انطلقت الحفريات الأثرية بموقع "هيبون" الأثري في عنابة، مؤخرا، والتي تهدف إلى تقديم قراءات جديدة للموقع الأثري ودراسة الطبقات الستراتيغرافية للموقع، وإعادة الاعتبار لعديد المعالم بالموقع الأثري، الذي تحول خلال الآونة، الأخيرة إلى قبلة حقيقية للسياح، خاصة منهم الأجانب، الذين توافدوا بقوة خلال موسم الاصطياف، من أجل التمتع بجمال "هيبون". 

ولإنجاح، البرنامج السياحي الذي وضعته إدارة المتحف، تم تجنيد فرقة خاصة، من مهامها مرافقة السياح، إلى جانب تسهيل تحركاتهم، ومن ثم الاطلاع، على التاريخ السياحي للمدينة، التي تتميز بالتنوع في الآثار. وفي سياق متصل، زار أكثر من 4 آلاف سائح أجنبي، الموقع الأثري "هيبون"، خلال موسم الاصطياف الحالي، أغلبهم من جنسيات مختلفة، جاؤوا لزيارة واكتشاف المعالم الأثرية بعنابة، وقد تم تقسيمهم إلى عدة أفواج، من أجل زيارة مختلف المعالم والمسارات السياحية التي تزخر بها الولاية، على غرار متحف "هيبون" وموقع الآثار الرومانية، كنيسة "القديس أوغستين"، ساحة الثورة، المدينة القديمة، مسجد "أبو مروان الشريف"، مسجد "الباي"، الجسر الروماني على مستوى غابات الايدوغ ببلدية سرايدي. علما أن هذه الرحلات من تنظيم عدة وكالات سياحية، وتندرج في إطار الترويج لوجهة عنابة والرقي بالسياحة الوطنية.

من جهة أخرى، تنقل منذ أيام، وفد سياحي أجنبي إلى مدينة سرايدي، حيث أعجبوا كثيرا بالمناظر الطبيعية والمقومات التي تكتنزها هذه المدينة الساحرة، وفي انتظار استكمال هذه الرحلة التي ستقود الوفد إلى عدة مناطق سياحية، سيتم عقد اتفاقية عمل بين الدول التي لها رغبة لزيارة المنطقة، من أجل الاستثمار واستغلال الإمكانيات الطبيعية، وتحويلها إلى منتجعات سياحية، يتم ربطها ـ حسب المستثمرين الأجانب ـ بمختلف المرافق الضرورية، التي تساعد على جلب أكبر عدد من الزوار والعائلات.

ولإنجاح اتفاقيات العمل مع الأجانب، والاستثمار في المناطق السياحية بعناىة، نصبت مديرية السياحة، مؤخرا، عدة وكالات سياحية ودليل سياحي، ستكون حاضرة بالفنادق والمطاعم والمنشآت السياحية الأخرى، لتسهيل استقبال زوار بونة، ومن مهامها التمركز في هذه الأماكن خلال فصل الصيف، لتقديم كل الخدمات اللازمة، ويستمر بقاؤها حتى نهاية موسم الاصطياف، حيث سيتكفل القائمون على هذه الوكالات السياحية بتقديم مختلف الخدمات السياحية للوفود المقيمة على مستوى الفندق، واقتراح البرنامج الترفيهي والسياحي على الزوار، وفقا البرنامج الذي وضعته مديرية السياحة بعنابة، وقد اعتبرت ذات الجهة، أن هذه الخدمات تدخل في إطار تعزيز قطاع السياحة بالولاية، وهي تجربة أولى في الجزائر، وعنابة سباقة في هذه التحضيرات، للتعريف بما تتوفر عليه بونة من مقومات سياحية وتاريخية، كما يتم مرافقة السائح دون أن يتيه في البحث عن وكالة أو مساعد يوجهه المناطق السياحية الجميلة بولاية عنابة.

وفي سياق متصل، تم تحديد عدة مسارات خاصة بالخرجات السياحية لزوار بونة، خلال عطلة الصيف، وتتمثل في المدينة القديمة "بلاص دارم" بمدينة عنابة، الموقع الأثري "هيبون"، جبال سيرايدي والشريط الساحلي لولاية عنابة إلى غاية "الفنار"، والذي تحول هو الآخر إلى نقطة لقاء هامة للسياح والفنانين وحتى الشعراء، منذ حلول موسم الاصطياف.