المخرج المسرحي البنيني باردول ميقان لـ"المساء":

المهرجانات الإفريقية بحاجة إلى تمويل

المهرجانات الإفريقية بحاجة إلى تمويل
  • القراءات: 1634

التقت "المساء" بالكوميدي والمخرج المسرحي البنيني باردول ميقان في تونس، في إطار الدورة التأسيسية للمهرجان الدولي للمونودراما في قرطاج، في الفترة الممتدة من 30 أفريل إلى 05 ماي الجاري، من أجل الحديث عن واقع المسرح الإفريقي بصفة عامة، وكان هذا الحوار.

حدثنا عن مسيرتك الفنية؟

❊❊ أنا ممثل كوميدي ومخرج مسرحي ومدير المهرجان السنوي للضحك بالبنين المعروف باسم "صباح الخير البنين". بدأت بالتمثيل في المدرسة وكان أبي يحثنا على القراءة، مما ساعدني على اكتشاف الكتب الخاصة بالمسرح، وواصلت على نفس المنهج في الثانوية، ولما التحقت بالجامعة، قررت أن أندمج في المسرح البنيني، رغم أن أبي كان ضد الفكرة، فاتخذت المسرح كمهنة وحرفة، لأنني كنت مولعا بالتمثيل لمواجهة الجمهور، واندمجت بعد ذلك في مؤسسة فنية معروفة بالاتحاد الثقافي في البنين، قبل أن ألتحق بكلية العلوم القانونية. في نفس الوقت، كنت أمارس الرقص، فتكوّنت وتدرّبت في البنين، ثم في الخارج في بوركينا فاسو، مالي، الكاميرون والنيجر، ومن ثمة تعرفت على مخرجين. بعد ذلك، اتجهت إلى تونس للتكوين في الحمراء، وتعرفت على الكثير من الطلبة المسرحيين والمخرجين التونسيين، بعد ما نلت شهادة الليسانس في المسرح في البنين.

ماذا عن أعمالك الفنية؟

❊❊ قمت بإخراج 03 عروض مسرحية "أبي وأمي"، "دم الحب" والعرض المسرحي الكاميروني "ما دام يدوم الرجل"، حيث أقوم بالإخراج تدريجيا. أما بالنسبة للتمثيل، فقد مثلت في العديد من العروض المسرحية، منها البنينية وأخرى مع مؤسسة سويسرية، وحاليا أقوم بجولة في إطار إنتاج مشترك بنيني- سويسري.   

ماذا يمكن أن تقول عن المسرح البنيني؟

❊❊ أستطيع القول بأن المسرح البنيني اليوم لا بأس به، خاصة بعد تأسيس اعتماد مالي ثقافي من أجل العمل الثقافي وتحقيق المشاريع الثقافية، حيث قررت الحكومة إطلاق وتجديد صندوق للاعتماد المالي من أجل مساعدة ودفع المسرح البنيني إلى التطور. أما بالنسبة للمادة المسرحية، فأعتقد أن مهرجان الضحك المقرر سنويا، اعتُمد من أجل رفع المستوى، ونحن نعمل حتى يكون هناك مسرحيون وكوميديون بينينيون في المستوى.

كيف تقيم بصفة عامة المسرح الإفريقي والعربي؟

❊❊ أظن أن المسرح في إفريقيا السوداء ليس كالمسرح في إفريقيا البيضاء (شمال إفريقيا)، هناك فرق صغير وهو أننا في إفريقيا السوداء نستعمل أكثر الجسم في المسرح، فعندما يمثل المسرحي البنيني أو الكاميروني أو البوركينابي هنا يبرز الفرق، بينما الممثل المسرحي العربي يستعمل أكثر النص، أما نحن فنستعمل كل شيء؛ الجسم والنص، وهذا ما يصنع تنوّع الأشياء. ليس لي حق الحكم على العرض المسرحي أو الممثل سواء العربي أو الإفريقي. باختصار، نحن لنا طريقتنا في التمثيل ولهم هم طريقتهم في ذلك، وكل واحد له طريقته الخاصة في الحكم على ذلك، هم أقوياء في مجالهم ونحن كذلك، وهذا لا يُقارن.

إلى ماذا يحتاج المسرح الإفريقي في نظرك؟

❊❊ يحتاج إلى العمل أكثر، وأعتقد أنه إلى غاية 05 سنوات سيكون هناك تغيير وتطور في المسرح الإفريقي لأنه لا شيء مستقر.

هل لديك فكرة عن المسرح الجزائري؟

❊❊ لم أشاهد الكثير من العروض المسرحية الجزائرية، فقط شاهدت عرضين، وأعتقد من خلالهما أنه يمكن خلق رغبة للذهاب إلى مشاهدة العروض المسرحية الجزائرية.

هل تنظيم المهرجانات الدولية الإفريقية لها الفضل في التعريف بالعروض المسرحية؟

❊❊ أولا، أعتقد أن مشكل المهرجانات الإفريقية يتمثل في مشكل التمويل.  الأفكار موجودة وعندما يكون التمويل يمكن تقديم الأفضل، فمشكل الثقافة هو عمود التنمية، وهذا مهم جدا، لهذا يجب الاستثمار في الناس، وأعتقد أنه على المسؤولين أن يفكروا في طريقة أخرى للاستثمار في باب الثقافة والمسرح.

ماذا عن احتكاك المسرحيين والمخرجين الأفارقة ببعضهم البعض؟

❊❊ الاحتكاك موجود لكن ليس كافيا، وما ينقص المهرجانات اليوم هو خلق اللقاءات بين هؤلاء الكوميديين والمسرحيين والمخرجين. يجب أن تكون هناك علاقة ورابطة حتى تكون هناك مشاريع أكثر لفائدة الجمهور.

ماذا عن فكرة تأسيس المهرجان الدولي للمونودراما بتونس؟

❊❊ أولا أهنئ مدير المهرجان إكرام عزوز على هذا العمل، الذي استطاع من خلاله لمّ شمل كل الأفارقة والعرب وحتى الأوروبيين من حوالي 25 دولة إفريقية، عربية وأوروبية، وهذا ليس بالسهل، فقد عرف كيف يستثمر في الأمر، وأتمنى أن تكون الطبعات المقبلة أكثر تفصيلا لدعوة المختصين في المجال.

 

حاورته: وردة زرقين