الفيلم المجري "ذات يوم" في منافسة القاهرة السينمائي

الهروب من أعباء الحياة

الهروب من أعباء الحياة
  • القراءات: 605
❊مبعوثة "المساء" إلى القاهرة: دليلة مالك ❊مبعوثة "المساء" إلى القاهرة: دليلة مالك

تواصل سينما شرق أوروبا نبش تفاصيل المشاكل الأسرية على اختلافاتها وأسبابها ونتائجها، وبصوت فيه الكثير من التروي في المعالجة الدرامية، خاضت المخرجة المجرية صوفيا سيلاجي في واقعية مذهلة، في فيلمها الروائي الطويل الأول "ذات يوم"، برصد قصة "آنا" التي تناضل بشراسة من أجل إنقاذ عائلتها من مصير مرعب، يحدق بالقرب، سببه خيانة زوجها مع صديقتها.

في اليوم السادس من مجريات المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي الأربعين السينمائي، استقبلت القاعة الكبرى بدار الأوبرا المصرية، أول أمس، الفيلم المجري "ذات يوم" (إنتاج 2018، مدته 99 دقيقة) للمخرجة صوفيا سيلاجي، إذ تقفت أثر السيدة الأربعينية "آنا" في يوم واحد قد يشبه باقي يومياتها، لكن في ذلك اليوم اكتشفت خيانة زوجها، ومع زحمة الاهتمام بأطفالها وتقديم الأفضل لهم، وفي الوقت عينه، تحاول تحسين ظروفها المهنية، لم تجد "آنا" سبيلا لحل مشكلتها مع الشريك الخائن الذي تماطل في الاعتراف بخطئه.

صورت المخرجة تفاصيل حياة "آنا" بإحساس ملفت في الاعتناء بأولادها الصغار، بالوقوف عند كل صغيرة وكبيرة، كأكلهم وشربهم ونظافتهم وما يحتاجونه في مدرستهم أو في ممارستهم للبالي أو الموسيقى، ولا تترك شاردة أو واردة تغيب عنها قصد تقديم الأحسن، الأمر الذي أسفر عن تراكم الأعباء التي أدخلتها في حالة من القلق، بل يكاد أن يكون انهيارا، لأنها لم تتقبل خيانة زوجها الذي ضاجع صديقتها. في المقابل، لا يرد عن الزوج أي فعل أو تفاعل، لتبقى الكرة في مرمى زوجته.    

استطاعت المخرجة صوفيا سيلاجي أن تنتصر للمرأة المناضلة من أجل أسرتها، قد يكون سبب ذلك أنها امرأة، ليس انحيازا بل نقلا للواقع بشكل هادئ ومنطقي، وأنها لم تستعمل هذا الانحياز حتى تقسو على الرجل (الزوج)،  لكنها قدمته عبر فيلمها كنموذج فاشل لعلاقة زوجية مثمرة عن ثلاثة أطفال.

ينتهي الفيلم بمشهد ذكي يعبر عن حالة "آنا" ورغبتها في الانتهاء من كل ذلك الصخب اللعين، يرن هاتف البيت ويقرع جرس بابه، فلا تريد الرد على المكالمة ولا فتح الباب، يأتي ابنها الصغير، ثم يتنصل ليدخل تحت طاولة المطبخ، فتلتحق به أمه لتختبئ من كل ذلك الضغط، الأمر الذي يحيل إلى قلة حيلتها لإيجاد حل لمشاكلها، لكنها حتما تريد بعضا من الراحة والهدوء.

عُرض الفيلم للمرة الأولى في أسبوع النقاد الـ57، على هامش فعاليات مهرجان "كان" السينمائي، وفاز بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين "فيبريسي".