الإنتاج الدرامي العربي

المنصات الرقمية "نوافذ" جديدة

المنصات الرقمية "نوافذ" جديدة
  • القراءات: 667

لم تعد الشاشة الفضية، هذه الأيام، جامعة للعائلة، كما هو الحال قديما، فمع ظهور المنصات الرقمية، أصبحت الأوضاع مختلفة، بات معها كل فرد يعيش عالمه الخاص، ويطالع ما يحلو له من أعمال درامية وسينمائية يرغب فيها، متحررا من "قيود الزمان والمكان"، التي ظل يفرضها التلفزيون على الجمهور لسنوات طوال، لا سيما في الموسم الدرامي الرمضاني، حيث تتجه كافة العيون إلى الشاشة الفضية.

ها هي المنصات الرقمية، بداية من "نتفليكس" و«شاهد"، مرورا بـ«جوي وستارز بلاي"، و«واجد خليجي"، تفتح "نوافذ" جديدة أمام الإنتاج الدرامي والسينمائي العربي والخليجي، بعد أن أثبتت قدرتها على "استدراجه"، متيحة أمام الجمهور خيارات أوسع، في ظل توجه الكثير من هذه المنصات إلى قاعدة "الإنتاج الأصلي"، الذي من شأنه أن يثري قاعدتها، ويفتح أمام المنتجين وطواقم العمل، أبوابا جديدة، تمكنهم من مواصلة العمل على مدار العام، وعدم اقتصار عرض أعمالهم على الموسم الرمضاني، ليظل السؤال حول مدى جاذبية هذه المنصات، وقدرتها على سحب البساط من تحت أقدام التلفزيون.

نافذة عرض

"المنصات الرقمية استطاعت أن تعيد صياغة طريقة المشاهدة لدى الجمهور العربي"، هكذا تقرأ المخرجة الإماراتية عائشة الزعابي، مشهد انتشار المنصات الرقمية، وإقبال الجميع عليها، حيث قالت لـ«البيان" الإماراتية "أعتقد أن هذه المنصات، استطاعت أن تحرر الفرد من التزام الجلوس أمام شاشة التلفزيون، حيث أصبح بإمكانه متابعة ما يرغب من أعمال درامية وسينمائية أينما وجد، وفي الوقت الذي يشاء"، واعتبرت هذه المنصات، بمثابة "فرصة جميلة" لكافة صناع المحتوى العربي والخليجي.

مساحة المحتوى

حرارة المنافسة بين المنصات الرقمية "ارتفعت" كثيرا في الآونة الأخيرة، حيث تسعى كل واحدة منها إلى ضمان "حصتها من كعكة الجمهور العربي"، ووجدت في رفع "نسبة الإنتاج الدرامي العربي" على منصاتها، طريقة مثالية لـ«إغراء" الجمهور، الذي أصبح بإمكانه متابعة ما يرغب من الأعمال، دون "الاضطرار لمتابعة الفواصل الإعلانية"،

في هذا السياق، يؤكد المنتج والمخرج إياد الخزوز، أن المنصات الرقمية لن تشكل في أي وقت من الأوقات، بديلا للتلفزيون. وقال "يبقى هناك اختلاف بين المنصات الرقمية والتلفزيون، حيث الأخير مساحة المحتوى فيه أوسع، ومتنوع أكثر من المنصات الرقمية التي تظل أداة أسهل في التعاطي معها، في ظل انتشار التكنولوجيا واتساعها، وسهولة الوصول إلى الشبكة".

أشار الخزوز إلى أن المنصات الرقمية، تمثل نافذة مهمة للإنتاج الرقمي، مبينا أن الاختلاف في طبيعة هذه المنصات، وما تقدمه من مساحات، يصب بلا شك في مصلحة الإنتاج الدرامي العربي، مبرزا أنها باتت مغرية للمنتج وطاقم العمل، وكذلك الجمهور، الذي أصبح بإمكانه الوصول إلى العمل الفني بسهولة، ومتابعته من دون إعلانات، مشيرا إلى أن هذه ميزة بالنسبة للمشاهد.

الإنتاج الأصلي

الطلب على المحتوى العربي، بدا مرتفعا خلال السنوات الأخيرة على هذه المنصات، لذلك، فقد سعت الكثير منها إلى استحداث ما بات يسمى بـ«الإنتاج الأصلي"، الذي يمنح كل منصة حقوق إنتاج ما تشاء من الأعمال، من دون اللجوء إلى مفاوضات الشراء من المحطات التلفزيونية، وهو ما يوضحه معاذ شيخ، الرئيس التنفيذي ومؤسس "ستارزبلاي" (الذي أكد أن "معدلات الطلب على المحتوى العربي مرتفعة للغاية في المنطقة، وتساهم القنوات التلفزيونية التقليدية في تلبية هذا الطلب".