الشيخ النعام يستحضر ذكرى الشيخ فتحي في حوار لـ "المساء":

هو أحد أعمدة الفن الجزائري ولابد من تكريمه

هو أحد أعمدة الفن الجزائري ولابد من تكريمه
  • القراءات: 10648
خ. نافع خ. نافع

مرت 15 سنة على رحيل أحد قامات الأغنية الوهرانية والرايوية المهذبة والنظيفة؛ المرحوم الشيخ فتحي، ابن حي الكمين العتيق بالباهية وهران، هذا الحي الذي أنجب العديد من شباب الراي، على غرار خالد حاج إبراهيم الذي  ينتمي إلى جيل الثمانينات الذي عرف بالعصر الذهبي، صاحب بحة قلّما نافسه فيها أقرانه من الفنانين. ملحن وعازف متمكن على "آلة الأكورديون" غيبه الموت سنة 2001 تاركا وراءه رصيدا من الأغاني فاق 200 أغنية، تحولت بعده إلى مكتبة أغاني نهل منها شباب الراي سواء من أبناء جيله أو من دخل مجال الفن بعده. "المساء" حاولت استحضار ذكراه الطيبة في هذا الحوار مع أحد أصدقائه الفنانين المقربين، وهو الشيخ النعام.

❊ ماذا تقول لنا عن المرحوم الشيخ فتحي؟

❊❊ المرحوم الشيخ فتحي هو ابن عائلة فنية، والده المرحوم بوميدين كان عضوا بفرقة بلاوي الهواري، حيث كان عازفا على الأكورديون، استطاع أن يزاوج بين أغنية الراي والأغنية الوهرانية، وأدخل المرحوم فتحى إيقاعات وآلات جديدة بمشاركة الموسيقي والعازف المتميز على "آلة الطرومبيطا "محمد مغني، حتى على الأغاني التي أعادها للفنان الكبير المرحوم أحمد وهبي، والشيخ حمادة عبد القادر الخالدي، مصطفى بن ابراهيم.

❊ ما هي الأغاني التي اشتهر بها المرحوم فتحي؟

❊❊ المرحوم فتحي كان يختار كلمات أغانيه بدقة وأغلبها قصائد من الشعر الملحون، للشاعر مصطفى ابن ابراهيم وعبد القادر الخالدي، مما جعلها خالدة ومطلوبة إلى يومنا هذا.

❊ لماذا لقب بالشيخ فتحي رغم أنه كان لا يزال صغيرا في السن؟

❊❊ المرحوم فتحي كان أول فنان يلقب بهذا الاسم ليس بسبب السن، إنما تقديرا لقيمة الفن الذي كان يقدمه.

❊ يقال إن الشيخ فتحي لم يأخذ حقه من التكريم لا في حياته ولا بعد مماته.

❊❊ صحيح المرحوم فتحي كان يحب فنه إلى درجة العشق، وقد أعطاه كل ما يملك من وقته وكان كذلك يحترم جمهوره كثيرا ووقف ضد تيار كلمات الأغاني الهابطة التي كانت موجودة آنذاك، ولم يمكن ماديا ولم يسع أبدا إلى الشهرة ولا المال، بالرغم من الرواج الواسع الذي كانت تعرفه أغانيه، لكن في أيامه الأخيرة عندما داهمه المرض، لم يتلق أية مساعدة من قبل أية جهة رسمية، وحتى بعد وفاته بقيت أغانيه هي من تستذكره، مع الأسف.

❊ من كان أقرب إلى قلب الشيخ فتحي من الفنانين؟

❊❊ كان المرحوم حسني الصديق والتلميذ في نفس الوقت، فقد تأثر به كثيرا وأعاد أكثر من 40 أغنية للشيخ فتحي، منها أغنية "ماضنيتش نتفارقو من بعد عشرتنا". 

❊  وكيف كان المرحوم الشيخ فتحي إنسانيا واجتماعيا؟

❊❊ كان صاحب إحساس عال جدا، لا تختلف شخصيته كفنان عن شخصيته العادية سواء مع عائلته أو أصدقائه، طيب القلب يحسن للفقراء، لا يبخل عليهم بماله، كان يمكن أن يصل إلى النجومية لو أمهله الموت. أنا أتساءل؛ فنان في حجم الشيخ فتحي وهب حياته لفنه، وساهم في تطوير أغنية الراي والوهرانية معا، تدير له وهران ظهرها؟ لماذا لم يكرم في حياته ولم تنل عائلته هذا الوسام الذي يستحقه بعد وفاته؟ أتمنى أن يحمل أي هيكل موسيقي أو ثقافي اسمه وهي مبادرة لا تحتاج إلى المال، لازلنا ننتظر التفاتة من قبل مديرية الثقافة منذ 15 سنة من رحيله، ولي طلب من الفنانين الذين يعيدون أغاني الشيخ فتحى، أن يؤدوها كما هي بدون تغيير الكلمات ولا الموسيقي، احتراما لهذا الفنان الكبير.