توفيق ومان رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي:

المغرب يريد إفراغنا من تراثنا الوطني

المغرب يريد إفراغنا من تراثنا الوطني
توفيق ومان رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي
  • القراءات: 613
وردة زرقين  وردة زرقين

أشار الأستاذ توفيق ومان في حديثه إلى "المساء"، أشار إلى أن المغرب يحاول منذ مدة طويلة، السطو على بعض تراثنا غير المادي بشتى الطرق، ونسبها له، ولا يكتفي بذلك؛ حيث يحاول تسجيله باسمه خاصة لدى اليونيسكو. ويقول: "نحن نعلم أن رقصة العلاوي رقصة شائعة في الغرب الجزائري، وخصوصا في منطقة سيدي بلعباس ونواحيها. وللرقصة أبعاد ومقاصد، لا مجال لتحليلها في هذا المقام. هذه الرقصة موروثة أبا عن جد، وتفاجأت حينما كنت في مدينة جرسيف في شرق المملكة المغربية، بأن هناك فرقة من هذا النوع ونسبوها لهم، فعارضت ذلك بشدة، لكن كان ردهم أنها رقصة مغربية ومحفوظة ضمن تراثهم .. من هنا نرى أن المغرب يحاول بكل الطرق، أن يستولي على كل ما هو جزائري. ويحاول، كذلك، أن يتقدم به لليونيسكو ليثبته كموروث شعبي لهم .. هذا مثال بسيط؛ فهناك العديد من المعالم الجزائرية التي تسلل منا، وللأسف فإن الوزارة الوصية لم تحرك ساكنا!".

أما في ما يخص الشعر الشعبي، فيؤكد ومان أن المغاربة ينسبون لهم الأوزان، وطرق نظم الشعر لهم؛ من مثني، ومثني مربوع وعشاري ومربوع، علما أن المرحوم الشاعر لخضر بن خلوف في القرن السادس عشر، كان ينظم شعره بأوزان العشاري والمثني والمربوع. وهناك أمور مشتركة منذ القرون القديمة، لكنهم، حسبه، يريدون الانفراد بها، والسطو عليها كموروثهم الخاص، ومن هنا لا بد للجزائر أن تحمي تراثها الوطني، خاصة غير المادي من السطو والضياع؛ لأنه موروث أمة كاملة. كما تحدّث ومان عن أغنية الراي القديمة، وهي معروفة بأنها أغنية جزائرية لشعراء قدامى مثل مصطفى بن براهيم وعبد القادر الخالدي وغيرهما وأداها، مثلا، الراحل عين تادلس وغيره كثيرون، ويؤكد: "هم الآن يريدون أن يستولوا عليها؛ حيث إن فنانيهم المغاربة يؤدون هذا النوع من الأغاني التي انتشرت في الريف المغربي، بكثرة، وبشكل ملفت، وهذا في نظري مقدمة وتحضير للاستيلاء. وأعيد وأكرر كعادتي، أن وزارة الثقافة عليها بتحصين كل هذه الأنواع، وما أكثرها من طبوع في الجزائر! لأن المغرب لا يريد سوى إفراغنا من تراثنا وموروثنا، الذي هو هويتنا وتاريخنا الذي نعتز به".