أكّد محافظ مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي عبد القادر جريو أنّ المهرجانات الثقافية التي تنظّم بالمدن لا تقتصر على بعدها الفني والثقافي فحسب، بل تمتدّ لتشكّل رافدا اقتصاديا للمدن التي تحتضنها، مؤكدًا أنّ "الاعتقاد السائد بأن المهرجانات تبذير للأموال هو تصور خاطئ وبعيد عن الواقع".

أوضح جريو خلال حديثه في تصريح إعلامي سابق، أهمية البعد الاقتصادي للمهرجانات التي أصبحت عنصرا فاعلا في التنمية المحلية، مشيرا إلى أنّه شارك مؤخّرا في دورة تكوينية بالولايات المتحدة الأمريكية بعنوان "التنمية الاقتصادية عن طريق الفنون" وتناولت كيفية توظيف الأنشطة الثقافية لخدمة الاقتصاد المحلي وأضاف محافظ مهرجان وهران أن الجانب الاقتصادي في الفعل الثقافي مسؤولية مشتركة بين مختلف الفاعلين في القطاع من وزارة وفاعلين ووسائل الإعلام، مشدّدا على أنّ الأموال المخصصة للمهرجانات لا تذهب مباشرة للفنانين، كما يعتقد البعض، بل توجّه في معظمها إلى الخدمات مثل الفنادق والمطاعم والنقل ومختلف المؤسسات التي تشغل يدا عاملة جزائرية تستفيد من أجور.

أشار محافظ المهرجان إلى أنّ هذه المصاريف تخلق حركية اقتصادية حقيقية داخل المدينة المستضيفة، إذ تستفيد مئات العائلات من المداخيل غير المباشرة الناتجة عن هذا النشاط الثقافي، سواء من خلال التشغيل المؤقت أو زيادة الطلب على الخدمات وإدماج عمّال إضافيين للشغل خلال هذه الفترة، كما أوضح جريو أنّ الدورة التكوينية التي شارك فيها ركزت على أهمية إجراء إحصاءات دقيقة قبل انطلاق أي تظاهرة ثقافية بهدف قياس أثرها الاقتصادي من خلال حساب عدد المؤسسات الفندقية والمطاعم وشركات النقل الجوي والبري التي تستفيد من إقبال الزوّار والمشاركين وكذا عدد العمال الذين يحققّون مداخيل إضافية بفضل هذه الفعاليات.

أكّد جريو أنّ المهرجانات الثقافية هي استثمار اقتصادي وثقافي في آن واحد ينعكس إيجابا على صورة المدينة وسكانها ويسهم في تنشيط الدورة الاقتصادية بطرق مستدامة ودعا بالمناسبة إلى مشاركة وسائل الإعلام للترويج للمهرجانات الثقافية الجزائرية والدفاع عنها وتحسيس الساكنة بأهميتها مؤكدا وجود أطراف تهدف لإفساد المهرجانات و تقديم صورة سوداوية عن الجزائر.