في ملف أعدته نوارة لحرش

"الهلال" المصرية تشيد بفرسان القوافي الجزائريين

"الهلال" المصرية تشيد بفرسان القوافي الجزائريين
  • القراءات: 698
نوال جاوت نوال جاوت

 تحت عنوان "نصوص من أرض المليون شهيد"، تطلّ مجلة "الهلال" المصرية في عددها الجديد على المشهد الشعري في الجزائر، كاشفة عن خصوبة وثراء التجارب الباذخة والمتجاوزة فنيا، عبر 35 شاعرا ينتمون إلى أجيال وتيارات مختلفة، تقدّم نصوصهم تفاصيل من المشهد الكلي لحاضر الشعر في الجزائر ولدى شعرائها خارج الحدود. وتقول المجلة في افتتاحيتها إنّ "شهداء الجزائر رحلوا وتناسلوا بنين وحفدة موهوبين، كانت الجزائر مشهورة بروائييها الرواد من أمثال: مالك حداد ومحمد ديب وكاتب ياسين وغيرهم، وبهذا الملف الذي تهديه مجلة "الهلال" إلى القارئ العربي، يسهل القول إنّها صارت وطنا للشعر، مسرحا لمدارس شعرية تتجاور وتتنافس، وإن كانت جغرافيا الشعر في الجزائر أكثر اتّساعا من ملف في "الهلال" بل من عدد كامل". وتضيف "نعتذر لأنّ المساحة محدودة، ونثق أنّ المختارات ـ التي أعدتها بدأب الشاعرة الجزائرية نوارة لحرش ـ تمثيل رمزي لخريطة الشعر، وفي الأعداد القادمة متسع لما فاتنا".

والملف مصحوب بدراسة مهمة للكاتب والشاعر ميلود خيزار بعنوان "الشعر الجزائري، ألغام السّياق وأسئلة النّسق" يرصد فيها كيف انطلق الشعر الجزائري (المكتوب بالعربيّة) من نسق لا يشترك فيه وبقية التجارب الشعرية العربية، "متمثّلا في حدّة وعمق الدمار الذي حدث في المنظومة الرمزية للشعب الجزائري وعلى رأسها اللغة العربية أثناء الفترة الطويلة للاستعمار الفرنسي" (1830 ـ 1962)، ويقول إنّ "هذه "الإعاقة" التي ضربت في العمق نظام التمثّل والتجريد.. عطّلت وظيفة "الدال" وجعلت من الإنسان الجزائري "معاقا دلاليا"، إلى هذا "اليتم اللساني" سينضاف مع تراكم التاريخ "يتما نفسانيا" يمثّله "العجز عن التعبير والتواصل" نظرا للمسافة الصحراوية التي امتدت بين "جزائر" الشعور والتصوّر والتعبير.. وهكذا استشرى "يتم اللسان" في جسد الهوية وامتدّ إلى "يتم الكلام"... مورست على إنسانه أبشع أشكال العنف الرمزي والمادي.. ولم يكن بوسع المنظومة الفقهية الناجية (التي آوت غربة اللسان العربي) أن  تكفّ عن تراجع قيمة "الجمال" شعريا ولم يكن بوسعها احتضان "لغمه". للإشارة، تعتبر مجلة "الهلال" أقدم المجلات الثقافية الشهرية في العالم العربي، حيث أُسّست بالقاهرة عام 1892 من طرف الروائي جورجي زيدان، وقد شارك فيها منذ ذلك الوقت أهم الأقلام الروائية والفكرية في مصر والعالم العربي، وتهتم هذه المجلة ـ التي أُسست إبان العهد التركي ـ بالأدب والفكر والتاريخ والفنون وقد سميت بـ"الهلال" لعدة أسباب أهمها التبرك بالهلال العثماني وإشارة منها لظهورها مرة كل شهر.