قراءة أدبية واجتماعية جديدة حول سنوات التسعينات

انعكاسات ”العشرية السوداء”

انعكاسات ”العشرية السوداء”
  • القراءات: 1366

يحاول المؤلف الجديد الجزائر، أدباء العشرية السوداء تقديم قراءة أدبية واجتماعية جديدة حول سنوات التسعينات التي تصدت خلالها الجزائر للإرهاب الوحشي، الذي عانت منه كافة شرائح المجتمع، لاسيما المثقفين.

يسعى صاحب هذا الكتاب (2018 دار النشر سي أن أر أس، 344 صفحة)  تريستان لوبيرليي، باحث في المركز الأوروبي لعلم الاجتماع والعلوم السياسية،  من خلال دراسته، إلى توضيح حرب الأدباء الجزائريين في سنوات التسعينات، من خلال تسليط الضوء على مكانتهم في المجتمعين الجزائري والفرنسي، ويخاطب الكاتب قراء شغوفين باكتشاف أدب جزائري قريب وبعيد باللغة الفرنسية أو العربية”.

يرى هذا الكاتب الذي ركز أطروحة دكتوراه المقدمة في 2015 حول موضوع حرب اللغات: الفضاء الأدبي الجزائري خلال العشرية السوداء (1988-2003)، أزمة سياسية وتكريسات عابرة للأوطان، أنه أمام مثل هذه المأساة فإن الشاعر والصحفي، في إشارة إلى طاهر جاوت، يوقظ المعنى البطولي للأدب”.  من خلال تحليل هذه الفترة المؤلمة التي عاشها الجزائريون، يتطلع الكاتب إلى إدراك ما يفعله السياسي بالأدب وما يفعله الأدب بالرجل السياسي، مؤكدا أن الكاتب الجزائري هو محور نضالات مستدامة بين الفاعلين في الفضاء الأدبي الذي يعتبر متعدد اللغات وعابرا للأوطان، وتعتمد دراسته الثرية المستندة على عدة مراجع، على مناهج أدبية واجتماعية، تكون المجموعة الأدبية الموسعة التي تشكلت انطلاقا من الأدب النقدي ولقاءات مع أزيد من 70أديبا.

يريد الكاتب أن يبيّن أن الالتزامات الأدبية والسياسية للأدباء الجزائريين خلال العشرية السوداء مرتبطة بمواقفهم في مجالات أدبية، تتميز بـ«ثلاثة خصائص هي؛ ازدواجية اللغة وعابرة للأوطان ومسيّسة.   

لهذا الغرض، تبيّن الفصول الأولى من الدراسة التي تسرد أحداث 5 أكتوبر 1988،  المواقف السياسية للأدباء، وأن العنف خلال تلك الفترة ولد أزمة حقيقية في الساحة الأدبية، ويبيّن هذا التحليل المعمق الذي يرتكز على قاعدة متينة من الوثائق أنّه بغية استيعاب مواقف الأدباء الجزائريين خلال العشرية السوداء، فإنه يتوجب وضعها في مجال ممارستهم الأدبية، مجال أدبي مسيّس بصفة مفرطة ومزدوج اللغة وعابر  للأوطان”.

بالنسبة لعالم الاجتماع الذي قام أيضا بعمل نقدي أدبي، فإن المأساة الوطنية لم تُحدث ثورة على الساحة الأدبية، لكن غيّرت الخطوط العريضة”.

من أجل إبراز تنوع الساحة الأدبية الجزائرية، تطرق تريستان لوبيرليي إلى روايات الأدباء الذين تألقوا في الجزائر قبل وبعد الاستقلال، على غرار محمد ديب وآسيا جبار وميساء باي ورشيد بوجدرة وياسمينة خضرة وغيرهم.