مسؤول الدائرة الأثرية بولاية سكيكدة لـ "لمساء":

انطلاق الأشغال الاستعجالية لترميم المسرح الروماني

انطلاق الأشغال الاستعجالية لترميم المسرح الروماني
  • القراءات: 1862
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

كشف السيد ابن بوزيد خاتيم، مسؤول الدائرة الأثرية بولاية سكيكدة لـ’’المساء"، عن استفادة المسرح الروماني للمدينة المصنف وطنيا، من عملية جديدة تتمثل في الأشغال الاستعجالية التي ستنطلق كأقصى حد خلال شهر بعد أن تم تعيين مكتب للدراسات مختص ويملك تجربة كبيرة في عملية ترميم المعالم الأثرية على أن يقوم الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بمتابعة الأشغال. وأضاف مسؤول الدائرة الأثرية بولاية سكيكدة أن الدراسة المتعلقة بالأشغال الاستعجالية لترميم المسرح الروماني للمدينة التي انتهت منذ سنتين، جاءت بناء على توصيات مختصين من خبراء علم الآثار من الوزارة الوصية الذين كانوا قد عاينوا الوضعية السابقة التي آل إليها المسرح الروماني بالخصوص بعد توقف أشغال إعادة الترميم التي انطلقت تقريبا سنة 2006، بعد أن رصد للعملية غلافا ماليا قدر آنذاك بأكثر من 04 ملايير سنتيم، بما في ذلك تهيئة الحديقة الأثرية المجاورة له. كما خصص مبلغ إضافي قدرّ بأكثر من ملياري سنتيم لإعادة التهيئة من خلال إنجاز المرافق الملحقة كالأجهزة الصوتية والإنارة الخاصة بالمسارح، وذلك بسبب اكتشاف المدرج الروماني الأصلي، مما تطلب تدخل مختصين وخبراء في المجال قصد إعادة وضع رؤية جديدة لأشغال الترميم، تأخذ بعين الاعتبار المعطيات الجديدة التي تمخضت عن عملية اكتشاف المدرج، وهذا بإخضاع الموقع لدراسة استعجالية رصد لها غلاف مالي قدر بحوالي 03 ملايين دينار.

وعن طبيعة الأشغال التي سيخضع لها المسرح الروماني، قال ذات المسؤول بأن الأشغال الاستعجالية ستعيد لهذا الأخير وجهه الحقيقي ومن ثم استرجاع حالته الأولى بما يسمح باستغلاله بالخصوص في الزيارات الميدانية. للعلم، فإن المسرح الروماني المتواجد بوسط مدينة سكيكدة الذي يضاهي في جماله وكبره المسرح الروماني لتيمقاد بولاية باتنة وجميلة بولاية سطيف ومداوروش بولاية سوق أهراس والمسرح الروماني لتيبازة المطل على البحر، يعد واحدا من أكبر وأوسع كل المسارح التي شيّدها الرومان في إفريقيا الشمالية، حيث كان يتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ 4900 متر مربع ويتسع لأكثر من 6000 متفرج. وقد تم بناؤه خلال فترة الأمبرطور "أدريان" في القرن الثاني. وحسب الروايات التاريخية، فقد تم تشييده بفضل تبرعات الأديب "أمليان بلتور" قبل أن يدمر الاستعمار الفرنسي أجزاء منه بالخصوص منصة "براكسينيوم" التي بنا فوقها ثانوية النهضة، ناهيك عن تغييره لطبيعة المسرح بتحويله من روماني إلى إغريقي.

وفيما يخص الحديقة الأثرية المتواجدة بمحاذاة المسرح الروماني بالقرب من ثانوية النهضة، فقد أشار ذات المسؤول إلى أنه ينتظر أن يتم تدشينها بصفة رسمية خلال الأيام القليلة القادمة وبالتالي سيتم فتحها للزوار بعد تعيين مرشدين متخصصين وحراس للحديقة. وعن الاستراتيجية التي ستنتهجها دائرته الأثرية المنصبة حديثا بالولاية، قال السيد ابن بوزيد خاتيم، بأنها ستعمل من أجل تثمين وترقية التراث الثقافي بالولاية ما دام القانون يسمح باستغلالها تجاريا، وذلك بوضع مخططات للتعريف بتلك الممتلكات عن طريق ضمان نشاطات ثقافية على مستواها بالخصوص تلك المصنفة من خلال استغلالها في الزيارات الميدانية بعد أن يتم ضبط دفتر للشروط مع المؤسسات المعنية المتواجدة بالولاية، سواء تعلق الأمر بالنزل البلدي أو البنك أو محطة القطار أو قصر ابن قنة أوكما يعرف بقصر مريم عزة أوغيرها، مؤكدا بأن كل المؤسسات الثقافية المحمية ستستغل في الزيارات الميدانية بالتنسيق مع الجمعيات النشيطة بالولاية وأيضا مع مديرية السياحة.