أميرة حساني تقدم روايتها "غريب في مرسيليا"

الوحدة خطر والموت حق والمقاومة واجب

الوحدة خطر والموت حق والمقاومة واجب
الكاتبة الشابة أميرة حساني
  • القراءات: 646
لطيفة داريب لطيفة داريب

أكدت الكاتبة الشابة أميرة حساني، أهمية أن يتصالح الإنسان مع نفسه، قبل أن يفكر في الارتباط وتأسيس أسرة، مضيفة خلال تقديمها لروايتها "غريب في مرسيليا" بمدرسة "كريشاندو"، أن الإنسان مهما هرب من مشاكله، فستلاحقه إن لم يحلها، ولو سافر إلى بلد بعيدة.

 

تحدثت حساني عن روايتها التي صدرت حديثا عن "دار القصبة"، خلال استضافتها بمدرسة الفنون "كريشاندو" في البليدة، مؤخرا، وقالت بالمناسبة، إنها اختارت أن تكتب أول عمل لها باللغة العربية، رغم تخصصها الجامعي، لسانيات اللغة الفرنسية، لتعلقها الشديد بهذه اللغة التي تصارع أمواج التكنولوجيات الحديثة، ورغبة منها في تعزيزها، لتنتقل إلى الحديث عن موضوع روايتها، التي تحكي فيها عن رجل اسمه أحمد، غادر مسقط رأسه إلى مرسيليا، فرارا من المشاكل التي نخرت حياته. وتابعت أن أحمد لم يستطع أن يواجه كل هذا الهم، خاصة بعد أن خُطبت حبيبته زهرة لأخيه، فاتجه نحو مرسيليا وتحول من نجار إلى صياد، وعاش حياة قاسية.

عانى الشاب من العنصرية والحاجة والوحدة، لكن الحياة ابتسمت له بعض الشيء، حينما التقى بليلى التي أحبها بالفعل، ونسي تماما حبه الأول الذي كان مجرد تعلق عاطفي لا غير، إلا أن الحياة تعبس في وجهه مرة أخرى، برحيل ليلى، ومع ذلك يقرر أحمد التكفل بطفلتها سارة، إلى أن يحين وقته في الرحيل أيضا. بالمقابل، قالت حساني، إن روايتها تنتمي إلى أدب الواقع، ولها قراءات مختلفة، حسب إدراك القارئ لما بين سطورها، ووفقا لتجاربه الخاصة. وتابعت أنها ارتأت أن تكتب أحداث روايتها في سنوات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، رغم أن عمرها 26 سنة، لأنها تعشق كل ما هو كلاسيكي وكل ما هو عتيق، ونظرا أيضا لرغبتها في التغلغل في حقبة لم تعشها.

واعتبرت المتحدثة أن الكتابة أسلوب الحياة لا يمكن أن تحيد عنه، كما أنها تبتغي الكتابة في مواضيع فريدة من نوعها، وهو حال روايتها المقبلة. أما عن روايتها "غريب في مرسليا"، فقد نهلت أحداثها من حياة رجل تعرفه، وأضفت عليها الكثير من الخيال. وواصلت أن أحمد بطل روايتها، يحمل الكثير من صفاتها، في حين أن ليلى الإيجابية المرحة، مثل أختها مريم، أما يوسف أخ أحمد الذي فر هو أيضا من المشاكل، بسفره إلى بلجيكا والعيش فيها، اختار أن يعيش حياة عائلية سعيدة، وأن لا يقطع صلة الرحم، مثلما كان عليه الحال مع أحمد، لتؤكد بذلك أن الإنسان هو من يتحكم في قراراته، وأنه يمكنه أن يبتعد عن الضغوطات، لكن بدون أن يغرق في العزلة والحزن، علاوة على تسليطها الضوء على أهمية العائلة في حياة الفرد.

أكدت الكاتبة خوفها الشديد من الغربة، لتجسد هذه المخاوف في روايتها هذه، التي اختارت أن يكون بطلها رجل، شعر بأنه منبوذ من عائلته، فبدلا من أن يصارع مشاكله النفسية، أي أن يصارع ذاته، فضل الهروب. ودائما عن الغربة، اعتبرت أن أصعب غربة هي المتعلقة بالوطن، لأن غربة الروح يمكنها أن تتعالج، وحتى المشاكل مع الآخرين يمكن أن تحل. مضيفة أن الإنسان عليه أن يواجه مشاكله، وأن لا يستسلم ويصاب بالاكتئاب، بل عليه أن يثبت وأن يستمر في الحياة. وتطرقت أميرة حساني في روايتها إلى موضوع الموت، أبعد من ذلك، فقد جعلته من بين المحاور المهمة في عملها هذا، لأن الموت حق على الجميع، مؤكدة تساؤل الإنسان عن نهايته، بينما اعتبرت أن العيش الحقيقي ليس في تحقيق إنجازات، بل في التعلم وترك أثر في هذه الحياة.