروفي منه كما فعل أجدادي عندما أطلقوا أول رصاصة إبان ثورة نوفمبر، عشقت الكتابة والحبر والأوراق والكتب وكل ما يتعلق بهذا العالم السحري منذ نعومة أظافري.

كانت بدايتي في عالم الكتابة منذ طفولتي، حيث شاءت الصدف أن تجمعني بشغفي دون اتفاق مسبق، فكنت عندما أبكي أجد الكتب من حولي تواسيني والأوراق تربت على قلبي، وعندما أحزن أجد الأقلام كالسيوف المسلولة مستعدة لمحاربة حزني. حاولت استغلال شغفي هذا في تقديم شيء مفيد للآخرين، دامجة الكتابة والتحفيز معا، لينتج عن هذا المزيج الرائع جرعات أمل أحاول أن أوزعها على كل من يفتقد الأمل في عالمنا.

كيف انتقلت من فضاء المطالعة إلى عالم الكتابة؟

❊❊ في أوج طفولتي، انتقلت من القراءة إلى الكتابة، فكنت أكتب قصائد متواضعة ونصوصا ويوميات، وأقرؤها لعائلتي وزملائي في القسم بعد طلب المعلمات مني، كما كنت أكتب كلمات ترحيبية في الحفلات والمناسبات التي تقام في المدرسة وألقيها، فتلقى إعجابا كبيرا من قبل الجميع، وهكذا طورت منها شيئا فشيئا، فبعد أن كانت الكتابة والكتب جزءا من عالمي، أصبحت بمرور الأيام عالمي كله، وبينها أعثر على نفسي، وأهرب إليها في كل مرة محاولة التخلص من ضجيج العالم باحثة عن الأمان.

حدثينا أيضا عن عالم التحفيز الذي تعدين شمعة من شموعه؟

❊❊ لأنني تلقيت عدة صفعات من الحياة وتعلمت تجارب قاسية وعايشت آلاما عميقة، رغم صغر سني، شعرت بالنضج مبكرا، وأدركت الكثير من الأمور التي حاولت استغلالها كتجربة شخصية تقودني إلى تقديم يد العون لكل من يحتاجها، وجعلت من سنوات طفولتي المسلوبة دروسا أدركت من خلالها أننا لا نكبر بحكم السنوات، بل تزيد أعمارنا كلما زادت الخيبات، ومن الآلام والدموع والأنات نكتسب المزيد من الخبرات.

كيف تحولت الصعوبات التي واجهتك في حياتك إلى أعمال أدبية؟

❊❊  استخلصت من سنوات حياتي تجربة صادقة دونتها في رواية تحمل جزءا كبيرا مني ومن دموعي بين طياتها، كما تحمل جزءا أكبر من مقاومتي وأملي وصلابتي وأنا أواجه هذه الحياة آملة في الانتصار، وقد كتبتها لكل فتاة حتى لا تستسلم أبدا مهما كانت الظروف التي تمر بها، ولكل أب حتى لا يتخلى عن فلذة كبده أبدا ويمضي تاركا إياها تقاوم الوحدة، ولكل أم حتى تصادق ابنتها ولا تتركها لعواصف الوحدة والألم التي ترمي بها في مستنقعات التيه والخذلان، وأيضا لكل رجل حتى يتعلم الحب الصادق والوفاء ويدرك أن ما تحتاجه المرأة فعلا هو الأمان ولا شيء غيره، ببساطة كتبت روايتي للجميع أطفالا كانوا أم كبارا، حتى يستفيد الجميع من كل كلمة ذكرتها فيها على لسان المرأة والطفلة اللتان بداخلي.

هل ستشاركين بروايتك هذه في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر؟

❊❊ للأسف، لم تكتمل فرحتي بمشاركة روايتي في سيلا 2019”، لأن ظروفا مختلفة جعلتني أؤجل نشرها، لعل الله رأى في هذا خيرا، لكن هذا لن يمنعني من التواجد في المعرض الدولي للكتاب هذه السنة مع مجموعة من المبدعين، بعد مشاركتي في كتاب جامع بعنوان نفحة روح، وأنا مسرورة حقا ومتشوقة، لأنني سأكون هناك في تجربتي الأولى. كما نشرت العديد من النصوص والخواطر والمقالات في عدة مجلات وجرائد، كجريدة الجديد و«آفاق و«كواليس ومجلة الكاتب الجديد و«قطوف أدبية، وقريبا في مجلة مبدعون العراقية الورقية.

ماذا تعني الكتابة بالنسبة لرانية؟

❊❊  الكتابة تعني بالنسبة لي الكثير، ففي تلك الأوراق البيضاء النقية، أفرغ صرخاتي الشائكة ودموعي وأحزاني، صانعة بها تحفا فنية نادرة، فأرتاح كثيرا من الآلام التي تعتصرني من الداخل وتحاول تدميري كزلزال مخيف، وأتخلص منها في الأوراق والدفاتر، ومع مرور الوقت وزيادة تجاربي وإدراكي، اكتشفت أنني إن أردت أن أصبح كاتبة كبيرة فعلا، فعلي أن أكتب للعالم وعن العالم، وليس لنفسي وعن نفسي فقط! وهنا بدأت أميل للإيجابية أكثر في كتاباتي، وبدأت بتقديم نصائح صادقة ومساعدات شفافة لكل قارئ يقرأ حروفي، هادفة بذلك إلى مساعدة كل من يحتاج للمساعدة من خلال كلماتي.

ما هي الكتب التي تركت أثرا عميقا في وجدان رانية؟

❊❊ أحب الأدب العالمي، خاصة القديم منه، أما الكتاب العرب فأعشق غادة السمان الأديبة السورية، وقد قرأت جميع كتبها، ويبقى ختم الذاكرة بالشمع الأحمر أقربها إلى قلبي، كونه من أول الكتب التي قرأتها وما زلت لليوم أعيدها، كما هناك العديد من الكتاب الآخرين ولا يمكنني اختصارهم في قائمة.

ماذا تقول رانية في ختام حديثنا؟

❊❊ في الختام، أشكركم على إتاحة هذه الفرصة للتعريف بنفسي والحديث عني وعن أعمالي وطموحاتي، كما أود أن أوجه رسالة لكل من قرر الاستسلام بسبب كلمة قالها أحدهم، أو بسبب صفعة من صفعات الحياة لم يحسب لها أي حساب، أود أن أخبر هؤلاء أنني كنت مثلهم ذات يوم وأنني تلقيت عدة صفعات من الحياة، وما زلت لليوم أتلقى، لكنها علمتني دروسا قيمة في المقابل، وعلمتني كيف أعتمد على نفسي وكيف أقف بعد كل سقوط دون انتظار أي أحد، علمتني كيف أحول آلامي إلى حروف أخطها بحبري الممزوج بالآهات والأنات، ودموعي إلى طاقة إيجابية، أهمس من مكاني الآن لعل همساتي تصل إلى قلوب هؤلاء في وقت ما، أهمس قائلة كونوا مصابيح وأنيروا دروبكم بأنفسكم، ولا تنتظروا أنوار أي أحد. اعملوا، اتعبوا، جاهدوا، ناضلوا، حاولوا، لكن احذروا أن تنطفؤا.