محمد طاهر زقاغ يقدم كتابه بمكتبة "شايب دزاير":

المطالبة بترسيم يوم وطني للـدبلوماسية

المطالبة بترسيم يوم وطني للـدبلوماسية
  • القراءات: 733
لطيفة داريب لطيفة داريب

دعا الكاتب محمد طاهر زقاغ إلى ترسيم يوم وطني للدبلوماسية، عرفانا بالخدمات الجبارة التي قدمها دبلوماسيون جزائريون، خلال النضال من أجل حرية الجزائر، وحتى بعد استرجاع سيادتها.

قدم الكاتب والمجاهد محمد طاهر زقاغ، أول أمس، بمكتبة "شايب دزاير"، كتابه الجديد "المعركة السياسية الدبلوماسية لأجل استقلال الجزائر"، الصادر حديثا، عن المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والاشهار. بالمناسبة، قال إنه خلال الحرب التحريرية، مثل حوالي خمسون مناضلا، جبهة التحرير الوطني في عدة دول، ثم تحولوا إلى رؤساء بعثات، فدبلوماسيون، بعد إنشاء الحكومة الجزائرية المؤقتة، مضيفا أنهم ساهموا بشكل فعال في تحقيق الاستقلال، بعد مشاركتهم الجوهرية في اتفاقيات "إيفيان" ووقف إطلاق النار، وكذا قيامهم بالعديد من المهام في الخارج.

تطرق الكاتب في مؤلفه الجديد، إلى انتصار الجزائر في معركتها الدبلوماسية بالأمم المتحدة، ودور الدبلوماسية تحديدا في تنوير المجتمع المدني في الدول الغربية والعربية وغيرهما، إضافة إلى قدرتها على كسب التضامن من طرف دول كثيرة.

والبداية كانت بذكر الأستاذ لسنوات سجنه في فرنسا، حينما كان لا يتجاوز عمره 18سنة، حتى أنه كان أصغر سجين سياسي جزائري بفرنسا، وفي تلك الفترة، وتحديدا بداية من عام 1957، تداولت على مسامعه انتصارات الدبلوماسية الجزائرية، فكانت بالفعل بلسما لجروح قلبه وجسده، خاصة بعد مشاركته في إضرابين عن الطعام. وبعد هجرة زقاغ إلى فرنسا عام 1965، التقى بالعديد من الدبلوماسيين الجزائريين، وتحدث معهم عن نضالهم الكبير لنيل الاستقلال، وحتى خدمتهم للجزائر بعد 1962، رغم اختلاف الأنظمة الحاكمة في البلد، ابتداء من رئاسة بن بلة، إلى غاية رئاسة بوتفليقة، لإدراكهم بالنقائص التي تعاني منها الجزائر وعملهم على سدها.

تابع المتحدث، أنه التقى مثلا، بمحمد حربي ومحمد صالح دمبري، وقال إنهم كانوا شجعانا، وبقوا زعماء، حتى من اختاروا عزل مهاهم بعد الاستقلال، وهم سعد دحلب وساحلي وبوقادوم وتيوان، في حين أن الأغلبية اختارت مواصلة خدمة البلد كسفراء ووزراء ومستشارين للرئاسة وللمجلس الشعبي الوطني، ولم يتعرضوا لأي مضايقات من أي رئيس. وأشار إلى عنوان مؤلفه الذي أضاف إليه كلمة "سياسي"، بعدما كان عنوانه "المعركة الدبلوماسية لأجل استقلال الجزائر"، استجابة لطلب محمد حربي الذي أكد أن نضالهم لم يكن دبلوماسيا فحسب، بل كان سياسيا أيضا.

اعتبر زقاغ أن مؤلفه هذا، جاء تكريما لهؤلاء المناضلين الدبلوماسيين والسياسيين الذين شكلوا العمود الفقري للدولة الجزائرية، والذين لم يبحثوا أبدا عن مصالحهم الشخصية، وكانوا يتمتعون بالوعي الكبير والخصال الحميدة والتربية الأخلاقية، وكانوا بالفعل رمزا للجزائر في الخارج.

كما تناول زقاغ أيضا بعض الأحداث الدبلوماسية غير المعروفة، مثل اجتماع الحكومة الجزائرية المؤقتة بالقاهرة، ومكوث الدبلوماسيين الجزائريين في عمارة بجاردن سيتي (مصر)، حيث كانوا يدفعون الإيجار، وكانوا يحرصون على منع أي جوسسة فرنسية عليهم، فكانوا نادرا ما يستعملون الهاتف.

أما عن مشاركة الجزائر في مؤتمر "باندونغ" عام 1955، فقال زقاغ، إن الدبلوماسي المرموق امحمد اليزيد، فكر في التعريف بالجالية الجزائرية التي كان أعضاؤها غير معروفين، وكانوا تحت لواء اللجنة المصرية، فتحدث مع رجل من اللجنة الإندونيسية، وطلب منه أن يتصل هاتفيا به وبآيت أحمد، حينما يبدأ الاجتماع، ففعل، وهكذا احتار المشاركون في صيت اللجنة الجزائرية التي يتصلون بها من بلدان مختلفة، وتعرفوا عن قرب على أعضائها.

دائما مع امحمد اليزيد، الذي تزوج بقريبة زوجة الرئيس الأمريكي جون كينيدي، وكانت المرأتان تلتقيان في حديقة البيت الأبيض، مما سمح لليزيد بالالتقاء بالرئيس كينيدي ليلا، والذي كان مساندا دائما للثورة التحريرية، ومن ثم معترفا بسيادتها بعد الاستقلال.

أما عن مشاركة الدبلوماسيين الجزائريين في المفاوضات التي جمعت الجزائريين بالفرنسيين، فقال الأستاذ، إنها كانت سديدة، وقدم مثالا عن رفض سعد دحلب الحديث تماما حول فصل الصحراء عن الجزائر، فوصفه ديغول بالرجل الحقيقي. في المقابل، لم تهاجم الصحافة الفرنسية أبدا عمل الدبلوماسيين الجزائريين، لاحترافهم ونزاهتهم.