رئيس فرقة فارس الديوان الهواري بوسماحة لـ "المساء":

باب تعليم موسيقى الديوان مفتوح للشباب

باب تعليم موسيقى الديوان مفتوح للشباب
  • القراءات: 3250
حاورته: خ. نافع  حاورته: خ. نافع

استطاعت فرقة فارس الديوان من وهران، أن تصنع لنفسها اسما فنيا لامعا على المستويين المحلي والوطني، من خلال مشاركتها في العديد من المهرجانات الفنية الخاصة بموسيقى الديوان، التي أصبحت تعرف رواجا واسعا عند الجمهور الجزائري والغربي على حد سواء. التقينا مؤخرا برئيس الفرقة، السيد بوسماحة الهواري، فكان لنا معه هذا الحوار الذي تطرق فيه إلى تاريخ موسيقى الديوان وفتح مجال تعليمها للشباب، وتحدث عن فرقته الفنية ومشاريعها المستقبلية. 

❊ هل يمكن أن تعطينا نبذة عن تاريخ نشأة فرقة فارس الديوان؟

❊❊ تأسست الفرقة سنة 1997، ثم افترق أعضاؤها، وعدت وأسست فرقة ثانية للديوان منذ سنتين تضم أعضاء جددا وقدامى، ضمن جمعية ثقافية تحمل نفس اسم الفرقة "فارس الديوان"، ومن أعضائها؛ بلحسن الحسين أقدم عناصرها، سرجي نور الدين، صالحي عبد الله، بن عثمان جلول، غلاسي إبراهيم، زكريا أبو بكر وعلاني قدور.

❊ ماذا يميز فرقة "ناس الديوان" عن غيرها من فرق موسيقى الديوان التي تنشط في الساحة الفنية؟

❊❊ أهم ما يميزنا هو حفاظنا على هويتنا التي تعكسها تلك الطقوس الغنائية القديمة المتعلقة بموسيقى الديوان، وأنا ضد التعديلات التي أدخلت عليها من قبل العديد من فرق الديوان سواء داخل الوطن أو تلك التي نشأت في فرنسا، حيث تحولت إلى مزيج من موسيقى الديوان والريغي والبلوز وكذا الراي.  

 ❊ كيف نشأت موسيقى الديوان في الجزائر؟

❊❊ يعود تاريخ نشأة موسيقى الديوان للعبيد المرحلين من بعض البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء نحو المغرب، ومنه إلى الصحراء الجزائرية منذ أزيد من أربعة قرون خلت، وكانت نصوص هذه الأغاني  تنقل شفويا وبلهجات بلدان منطقة الساحل، إذ لم تكن تكتب أو تترجم إنما تناقلتها الأجيال عن طريق الحفظ فقط، وفي الجزائر تعد من أعرق الأنواع الموسيقية التراثية وهي منتشرة جدا بالجنوب الغربي للوطن، وترتكز على الأغاني المرفقة ببعض الآلات الموسيقية، على غرار الغمبري والطبل والقرقابو، وعند نهاية التسعينات خرجت موسيقى الديوان من الظل بفضل فرقة "قعدة ديوان بشار"، ثم فرقة "غناوة ديفوزيون" التي أنشأت في فرنسا وعرفت بهذه الموسيقى التراثية وأعطت لها دفعا قويا بالساحة الفنية الجزائرية.

❊ هناك اعتقاد سائد بين عامة الناس بأن موسيقي الديوان مرتبطة بالزوايا والتصوف، الأمر الذي جعلها تتأثر بها سواء من ناحية الكلمات أو التنظيم الداخلي لأعضاء الفرقة، فما رأيك؟ 

❊❊ نعم هذه الموسيقى عرفت كثيرا داخل الزوايا، لاسيما في الجنوب الغربي للوطن، باعتبار أن الزوايا هي المدرسة الأولى للفرد آنذاك، التي يتعلم منها أصول الدين من قبل الشيوخ والعلماء، وكذا موسيقى الديوان التي من ضمن مواضيع أغانيها؛ مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم.

❊ لم تسجل الفرقة أي ألبوم منذ نشأتها، ما السبب؟

❊❊ فكرت في إصدار ألبوم غنائي، لكن الفكرة تحتاج إلى الوقت الكافي، فتسجيل أغنية في طابع الديوان ليست كغيرها من الطبوع الغنائية الأخرى، وأنا أريد أن أقدم عملا متقنا ينال إعجاب الجمهور، كما أنني بصدد وضع اللمسات الأخيرة لألبوم الفرقة الأول الذي سيصدر قريبا  ويضم أغنية عن مِؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ بلال بن رباح رضي الله عنه، وأنا بصدد التفكير في تنظيم ولأول مرة بمدينة وهرانو مهرجان لموسيقى الديوانو لاسيما أن عاصمة الغرب الجزائري تضم عددا معتبرا من فرق موسيقى الديوان التي من شأنها أن تثري هذا الحدث الفني الذي ستتدعم به الساحة الثقافية. 

❊ هل هناك شروط معينة لتعلم موسيقى الديوان، وهل أنت مستعد لتكوين الشباب الراغب في تعلم هذه الموسيقى؟

❊❊ لا توجد شروط معينة، فقط على الشاب أن يحب هذه الموسيقى، ويملك الإرادة لتعلم الضرب على آلاتها والباقي سهل، وعن التكوين في فرقتي،  فأنا مؤخرا وضعت إعلانا لفائدة الشباب الراغب في تعلم موسيقى الديوان على مستوى مقر الجمعية الكائن بشارع عدة بن عودة، بسدي البشير، بلاطو سابقا، وقد سبق للفرقة أن كونت العديد من الشباب الذين ينشطون حاليا على مستوى الساحة الفنية. 

❊ وماذا عن مشاركة الفرقة في التظاهرات الفنية داخل وخارج الوطن؟

❊❊ شاركت الفرقة في العديد من المهرجانات الخاصة بموسيقى الديوانفي مدينة بشار والعاصمة وفي الحفلات التى تقام في مدينة وهران.

❊ هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ أريد القول بأن موسيقى الديوان من التراث الجزائري وليست مرتبطة بالشعوذة والدجل، كما يعتقد البعض، فهي تخاطب الروح وتحمل رسائل السلام والمحبة عبر العالم، نحتاج إلى الدعم والتشجيع من قبل السلطات المحلية ومديرية الثقافة للتعريف أكثر بهذه الموسيقى.