اختصت في أدب الطفل

النخبة تؤبّن ندى مهري

النخبة تؤبّن ندى مهري
  • القراءات: 809
لطيفة داريب لطيفة داريب

رحلت “أميرة النجوم” ندى مهري عن عالمنا بعد معاناتها من مرض عضال، مخلفة وراءها “لغز” موهبتها الفذة في التغلغل في أعماق الأطفال والكتابة عنهم بشكل مذهل. وقد شكلت وفاتها صدمة لدى الوسط الأدبي الجزائري والعربي. بالمقابل قد يعتبر رحيلها في البيت العائلي بسكيكدة بعد ترحيلها من مصر حيث كانت تقيم “أمنيتها” الأخيرة .

كتب واسيني الأعرج، عن رحيل ندى مهري، في صفحته على الفايسبوك “ندى مهري، الإعلامية والشاعرة والروائية.. أختي الصغيرة... كما كنت أناديك كلما زرت القاهرة، حيث كنت تقيمين. لروحك الرحمة الواسعة والسلام. رحمك الله ورزق أهلك ومحبيك الصبر كله، أي فداحة مستنا فيك وأي خسارة يا ندى؟”.

أما يوسف وغليسي، فكتب “الكاتبة الجزائرية ندى مهري في ذمّة الله! سبحان الحي الذي لا يموت! بعد صمت مريب، ترحل الكاتبة الجزائرية (التي كانت تقيم في أم الدنيا) ندى مهري، متأثرة بالمرض الخبيث الذي داهمها ولم تنتبه! سمعت عنها الكثير مما يشرف الوطن ويسر الخاطر، وقد جمعتنا الجغرافية الولائية (سكيكدة)، ولقاء وحيد في قصر الثقافة بسكيكدة، وكلمات بسيطة كتبتها عنها في الطبعة الثانية من كتابي “خطاب التأنيث”، عرفت بجهودها الإعلامية والأدبية وجوائزها العربية (في أدب الطفل خصوصا).

أما الوزيرة المكلفة برياضة النخبة، سليمة سواكري، فكتبت “بمزيد من الأسى وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقيت بحزن كبير نبأ وفاة المغفور لها بإذن الله أختي وصديقتي الغالية صاحبة القلم المتميز الكاتبة والروائية الجزائرية الذي ذاع حرفها البلدان العربية انها ابنة جوهرة الشرق سُكيكدة حبيبتي ندى مهري”.

للإشارة اهتمت ندى مهري، واسمها الحقيقي فضيلة مهري، بالكتابة للطفل فصدرت لها مجموعتان قصصيتان وهما “أميرة النجوم” وهي المجموعة التي تحصلت بها على جائزة الشارقة للإبداع العربي في مجال أدب الطفل عام 2009، و«لعبة الألغاز” المجموعة التي صدرت ضمن سلسلة “قطر الندى” التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة سنة 2013.

كما صدرت لندى، رواية موجهة للناشئة ومن نوع الخيال بعنوان “مملكة الأمنيات” وقد وفقت في ترجمتها مؤخرا إلى اللغة الإنجليزية وكانت تحضر لتوزيع  الرواية  في السوق الجزائرية  لتدعيم  المكتبة الوطنية في مجال الكتابة الأدبية لهذه الفئة العمرية.

للإشارة تعد ندى مهري، واحدة من الإعلاميات الجزائريات الناشطات في فترة التسعينيات ومطلع الألفين في الجزائر، ساهمت بالنشر في عدد من الصحف الوطنية وكتابة الشعر وقصص الأطفال، وحضور فعاليات هامة آنذاك، قبل أن تتوسع تجربتها العملية إلى مجالات البحث والإدارة، لتنتقل الى الاقامة بالقاهرة بعد الالتحاق بالمنظمة العربية للمرأة، حيث قدمت طيلة 15سنة خبرتها وحسن إدارتها في مجال الإعلام والاتصال والترويج للسياسات العربية وتحسين وضعية النساء في بلدانهن.

وقد كتبت في بداياتها الأدبية قصائد شعرية مثل “من وحي الماء” التي رفعتها إلى روح والدها وقصيدة “مسافر”. كما اختارت وزارة التربية الوطنية نصوصا من مجموعة “أميرة النجوم” لتكون ضمن المقرر المدرسي لتلاميذ الصفين الثالث والرابع في الجزائر وذلك سنة 2007.

بالمقابل، في رصيد الفقيدة العديد من التتويجات والنجاحات، أبرزها حصولها على جائزة الشارقة للإبداع العربي في مجال أدب الطفل عام 2009، وجائزة الامتياز في القصة القصيرة في مسابقة “فوروم الكاتبات المتوسطيات” بمرسيليا في فرنسا، وصدر كتاب عن الملتقى ضم أعمال الكتابات الفائزة سنة 2008، واختيرت عضو تحكيم في المسابقة البحثية بعنوان “تعزيز وضع المرأة المعيلة في المجتمع”، والتي أعدتها الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر في ماي 2014، كما نُشر موضوعا لها بعنوان “الكتابة للطفل وضرورات التطوير”، شاركت به في مؤتمر “نشأة وتطور أدب الطفل في اللغة العربية بالهند”، في المجلة المحكمة لجامعة كيرالا بالهند سنة 2016.