بن دعـماش يوقّـع جديده بجناح "ليناغ"
المواهب كمال حمادي فنان الأجيال وراعي
- 197
مريم. ن
ازدحم الوافدون على جناح المؤسّسة الوطنية للفنون المطبعية "إناغ"، أوّل أمس، لاقتناء آخر إصدار للأستاذ عبد القادر بن دعماش بعنوان "ذاكرة أزلية"، حيث لم يكف صاحب الكتاب عن التوقيع وسط تهافت الجمهور لاكتشاف المزيد عن قامة من الثقافة والفن الجزائري وهو كمال حمادي. حيا الجمهور بحرارة الفنان حمادي الذي كان حاضرا بدوره في الجناح معبّرين له عن عرفانهم بما قدّمه من أعمال طيلة مسيرته الطويلة خدم فيها الأغنية والموسيقى الجزائرية وأعطى لها كل ما يملك.
تحدثت "المساء" مع الفنان كمال حمادي الذي بدا بشوشا ومتواضعا متجاوبا مع جمهوره المحب رغم تعبه وتقدمه في السن، وكانت الابتسامة لا تفارقه حين تلتقط الصور التذكارية له مع جمهوره، فقال "سعيد أنا بهذا الكتاب الجميل وبجهد الأستاذ بن دعماش الذي له خبرة في هذا المجال فهو يكتب عن الذاكرة الفنية الجزائرية، وقد رافقت وشهدت نجاح الكثير من الفنانين الجزائريين واعتبرته نجاحي وممن شاركتهم المشوار زوجتي الراحلة الفنانة نورة وكذلك السيدة سلوى والعنقيس وغيرهم كثير".
أوضح حمادي أيضا أنّه دخل المدينة شابا في عمر الـ15 سنة وتعلّم بالعاصمة، ومنها انطلق إلى العديد من المدن الجزائرية منها مستغانم مثلا، وكان في بداياته يعمل خياطا ثم اكتشف المسرح وعشقه وأضاف "زرت الجزائر الكبيرة بمساحتها الشاسعة واحتككت بشعبها العظيم ونهلت من تراثها وثقافتها لذلك فإنّ لا حدود لأنغامي بمعنى أنّني تعاطيت مع جميع الطبوع الجزائرية". كما أكّد حمادي أنّه تعلّم الحوزي في العاصمة ثم المالوف في قسنطينة وغيرها من الطبوع وظلّ مفتخرا بتراث بلاده، ليلحّن بالدارجة الجزائرية وبالقبائلية أيضا، أجمل الأعمال التي بقيت في ذاكرة الشعب الجزائري وردّدها نجوم الجزائر منهم نورة ومليكة مداح ومامي وخالد وآيت منقلات وجمال علام وغيرهم كثير.
أما الأستاذ بن دعماش فقال لـ"المساء" إنّه تعامل في هذا الكتاب مع قامة فنية جزائرية كبيرة ومعروفة عبر الأجيال زيادة على كونه صديقا مقرّبا وعملاقا ملأ الساحة الجزائرية بأعماله مضيفا "شخصيا اعتبره مدرسة متكاملة للإبداع الفني فهو ملحّن ومطرب وكاتب كلمات ومكتشف للمواهب، تماما كما كان محبوباتي، وقدّم روائع مع زوجته الراحلة نورة ورافق آيت منقلات في بداياته وهو من سمى اعمر الزاهي بـ"الزاهي" وقدّم له ألحانا، وظلّ يؤمن ويراهن على الطاقات الشابة ويساعدها ويؤطرها ويأخذ بيدها نحو المنتجين.
سألت "المساء" الأستاذ بن دعماش عن سر تمكّن الفنان من كلّ الطبوع الجزائرية، فرد أنّ سبب ذلك هو تجواله المستمر عبر كامل ربوع الوطن، من ذلك مثلا الغرب الجزائري في سيق ووهران ومستغانم ليجول ويصول ويكتشف الفن البدوي، علما أنه كان خياطا في بداية حياته وعندما دخل الإذاعة منذ عقود تمكّن من الفن القبائلي مع احتكاكه بالراحل سليمان عازم، كما ألّف لكبار الفنانين وعلى رأسهم العنقى.
عن غلاف الكتاب الذي به صورة الفنان حمادي عندما كان شابا يافعا،قال بن دعماش إنّ به أيضا رموزا أمازيغية وكذا جبال جرجرة الشامخة تطلّ على قريته مع صورة للبيت الذي ولد فيه، والذي أعاد بناءه بعد الاستقلال مباشرة بعد أن هدمه الاحتلال الفرنسي في زمن ثورة التحرير. للإشارة، اكد الأستاذ بن دعماش أنّه ملتزم في مواعيد "سيلا" بتقديم عمل جديد وها هو في طبعة هذه السنة يكرّم بكتابه أحد أعمدة الفن الجزائري، كما قال إنّ "الجمهور بولاية تيزي وزو ينتظري بشوق لأوقع هناك الكتاب" معلقا "قالوا لي في تيزي وزو إذا لم تأت إلينا فسنأتيك نحن إلى العاصمة وهذا شرف ونجاح للكتاب وتقدير آخر من الجمهور لهؤلاء الفنانين الكبار".