الموقع الأثري "ديانا فيتيرانوروم" بباتنة

انطلاق عمليات المسح والأسبار الأثرية

انطلاق عمليات المسح والأسبار الأثرية
  • القراءات: 279
ف. صالح ف. صالح

انطلقت أشغال عمليات مسح وأسبار أثرية بالموقع الأثري "ديانا فيتيرانوروم" في بلدية زانة البيضاء، التي تقع على بعد حوالي 50 كلم شمال غرب مدينة باتنة، حسبما علم من مديرية الثقافة والفنون. وأفاد المكلف بتسيير شؤون قطاع الثقافة والفنون بالولاية، والمختص في علم الآثار، عبد الرزاق بن سالم لـ"وأج"، بأن العملية تندرج في إطار ترخيص بالبحث والقيام بأسبار أثرية في الموقع، منحته وزارة الثقافة والفنون لجامعة "الحاج لخضر" (باتنة-1).

تعد هذه الرخصة، التي ستمتد على مدار سنة كاملة، حسبما أضاف نفس المتحدث، "الأولى من نوعها" التي تتحصل عليها في هذا السياق جامعة باتنة-"1" منذ نشأتها، ما سيسمح للأساتذة المختصين والباحثين، وحتى الطلبة في قسم التاريخ وعلم الآثار بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في هذه الجامعة، بإجراء عملية مسح أثري معمق وأسبار أثرية بهذا الموقع.

تعتبر العملية تثمينا لهذا الموقع الأثري، الذي لم يستفد من أبحاث أثرية منذ الاستقلال، وهو بحاجة إلى استكشاف لما يحتويه باطنه من كنوز أثرية، لاسيما وأن بعض الباحثين والمختصين يؤكدون على الأهمية الكبرى التي تكتسيها المدينة الأثرية، التي يرجح أنها كانت راقية جدا، بالنظر إلى ما هو ظاهر للعيان من معالم مبانيها، وكذا بقايا الفخار بزخارفه الجميلة المتقنة والفسيفساء التي وجدت فيها، حسبما ذكره نفس لمسؤول.

يوجد الموقع الأثري الروماني "ديانا فيتيرانوروم"، يضيف السيد بن سالم، بالقرب من التجمع الثانوي "زانة أولاد سبع" بمحاذاة الطريق الولائي رقم 153، الرابط بين الطريق الوطني رقم 75 وبلدية وادي الماء. وتعد "ديانا فيتيرانوروم"، حسب نفس الباحث، من المدن الرومانية التي شيدت في القرن الثاني للميلاد، من طرف الفرقة الثالثة الأغسطينية، في إطار التوسع الروماني على حساب الممتلكات النوميدية السهلية، التي تقع بهذه المنطقة، ليتم بعد ذلك استغلالها من طرف البيزنطيين، ضمن مشروع إعادة استرجاع الممتلكات الرومانية التي سلبها منهم الوندال.

تظهر آثار المدينة الأثرية العتيقة، التي تقع حاليا بإقليم بلدية زانة البيضاء بدائرة سريانة، بادية للعيان، من بينها أقواس النصر الثلاثة والفوروم (الساحة العامة) والكنيسة المسيحية والقلعة البيزنطية، وكذا الحمامات، إلا أن جزءا كبيرا منها لا يزال محفوظا إلى حد الآن تحت الأرض، وفقا لنفس المصدر.

وقد تم تصنيف الموقع الأثري "ديانا فيتيرانوروم"، الذي يتربع على 76،5 هكتارا ضمن قائمة التراث الوطني سنة 1900، ثم صدر هذا القرار في الجريدة الرسمية رقم 7 بتاريخ 23 يناير 1968، فيما انطلقت الأبحاث الأثرية بشأنه سنة 1850، حسبما أفادت به مصلحة التراث الأثري بمديرية الثقافة والفنون. أما اسم الموقع، فهو مستمد، حسب بعض المختصين في علم الآثار، من اسم الملكة التي كانت تحكم في تلك الفترة، فيما يعتقد آخرون أن معناه آلهة الصيد عند الرومان، مشيرين إلى أن المدينة كانت عبارة عن معسكر للراحة، تم تشييده لمعطوبي الحرب في تلك الفترة.