الفنان المسرحي حمزة غانم لـ ”المساء”:

المسرح ملاذي والفيديو التحسيسي بكورونا واجبي

المسرح ملاذي والفيديو التحسيسي بكورونا واجبي
الفنان المسرحي حمزة غانم
  • القراءات: 801
لطيفة داريب لطيفة داريب

بحكم أن الفنان سفير مجتمعه وحامل همومه، أنجز الفنان المسرحي حمزة غانم في بداية جائحة كورونا، فيديو تحسيسيا حول مخاطر الفيروس، مطالبا فيه الشباب بعدم الخروج من ديارهم إلا للضرورة، وها هو يعيد نداءه عبر منبر المساء مع تزايد أعداد المصابين في الآونة الأخيرة.

بُث الفيديو التحسيسي على التلفزيون الجزائري، وهو من كتابة وتمثيل ابن المسيلة، الفنان المسرحي حمزة غانم. وبدأ الفيديو بعرض مشاهد عن تنوع الجزائر بناسها ومناظرها الطبيعية، تحت وقع موسيقى أغنية موطني المؤثرة، ومن ثم انتقل إلى مشهد مذياع وضع عليه كمامة. ثم تحدَّث مرتديا قفازين، عن مخاطر الفيروس، وبالأخص خطر العدوى، التي يمكن أن تمس كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، ليطالب الجميع والدموع تترقرق في عينيه، بالحفاظ على الأرواح من خلال التقليل من الاحتكاك ببعضهم البعض في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به الجزائر والكثير من دول العالم. وقال حمزة إن الجزائر لا تستحق منا تضحيات، بل التعاضد من أجل إنقاذ أرواح أبنائها، ليختتم نداءه والدموع تتساقط على وجنتيه. كما تأسف على حال البلد، مؤكدا وقوفه سندا لها، ومن ثم أكمل الفيديو ببث مقطع من أغنية موطني. حمزة الذي اعتاد تناول الآفات الاجتماعية وكل ما يمس الإنسان في أعماله الفنية، لم يشأ البقاء على هامش ما يجتاح الجزائر بل العالم أجمع، من فيروس قد يكون قاتلا في العديد من الأحيان.

وفي هذا كتب، ومَثل هذا الفيديو التحسيسي، إضافة إلى العديد من المسرحيات، آخرها مونولوغ معالي المواطن، الذي ردد فيه قائلا: إلى دار الخير فضيلة، وإلى دار الشر رذيلة. ويجد حمزة نفسه في المسرح رغم أنه مثل في السينما والتلفزيون؛ فقد صرح لـ المساء، بأنه يجد نفسه في أبي الفنون بشكل كبير، والدليل تمثيله في مسرحيات كثيرة للكبار والصغار، وهي الأمة العربية، و”الجرة، و”ذئاب بشرية، و”الثعلب المخدوع، و”القنفذ والذئب، و”من جدَّ وجد، و«رجل بزوجتين، و”وين الهربة وين؟، و«شرشور وفرفور، ومونولوغ عودة حمزة، ومونولوغ آخر بعنوان معالي المواطن، الذي قدّمه قبل كورونا، ليتم توقيف العرض إلى إشعار آخر بفعل انتشار هذا الفيروس. وكتب حمزة نص هذا المونولوغ، وتطرق فيه لواقع المواطن الجزائري، وكل العراقيل التي توضع في طريقه.

أما عن لقائه مع الجمهور وجها لوجه وهو وحيد الخشبة، فقال إن تمثيله هذا المونولوغ ليس الأول من نوعه؛ فهو ابن الركح، وسبق له أن مثل كثيرا على الخشبة مع الرفاق أو لوحده، معتبرا أن الفنان حينما يؤدي رسالته على الخشبة، تزول الرهبة، وتبقى المتعة لوحدها سيدة الموقف. ويضيف في السياق، أن كل من يقدم رسالة هادفة، يصاحبه الخوف؛ لأن في ذلك احتراما للجمهور وللخشبة معا؛ فالفنان الحقيقي يتعزز بالعزيمة والإصرار لإيصال الفكرة بكل حرية، وهذا لا يحدث إلا بقدرته على التركيز بشكل واف. وبالمقابل، كتب حمزة سيناريو فيلم قصير بعنوان رسالتي. وقال إنه تجربته الأولى التي اعتبرها ناجحة، مضيفا أنه تم تصوير الفيلم والمشاركة به في المحافل الوطنية والدولية. وقد تناول فيه تأثر الإنسان بواقعه، وتأثيره عليه في آن واحد، مؤكدا بصمة كل منا في هذا الشأن.

وعن تجربته في التمثيل التلفزيوني من خلال تمثيله في برنامج لغز الجريمة الذي يُبث على قناة خاصة موجهة للتلفزيون الجزائري علاوة على تمثيله في مسلسلي عمي قاسي و”سي عمر راه مدمر وأعمال أخرى، قال إن التمثيل هو نفسه؛ سواء في التلفزة أو السينما من حيث اعتماده على الموهبة. وتابع: عندما تضع استراتيجية محكمة وتوازنا بين الشخصية الذاتية والشخصية المكتسبة الفنية، تستطيع التوفيق والنجاح؛ فعلا التنظيم أهم شيء في التمثيل. وفي إطار آخر، ذكر حفيد شاعر الملحون عبد القادر زوالي، تأثره بتمثيل عثمان عريوات، وصالح أوقروت وعادل إمام. كما تحدّث عن تخصصه بالدرجة الأولى، في مسرح الطفل؛ إذ إنه محبوب الأطفال في ولاية المسيلة، حتى إنه رفض العديد من العروض داخل وخارج الوطن، ليبقى جنب الأطفال في صائفة 2018.

وقد انخرط حمزة في بداية مسيرته الفنية في جمعية أنفاق القلوب، ليلتحق بعدها بجمعية الكلمة للفنون الدرامية؛ حيث مارس فيها نشاطه المسرحي لمدة خمس سنوات، ثم أنشأ رفقة زميله توفيق غلاب، تعاونية بغية تطوير الفن المسرحي في ولاية المسيلة. كما شارك في العديد من المهرجانات الثقافية في شتى ربوع الوطن. وقدّم عروضه أيضا، علاوة على المسارح في المستشفيات، ودور الشباب والجمعيات الخيرية، ليواصل بكل حب وقوة تقديم رسالته، وتمثيل المسيلة أولا، والجزائر عموما، في المحافل الوطنية والدولية.

حمزة غانم من مواليد سنة 1990 بالمسيلة، فنان وتقني سام في تسيير الموارد البشرية، مثل أيضا في فيلمي الزرد و”الفخ، إضافة إلى مشاركته في العديد من الحصص التلفزيونية. كما قدّم له بورتريه في قناة خاصة. وقد شارك في الكثير من التظاهرات الثقافية والفنية، من بينها المهرجان الطلابي الدولي للفيلم القصير بتونس.