«في موكب الأدب الجزائري»

باتنة تستحضر إبداعات أنا غريكي

باتنة تستحضر إبداعات أنا غريكي
  • 1721
ع.بزاعي ع.بزاعي

يكشف الملتقى الدولي الثالث حول «الشاعرة أنا غريكي في موكب الأدب الجزائري»، المنظم يومي 5 و6 جويلية الجاري بمكتبة المطالعة العمومية الرئيسية بباتنة، بمبادرة من المكتب الولائي لجمعية «الجاحظية» في باتنة، بالتنسيق مع المكتبة العمومية الرئيسية «حملة 1».

يأتي هذا الملتقى ليخاطب جيل الشعر الحديث وجحافل الشعراء، خارج تشنّج اللحظة التاريخية التي عاشت فيها الشاعرة، التي تنحدر من منطقة منعة في ربوع الأوراس الكبير من أبوين فرنسيين يشتغلان في التعليم في المدارس المختلطة (مدارس تضم أوروبيين وجزائريين)، والتي تمثل إضافة للمرجعية الشِّعرية الجزائرية لأسماء شعراء من أصول أوروبية وُلدوا وعاشوا في الجزائر، وساهموا منذ أربعينيات القرن الماضي في انتعاش الحركة الأدبية الجزائرية وفي النضال ضد كل الرؤى الاستعمارية.

وحرص منظمو الملتقى الذي يتزامن مع الاحتفالات الرسمية بالذكرى 55  لعيدي الشباب والاستقلال، من خلال برنامج ثري يأخذ في الحسبان أهمية المناسبة، للتذكير بمكانة الأدب والشعر أثناء الثورة التحريرية وتثمين مداخلات الباحثين المشاركين، والتأكيد على صياغة ونشر مداخلاتهم، وتشجيع طلبة الدراسات العليا ومطالبتهم بدراسة الموضوعات ذات الصلة بموضوع الملتقى، وإقامة جسور شراكة وتعاون بين الجامعة والمؤسسات المدنية، الفكرية والأكاديمية لتشجيع مثل هذه الملتقيات الهادفة.

ومن المرتقب أن يستقطب الملتقى مشاركة نوعية من عدّة جامعات وطنية، لمختصين وأكاديميين سيبحثون في الصور التي يسوّقها الملتقى عن الشاعرة أنا غريكي كمنتوج ثقافي بعيدا عن الإيديولوجيات. 

كما سيشمل برنامج الملتقى عدة محاور من المحاضرات التي تقدم وجهات نظر مختلفة ومتقاطعة حول الموضوع، منها الإطار النظري والمفاهيمي حول تسويق الصورة الحية للشاعرة عبر وسائل الإعلام، إلى جانب نماذج وتجارب عن المواد الإعلامية المساهمة في رسم صورة الأدب والشعر في تلك الحقبة التاريخية، ومعالجة اختلالات البتر الهويّاتي الذي يحدث شرخا هائلا في هذه المرجعية، التي تبدو مشتّتة وباهتة دون الإنجاز الشعري لهذه الأسماء، خصوصا أن هذا الإنجاز يقع في قلب التحولات الشعرية الكبيرة التي عرفها الشعر في القرن العشرين، سواء في العالم العربي أو في باقي أنحاء العالم.

وبخصوص أهداف الملتقى، أدرج المنظمون أهمية البحث في سبل الوقوف على أهم أعمالها في ديوانها «الجزائر عاصمتها الجزائر»، وأشعارها التي مجدت القضية الجزائرية والكشف عن نماذج من حياة الشاعرة في البادية في عمق الأوراس وأهم أعمالها في الشعر الانطباعي الذي يصور المرأة، الجمال والطبيعة.

للإشارة، ظهر اسم أنا غريكي على غلاف أشهر مجلة شِعرية في فرنسا «أكسيون بويتيك» سنة 1960، خصصت عددا كاملا عن الحرب في الجزائر، وتبدأ معاناتها بيوم اعتقالها في 21 مارس 1957 في محطّة القطار «آغا» بالجزائر العاصمة، إثر مشاركتها في إضراب جانفي 1957 وأعلنت مساندتها للثّورة الجزائرية، وتنتهي سيرتها مع نفيها إلى فرنسا في ديسمبر 1958 قبل وفاتها في السادس جانفي 1966.