عنابة

انطلاق الأيام الوطنية للقصة القصيرة المصوّرة للأطفال

انطلاق الأيام الوطنية للقصة القصيرة المصوّرة للأطفال
  • 169
سميرة عوام سميرة عوام

نظّمت الجمعية الولائية "شباب المستقبل" ، عشية أول أمس، بالمكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية "بركات سليمان" بولاية عنابة، فعاليات اليوم الأول من مسابقة الأيام الوطنية للقصة القصيرة المصوّرة الموجّهة للأطفال، بدعم من وزارة الثقافة والفنون، وبإشراف مديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة، في إطار مبادرة "صيفنا لمة وأمان".

شهدت الانطلاقة حضورا لافتا للأطفال المشاركين وأوليائهم، وسط أجواء ودّية وتفاعلية منحت الموعد الثقافي طابعا تربويا وإنسانيا مميزا. 

واستُهل اللقاء بتقديم شامل للمسابقة، مع التعريف بأهدافها العامة، المتمثلة في تحفيز المواهب الأدبية والفنية عند الأطفال، وتشجيعهم على التعبير الإبداعي من خلال السرد المصوّر، مع التركيز على التراث المادي واللامادي كمرجع إلهامي أصيل، يعزّز الانتماء، والهوية الثقافية.

وفي الجلسة الافتتاحية، تمّ شرح قوانين المسابقة، وشروط المشاركة لضمان سيرها في أجواء شفافة ومنظّمة، تتيح مبدأ تكافؤ الفرص لجميع المتسابقين، مع الحرص على خلق مناخ تنافسي بنّاء.

وكان من أبرز محطات هذا اليوم التكويني المحاضرة التوجيهية التي قدّمها نخبة من الأساتذة والمكوّنين المختصّين، حيث تناولوا أسس بناء القصة المصوّرة من الجانبين الفني والتربوي، بدءا من اختيار الفكرة، وتحديد البنية السردية، مرورا بتصميم الشخصيات، وصولًا إلى كيفية المزج بين النص والصورة بطريقة تفاعلية، تخاطب عقل الطفل، وخياله.

وشدّد المحاضرون على أهمية أن تكون القصة المصوّرة وسيلة تعليمية وتربوية في آن واحد، تساهم في غرس القيم الإيجابية، وتفتح أمام الطفل آفاق التعبير الحر والمبدع، ضمن إطار ثقافي، يراعي خصائص مرحلته العمرية.

وقد عكس تفاعل الأطفال مع الورشة التكوينية، شغفهم واستعدادهم لاكتشاف عالم القصة من منظور جديد. كما أظهروا اهتماما واضحا بتقنيات التعبير البصري والروائي، في مؤشر على ولادة جيل من المبدعين الصغار، الذين يجدون في الثقافة متنفسا وسندا لتشكيل هويتهم.

وتأتي هذه التظاهرة ضمن سلسلة الأنشطة الصيفية التي تهدف إلى تنشيط الفعل الثقافي في الوسط الطفولي، وتوفير فضاءات تربوية تدمج بين الترفيه والتكوين، بإشراف مؤسسات ثقافية محلية، تؤمن بدور الكتاب والفن في تنمية الإنسان.

وتُعدّ هذه المسابقة خطوة عملية لترسيخ ثقافة القراءة والرسم القصصي في النشء، وفتح المجال أمام الأطفال ليكونوا فاعلين في المشهد الثقافي الوطني، لا مجرّد متفرّجين عليه.