منشغلة بتفعيل دورها وإعادة بعث نشاطها

باتنة تبحث سبل بعث الفن السابع

باتنة تبحث سبل بعث الفن السابع
  • 1428
ع. بزاعي ع. بزاعي

رغم الجهودات التي تبذلها الدولة، تعيش دور السينما في ولاية باتنة وضعا مزريا، بعد أن ظلت مغلقة لعقدين من الزمن، رغم ما بذلته بلدية باتنة من جهود، ويبقى إعادة بعث نشاطها أحد الانشغالات الرئيسية لشباب الولاية، مع تساؤل حول سر الإهمال وعدم الاهتمام بهذا النوع من الفنون. تتوفر ولاية باتنة على أكثر من 10 قاعات للعرض السينمائي، شهدت خلال الثمانينات حركة دؤوبة قبل أن تعلن القطيعة مع جمهور آلفها في السبعينات، وتوافد على عروضها بكثرة، على غرار "الوداد" (المقر الحالي لمسرح باتنة الجهوي)، "الكازينو" (المقر القديم لفريق شباب أوراس باتنة)، وهي في حالة مزرية، "الكوليزي" (التي تم تحويلها إلى سينماتيك)، و«الريجون" بحي سطا وسط باتنة التي لا تزال مغلقة بسبب خلاف حول ملكيتها بين البلدية وأحد الخواص.

وأكّد مصدر من القطاع الثقافي المحلي، أنّ عدد قاعات السينما،  حسب مونوغرافيا الولاية لسنة 2008، بلغ خمس قاعات تابعة لبلدية باتنة وهي؛ "الكازينو" التي تم منحها لفريق شباب باتنة خلال التسعينات، سينما "الكاهنة" أو "الريجون"؛ حاليا قاعة "حي النصر"، قاعة "حي كموني"، وأخيرا "لمباركية"، واستقطبت هذه القاعات في الثمانينات جمهورا كبيرا تردد على النادي السينمائي، قاعة دار الثقافة، و«قاعة السينيماتيك "سينما الأوراس" حاليا التي عاينها وزير الثقافة يوم السبت الماضي، عرفت أشغال إعادة ترميم  ولم تدخل بعد حيز الخدمة، بسبب خلاف بين مكتب الدراسات ومؤسسة الإنجاز. ويرجع المتتبعون للشأن الثقافي في الولاية الأسباب التي أدت إلى هذه الوضعية إلى عدة اعتبارات، أهمها يكمن في بروز بدائل أخرى كانتشار الفيديو والهوائيات المقعرة والأنترنت والأقراص المضغوطة وغلاء النسخ الأصلية للأفلام عند العروض الأولية. 

وأجمعت الوجوه الثقافية والفنية في ولاية باتنة، ممن تحدثت إليهم "المساء" في الموضوع، أن ثمة فرص مشجعة لتحويل وجهة الشباب للفن السابع، بتخصيص فرص تكوين وإعادة بعث نشاط دور السينما التي ظلت مغلقة لسنين وتوظيف دورها في خدمة الثقافة، وفي هذا الصدد، ثمّنوا المبادرة الجادة لوزارة الثقافة بالتكفّل بقاعة  "السينيماتيك" التي استلمتها عن طريق الامتياز، بغرض إعادة إحياء النشاط السينمائي، في حين لا تزال المشاورات جارية حول قاعة "الكاهنة". إلى جانب ذلك، حوّلت بلدية باتنة نشاطات قاعتي "النصر" و"لمباركية" إلى نشاطات أخرى، على غرار مراكز ثقافية جوارية، ونفس المصير لقيته بقية القاعات القليلة الموجودة عبر بعض البلديات مثل؛ نقاوس، عين التوتة، بريكة، مروانة ورأس لعيون.

وفي الموضوع، أكّد السيد كريم ماروك رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية باتنة، أنّ مصالحه أعدّت برنامجا ثقافيا سيشمل، إضافة إلى الأنشطة الثقافية، دور السنما التابعة للبلدية، مؤكّدا على ضرورة تفعيل دور الجمعيات الثقافية الفاعلة في سبيل تسيير المرافق المنتشرة عبر الأحياء، مضيفا أنّ الأنشطة المناسبتية أو تلك المبرمجة طوال السنة، من مهام الجمعيات الثقافية التي ينتظر منها الكثير  باستغلال المرافق الثقافية.  وأكّد في السياق، على أهمية إدراج دور السينما التابعة للبلدية ضمن المرافق التي تقرّر إعادة بعث نشاطها، بعدما شملتها عمليات الترميم، وفي قاموس هذه الجمعيات الناشطة؛ برنامج ثري تسعى من خلاله إلى إعادة إحياء ثقافة زيارة دور السينما لمشاهدة الأفلام وأنشطة أخرى لها علاقة ببعث النشط الثقافي في الولاية.