حميد بارودي لـ ’’المساء":

دعم الجزائر للشباب لم توفره أية دولة

دعم الجزائر للشباب لم توفره أية دولة
  • القراءات: 3126
خ. نافع خ. نافع

أحيا مؤخرا، الفنان حميد بارودي، المغترب في ألمانيا، حفلا فنيا ساهرا بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة" بوهران،  ضمن جولته الفنية التي قادته نحو عدد من ولايات الوطن، في لقاء أعاده لجمهوره الوهراني الذي غاب عنه لأزيد من عشرية من الزمن، ليقاسمه سويعات فنية ردد خلالها أجمل أغانيه الجديدة منها والقديمة التي صنعت شهرته، على غرار "قافلة لبغداد"، "حكمت لقدار"، "جوالة"، "قوليلي يا ياما" وأغنية "سيدي" التي سجلها مع الفنان المصري محمد منير وغيرها. "المساء" التقته ونقلت لكم تفاصيل شيقة تابعوها معنا.  

❊ كيف استقبلك جمهورك الوهراني بعد غياب طويل عنه؟

— استقبلني جمهوري العزيز بحرارة، كأنني لم أغب عنه وعن وهران المدينة الساهرة التي أكن لها كل الحب، أستطيع أن أقول بأن مسيرتي الفنية انطلقت من الباهية، فالجمهور الوهراني رائع كما عهدته، ذواق للفن ومستمع جيد، سعدت بعودتى إليه، وإلى وطني الغالي الذي غبت عنه طويلا. 

❊ بالمناسبة، ما سبب غيابك عن جمهورك؟

— غبت عن وطني الجزائر وجمهوري الحبيب بجسدي، كوني أعيش في ألمانيا، لكنني على دراية بكل كبيرة وصغيرة تحدث في بلدي، أما فنيا، أغلقت الأبواب في وجهي خلال السنوات السابقة، ومُنعت من المشاركة في مختلف التظاهرات الفنية بسبب أطراف أزعجها حضوري، لكن الحمد لله، ذهبت تلك الموانع وعدت إلى جمهوري الذي لا يعادله جمهور آخر في رقيه وحبه للفن.

❊ هل حملت له الجديد؟

— نعم أنتجت ألبوما جديدا سوف يصدر في شهر فيفري من  السنة المقبلة، سيتمكن جمهوري من الحصول عليه عن طريق موقع "اليوتوب" ويضم 10 أغاني من كلماتي وألحاني، وكذا التوزيع الموسيقي، منها "الحرقة"، "كيف حال المسكين لي ماعندوش لميمة"، "عايش وحدو" و«محروم في هذه الدنيا"، "الصهاينة" و«حبوا يعملوا فيك طريق الهاوية". كما أنني بصدد التحضير لشريط وثائقي مطول يتطرق إلى تأثير الموسيقى الجزائرية في حوض البحر الأبيض المتوسط.

❊ من خلال أغنية "الحرقة"، ألا ترى بأنها باتت مستهلكة ولم تثن الشباب عن المغامرة وركوب البحر، بحثا عن الجنة المفقودة؟ 

— للأسف نعم، لكن سأواصل المحاولة، فمن واجبي تقديم رسالة فنية، لقد تألمت كثيرا بحال بعض الشباب الذي لا يزال إلى حد الآن يفكر في الحرقة وركوب زوارق الموت من أجل حلم لم يعد موجودا أصلا، بالرغم من مجهودات الدولة الجزائرية الجبارة الظاهرة في مختلف آليات التشغيل والدعم التي وضعتها لفائدة الشباب، لا نجدها في أية دولة أخرى من العالم، ومع ذلك نسمع يوميا من خلال مختلف وسائل الإعلام الوطنية ـ مع الأسف ـ محاولات الهجرة غير الشرعية لشباب في عمر الزهور، وحتى قصر نحو أوروبا، منهم من أكلهم البحر ومن فقدوا وحتى من نجحوا في العبور إلى الضفة الأخرى ليجدوا أنفسهم أمام واقع مر. 

❊ كيف تقيم واقع الجيل الحالي من الفنانين؟

— الجيل الحالي يفتقد للدعم المادي والمعنوي، دونهما لا يتمكن من تقديم فن جيد، مع الأسف، وهذا هو الفرق بيننا وبين الدول الغربية، التي تضع أمام الفنان جميع الإمكانيات المادية والمعنوية التي تؤهله للإبداع في مجاله.

❊ هل أنت مستعد لتقديم يد المساعدة للفنانين الشباب؟

— نعم بدون شك، أنا مستعد لمساعدة أي فنان شاب يحتاج إلى مساعدتي من أجل شق طريقه الفني، وقد فعلتها من قبل وساعدت العديد من الشباب الموسيقيين في ألمانيا وبلاد الغربة سواء من خلال المشورة، بنصائح أو أمور أخرى، هم حاليا فنانون وموسيقيون بارزون هناك.

❊ كيف تقيم مسيرتك الفنية بعد أزيد من ثلاث عقود؟

— أقيمها بالإيجابية جدا، صنعت لنفسي اسما فنيا ليس ببلادي الأم الجزائر فقط، بل كذلك في ألمانيا وأوروبا وكونت فرقتي الموسيقية وشركة إنتاج للموسيقي، سجلي الفني حافل بالأعمال الفنية، يكفيني فخرا الشهادة التي تلقيتها مؤخرا من وزير الشؤون الخارجية الألماني "فرانك فالتر شتاينماير" خلال حفل أقامه الوزير لفائدة الفنانين والمثقفين الألمان، حيث قال لي بصريح العبارة بأنه يعتبرني سفيرا للفن الجزائري في ألمانيا.

❊ ما سر علاقة العشق التي تجمع بينك وبين الصحراء؟

— أنا فعلا عاشق للصحراء، فهي عالم من الجمال مستقل بذاته، تكونت علاقة حب بيني وبينها منذ سنوات طويلة، هي لم تسحرني لمفردي، بل سحرت الكثير من السياح الغربيين ومن كل أصقاع العالم، لذلك كانت الصحراء ديكورا في أغلب الكليبات التي صورتها.

❊  هل من كلمة أخيرة؟

— أنا سعيد بعودتى إلى بلدي بعد سنوات طويلة من الغياب، ولقائي بجمهوري من خلال الجولة الفنية التي أعتبرها بداية لأعمال فنية أخرى ستأتي لاحقا، كما أثمن بالمناسبة وجود وزير الثقافة، السيد عزالدين ميهوبي على رأس الوزارة وتقديره للفنانين والمثقفين الذين يعد واحدا منهم.