انطلقت بالقاعة الكبرى لدار الثقافة "هواري بومدين"، أوّل أمس، فعاليات الطبعة السابعة للمهرجان الدولي للسماع الصوفي بحضور عدد كبير من متذوّقي وعشاق النغمة الروحانية، تحييها ثلة من الفرق تمثل أربع دول مشاركة في هذه الطبعة إلى جانب البلد المنظم الجزائر.

صنع المنشد السنغالي عمر النيان التميّز، واستحق وسام الشرف عن جدارة واستحقاق في أول يوم من مهرجان السماع الصوفي في طبعته الجارية. وعرف القادم من داكار كيف ينسي الحضور برودة الطقس خارج القاعة وجلب أنظارهم بطريقة مغناطيسية بفضل حنجرته القوية؛ بترتيل آيات من الكتاب العزيز، وابتهالات في مدح سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أن يفسح المجال لفرقتي "أشواق" من بشار و"درب الهدى" من مدينة سطيف، اللتين أبدعتا، بدورهما، بتقديمهما باقة متنوعة من الأناشيد الصوفية، جعلت الحضور يتجاوب معهما؛ سواء بالغوص في عالم العشق المحمدي أو بالترديد والتصفيق.

واستهل الرحلة المنشد العالمي السنغالي عمر النيان، الذي فضّل أن تكون الانطلاقة بترتيل آيات من كتاب الله العزيز الحكيم بصوت شجيّ ولسان عربي، قبل أن يطلق العنان لحنجرته التي دوت في القاعة بابتهالات، جعلت الحضور يستمتع بسماع صوفيّ نقي وأداء مميز لقصائد "يا رسول الله للعالمين" و"أهلا يا شهر المولد" و"طبيبي"، و"كيليني"، وهي كلمة سنغالية يقصد بها "ابتعدي عني" قبل أن يختم مروره برائعة "طلع البدر علينا" التي راح الجمهور الحاضر يردّدها معه.

بعده مباشرة فسح المجال لفرقة "درب الهدى" الإنشادية من مدينة سطيف، التي أطربت الحضور بأناشيد تراثية، كانت قمة في الروعة، على غرار "عين الرحمة محمد" من التراث المغربي، و"الصحبة الصالحة" من التراث الجزائري، و"الله الله الله يا محمد"، تخللتها مجموعة من الابتهالات، منها "سقاني الهوى كأسا صافية، ويا ليته لما سقاني سقاكموا" و"حرام على قلبي محبة غيركم".

آخر فقرة في السهرة الافتتاحية من الطبعة السابعة لمهرجان السماع الصوفي، كانت مع فرقة "أشواق" القادمة من مدينة بشار بقيادة المنشد محمد شعيب، وعرفت هي الأخرى كيف تحافظ على نفس النسق بإمتاع محبيها بباقة متنوّعة من الأناشيد الصوفية الممزوجة بطبوع صحراوية وأخرى من الطابع النايلي "الصلاة على رسول الله" و"أولاد لجواد" و"لميما" و"الصلاة على محمد شفيع أمته".

وكان عشاق السماع الصوفي في ثاني يوم من المهرجان، على موعد مع المنشد التونسي يوسف الصفراوي وفرقتي "إشراق بونة" من مدينة عنابة و"اسكتا" من تمنراست، فيما يُرتقب أن يتداول على الخشبة زوال اليوم كلّ من المنشد المغربي محمّد الزمراني رفقة فرقتي "أنغام الزيبان" من بسكرة و"إيرنيون" من غرداية.