الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني

الهيئة العربية للمسرح تكرّم سحنون ورجب

الهيئة العربية للمسرح تكرّم سحنون ورجب
  • القراءات: 880
رضوان. ق رضوان. ق

كرّمت الهيئة العربية للمسرح أمس، عضوي الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، مصطفى سحنون والهادي رجب، الذين نشطا ندوة تحدّثا فيها عن ظروف نشأة الفرقة وعملها وكذا مختلف التحديات التي واجهها أفراد الفرقة خدمة للقضية الوطنية.

في هذا السياق، اعتبر ممثّل الهيئة العربية للمسرح بأنّ نضال فرقة جبهة التحرير الوطني نضال تاريخي ورمزي، وجب اعتباره رمزا للكفاح العالمي في سبيل قضية التحرير بالجزائر، قائلا بأنّ احتضان الجزائر لفعاليات المهرجان العربي للمسرح يعدّ بمثابة رسالة لكلّ شرفاء العالم من المكافحين في سبيل القضايا الوطنية،  خاصة أمام التحديات الراهنة التي يعيشها العالم العربي.

استُهلت الندوة بمداخلة الفنان مصطفى سحنون الذي كشف بأنّ أوّل تركيب مسرحي قامت به الفرقة سنة 1957، تزامن وإضراب 8 أيام، وهو التركيب المسرحي الذي حمل عنوان «نحو النور» وتزامن كذلك مع ارتفاع عدد القوات الفرنسية العاملة بالجزائر إلى نحو 600 ألف جندي، مؤكّدا أنّ انطلاق نشاط الفرقة جاء كرسالة للحرية ورسالة للتحرّر من المستعمر الفرنسي، وهو تركيب مسرحي غنائي يصوّر مواطنا جزائريا خلال تلك الفترة الاستعمارية (جسّد دوره الفنان الراحل سيد علي كويرات) يتمّ القبض عليه من طرف فرقة من المظليين الفرنسيين، ليعذب، ثم يترك داخل زنزانة مظلمة وحده، وخلال تواجده بالزنزانة، تظهر له والدته كسراب وسط الظلام وتقوم بدعوته لحضور عرس في قصبة الجزائر، وهنا تبدأ المسرحية في بلاطو خاص تظهر من خلاله عدّة مشاهد للفنون الجزائرية والأغاني المعروفة والتقليدية وكذا رقصات من مختلف ربوع الوطن،  مع تمجيد المجاهدين والثورة.

وأضاف المتحدث أنّ أول مسرحية تم العمل عليها كانت من كتابة عبد الحميد رايس وحملت عنوان «أبناء القصبة»، ثم مسرحية «الجنود الخالدون»، موضّحا أنّ الفرقة كانت تضم فنانين فكاهيين،  على رأسهم الفنان يحيى مبروك المعروف بتسمية «لابرانتي».

عن أماكن نشاط الفرقة خلال الفترة الاستعمارية، أكّد سحنون أنّ النشاط كان يتم بمسرح الباردو في دولة تونس، ثم انتقل إلى فيلا شارع الحدائق بتونس العاصمة إلى غاية الاستقلال، موضحا أن الاستعمار الفرنسي عمل كل شيء لوقف نشاط الفرقة الفنية.

وذكر المتحدّث أن الفقيد مفدي زكريا كان يزور الفرقة بصفة منتظمة ويكتب الكلمات، كما كان يصحّح الكلمات التي كان يكتبها بعض أعضاء الفرقة، خاصة الأغاني الثورية.

كما حضر الندوة الفنان الهادي رجب الذي التحق بالفرقة وعمره 13 سنة، حيث قال بأنّ حبه للفن وإيمانه بالتحرّر كان وراء التحاقه بالفرقة رغم صغر سنه، مؤكّدا أنّ الفرقة أعطته الكثير وقدّمته للجمهور، خاصة بعد الزيارات التي قامت بها الفرقة إلى كلّ من يوغسلافيا وروسيا والصين الشعبية وليبيا والعراق ومصر، حيث كانت الفرقة تلقى الإشادة في كل دولة تحط فيها الرحال وتقدّم القضية الوطنية كقضية تصفية استعمار وقضية شرعية في الحياة أحرار.

واختتمت الندوة بتقديم نشيد مشترك «قلبي يا بلادي لا ينساك».