محمد بوكراس مدير المعهد العالي لمهن العرض والسمعي البصري لـ"المساء":
المسرح الجزائري لم يستفد من الفرجات الشعبية

- 635

أكد محمد بوكراس مدير المعهد العالي لمهن العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان، أول أمس، لـ"المساء" على هامش إشرافه على افتتاح اليوم الدراسي الموسوم بـ«الفرجة من الفضاء الشعبي إلى الفضاء الركحي" الذي استقبله المسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي" في الجزائر العاصمة، على ضرورة توريث الانشغال المسرحي للطلبة المستعدين لتحضير أطروحات تخرّج ماستر أو دكتوراه.
قال بوكراس إن اليوم الدراسي يندرج ضمن البرنامج الدراسي لقسم ماستر نقد مسرحي، بإدخال مقياس الفرجة، على اعتبار أن الجزائر تزخر بالعديد من الفرجات الشعبية، والتي لم تنل حقها من الدراسات الأكاديمية، وذلك بطرح سؤال كبير: "ماذا استفدنا من الفرجات الشعبية مسرحيّاً؟". وتابع يقول: "وضعنا مقياس الفرجة للثراء والتنوع الموجود في الفرجات الشعبية في مختلف مناطق الوطن. هناك فرجات غزيرة بالمعاني والرموز والطقوس والإيقاعات، ولكن لم نستفد منها مسرحيا رغم أنها صمدت مئات السنين؛ عبَرت الأزمنة، وعبرت ثقافات من الثقافات الوثنية قبل الإسلام؛ مثل طقس البانجا والإيراد، وحتى الآن هي موجودة"، مسترسلا متسائلا: "ما هو السر الذي جعل هذه الفرجات صامدة رغم التغيرات الثقافية التي طرأت على المجتمع على مر كل هذه السنين؟"، وتابع: "إذن هناك عنصر قوة في هذه الفرجة، يجب أن نبحث عنه، ونكتشفه".
هذا التنوع في الفرجة الشعبية مع ما هو مطروح عالميا بما يسمى بمسرح ما بعد الدراما، ومفهومه هو نقل المسرح إلى الفضاء المفتوح، وفتح المسرح على مشاركة المتلقي أو المتفرّج في العملية الفرجوية، وكسر فكرة المؤدي والمتلقي. ووجدنا أن الفرجة الشعبية توفر هذا الأمر؛ لذلك نفكر كيف نستفيد منه مسرحيا. والفكرة هي أن نعمل على توريث هذا الانشغال للطلبة الواعدين بأطروحات ماستر ودكتوراه، للتفكير في هذه المواضيع.
وأوضح الدكتور أن التجارب السابقة لكاكي وعلولة وغيرهما لم تنضج، ولم تكتمل، تبقى تجارب مبتورة؛ لأن المرافقة الأكاديمية كانت غائبة، مشيرا إلى وجود تجارب شباب، مثل تجربة الربيع قشي مع مسرح الشارع والمسرح الشعبي، ولكنها تحتاج إلى مرافقة علمية.
وأنهى محمد بوكراس حديثه بالقول إن المسرح الجزائري بحاجة إلى أن يتطعم بأفكار ومواضيع ورؤيا جديدة، وفضاء جديد أيضا. والفرجة الشعبية الموجودة في الجزائر تسمح بالذهاب في هذا الاتجاه.