أميرة زاتير تغوص في تفاصيل فلسفة الجمال

"انبثاق" بقصر "الداي"

"انبثاق" بقصر "الداي"
أميرة زاتير تغوص في تفاصيل فلسفة الجمال
  • 164
م. ص م. ص

 يحتضن "قصر الداي" بحسين داي، معرضا فنيا تحت عنوان "انبثاق" للتشكيلية أميرة زاتير، التي تقدم أعمالا فنية تجريدية وانطباعية تشع بالألوان وتغوص في تفاصيل فلسفة الجمال، بلمسات حالمة، تعكس سحر الطبيعة. عبر أزيد من 20 لوحة فنية بأحجام مختلفة، مرسومة بالألوان الزيتية والأكريليك وبعضها بالأكواريل، على القماش والورق والخشب، تجسد اللمسة الإبداعية لهذه الفنانة ونظرتها العميقة والجمالية للطبيعة، وانعكاساتها على الروح الإنسانية.

المعرض الذي تنظمه مديرية النشاط الثقافي لولاية الجزائر، هو الأول لهذه الفنانة العصامية، ويشكل رحلة للزوار من أجل استكشاف مسيرة هذه الفنانة، وتأثرها العميق بالمدرسة التجريدية والانطباعية التي تتطرق في إبداعاتها لتفاصيل الطبيعة، التي تأسرها منذ طفولتها، وهو تأثر يمكن استكشافه بسهولة في لوحات "شجرة الحياة"، "الشفق"، "الغروب"، وغيرها من أعمال تم إنجازها خلال ثلاثة أشهر الماضية، حلقت من خلالها عاليا في عالم التشكيل، لترسم بذلك المتعة في عيون الزوار.

وتربعت الألوان الباهية، على غرار الأصفر والبرتقالي، الأحمر والأخضر على أغلب إبداعات الفنانة، تعبيرا عما يدور في وجدانها، حيث تمكنت بريشتها وقدرتها على التعامل مع هذه الألوان بتدرجاتها وانعكاساتها على فضاء اللوحة، من أن ترسم لنا جوانب من علاقتها بالطبيعة وتجاربها الحياتية.

وأبدعت زاتير في تصميم وصياغة أعمالها بلمسات عالية، حولتها إلى رموز تنهل من أبعاد وجماليات التراث الثقافي الجزائري، وكذا الإفريقي وتصاميم البنايات، كما تستوحي روحها من الطبيعة، وخاصة ضفاف البحر والغابات، استخدمت فيها الفنانة ألوانا متناسقة وأشكالا هندسية بديعة بتركيبة فريدة.

في هذا الإطار، اعتبرت زاتير أن تنظيم المعرض الفني الأول لها "بمثابة ثمرة تترجم باللون شغفها بالفن التشكيلي، وأيضا فرصة لتقديم إبداعاتها"، مضيفة أنها "أعمال تعكس تمسكها بالموروث الثقافي ومشاعرها الداخلية وشغفها، كما أنها تغوص في تفاصيل الذاكرة والتراث العمراني".

وأضافت الفنانة، أنها اعتمدت في صياغة لوحاتها "على فسيفساء من الألوان المختلفة النابضة بالحياة، في حين أن بعضها يحمل دلالات ورموزا وأبعادا هندسية تعبر عن أماكن مختلفة"، لافتة إلى أنها "تُقحم المتلقي في قراءة أعمالها وتأويلها كيفما يشاء، وفق نظرته الشخصية"

للإشارة، الفنانة زاتير أستاذة محاضرة في العمارة والتخطيط العمراني والتراث، بالمدرسة متعددة العلوم للهندسة المعمارية والتخطيط العمراني بالعاصمة، وقد شاركت منذ 2008 في العديد من الملتقيات الأكاديمية والفكرية داخل الجزائر وخارجها، كما أنها خبيرة بالمجلس الدولي للمعالم والمواقع "إيكوموس" منذ 2017.