عرض كتاب “إعادة ابتكار المدينة بالتصميم”

باكورة “بيينالي” بعبقرية الديزاين الجزائري

باكورة “بيينالي” بعبقرية الديزاين الجزائري
  • القراءات: 404
مريم . ن مريم . ن

عرض بـ"دار عبد اللطيف” في العاصمة، أول أمس، كتاب جديد عبارة عن توثيق لتظاهرة “إعادة ابتكار المدينة بالتصميم”، الخاص بأول “بيينالي” بين الجزائر وفرنسا، تم تنظيمها بين 27 ماي إلى 27 جوان 2021 في الجزائر العاصمة، بحضور المنظمين، ومهندسين معماريين ومصممين، قدم بعضهم جانبا مما عاشه في هذه التجربة، التي من المنتظر أن تتكرر سنة 2024.

أشارت السيدة فريال قاسمي، منشطة هذا اللقاء، إلى أن هذه التجربة الفنية والعلمية ستتكرر مستقبلا، لأنها حققت النجاح وجمعت بين المبدعين والمصممين والمهندسين، الذين قدموا مشاريع رائعة تعكس مدى حضور ومستوى فن وتقنيات الديزاين في الجزائر، بالتالي دوره الفعال في التنمية الاقتصادية، وأيضا في الحفاظ على البيئة، وغيرها من المجالات، علما أن هذا الفن أصبح اليوم علما قائما بذاته.

كما أضافت المتحدثة أن هذه المبادرة، كانت بتمويل من المعهد الثقافي الفرنسي بالجزائر، وتم من خلالها تبني 11 من بين 50 مشروعا، مؤكدة أن الجزائر ليست متأخرة في مجال الديزاين، سواء في الصناعة أو الاقتصاد، وهناك مصممون ذوو كفاءات عالية يجب استثمارها، مع إمكانية الاستعانة أيضا بالخبرات الأجنبية.   

بدورها، تحدثت السيدة أحلام غربي، مديرة  المعهد الثقافي الفرنسي بالجزائر، عن هذه التظاهرة التي شاركت فيها، وشهدت فيها العديد من المواهب والقدرات، كما سمحت هذه الفرصة بتبادل الأفكار والتجارب بين الجزائريين مع بعضهم وكذا مع بعض المشاركين الفرنسيين، مشيرة إلى أن المشاركة ستكون مستقبلا، أوروبية، خاصة في الدورة القادمة سنة 2024 قائلة “بدأنا التحضير لهذه الدورة التي ستربط بين الديزاين والهندسة والتراث”. من جهة أخرى، أكدت المتحدثة أن هناك تأطير لأقسام الماستر كلاس في اختصاص الديزاين، مثلما هو الحال في قسنطينة.

أما السيد روبريدا نيكولا، فتحدث عن تبادل الخبرات، مستعرضا تجربته في قسنطينة، من خلال أقسام الماستر، في حين أسهبت السيدة مريم من قسم الفنون البصرية بدار “عبد اللطيف”، في الحديث عن معرض الديزاين المقام بالمناسبة.

وتحدث السيد كريم شيخ، المكلف بنشر هذا الكتاب المكون من 231 صفحة (كتاب راق)، عن ظروف الطبع وعن المضمون، متطرقا لثمنه الغالي المقدر بـ8 آلاف دينار، والذي يعكس قيمة الكتاب وقيمة الجهود المبذولة وبمقاييس عالمية تعكس جهد المشاركين، متوقفا عند النصوص المرافقة لأفكار أصحابها، وبنكهة أدبية وفنية متنوعة المضامين، والهدف هو جعل الديزاين فنا قريبا من المجتمع.

كانت المناقشة التي أعقبت اللقاء جد ثرية، منها إدخال فن الديزاين للمنظومة التربوية، مع ترسيخ معالم وهوية الحياة الجزائرية فيها، واستثمار كل  الطاقات، فيما طالب آخرون، منهم الناشرون، بضرورة إدراج كتب الديزاين في المعارض، علما أنه خلال هذه التظاهرة تم تثمين العديد من قطع التراث الجزائري الخاص باليوميات البسيطةو منها الطنجرة والقفة ذات الحبل المستعملة في الشرفات، وكذا فضاء وسط الدار وغيرها، وتدخل أحد المشاركين وهو “الموستاش” للحديث عن تجربة الديزاين في اللباس التقليدي الجزائري.

للتذكير، تضمنت هذه التظاهرة تحت شعار “مصممون”، العديد من المعارض والندوات والورشات، وتطرقت كلها لمسائل “مستقبل المدينة” في جوانبها  الفكرية والثقافية، من جهة، وجوانبها الجمالية والبيئية من جهة أخرى، بمشاركة المعهد الفرنسي في الجزائر، والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، ومعهد التصميم الفرنسي ومتحف الفن الحديث والمعاصر بالجزائر، والمدرسة متعددة التخصصات للهندسة والعمران، والمدرسة العليا للفنون الجميلة، والورشات البرية، وتم تفعيل برنامج ثري بالتبادل والتفاعل بين محترفين مؤهلين وطلبة.