المطرب جمال الدين خلايفية لـ"المساء":

تدريس الموسيقى الأندلسية ضروري في المؤسسات التربوية

تدريس الموسيقى الأندلسية ضروري في المؤسسات التربوية
  • القراءات: 2183
حاوره: بوجمعة ذيب حاوره: بوجمعة ذيب

خلايفية جمال الدين مطرب متعدد المواهب من ولاية سوق أهراس، يؤدي أغنية المالوف بامتياز، وعازف كمنجة بارع، والأكثر من ذلك أنه من الفنانين الملتزمين الذي يقدسون رسالة الفن. "المساء" التقته بقصر الثقافة في مدينة سكيكدة وأجرت معه هذه الدردشة.^ هل أنت من الفنانين الذين يسعون إلى تحقيق الشهرة الفنية؟


^^ شخصيا وبكل صراحة، لا تهمني الشهرة بقدر ما يهمني أمر ممارسة الفن من أجل الفن، لأنني من الذين يؤمنون بأن الإنسان إذا أراد أن يعيش سعيدا هنيئا بين أحضان عائلته يجب أن يكون بعيدا كل البعد عن الأضواء وعن أعين الناس، لأن الفنان عندما يصل إلى قمة تألقه ومجده الفني سيكون حتما مضطرا إلى التقصير في حق عائلته على حساب فنه وهذا شيء منطقي بالنسبة لكل من يسعى إلى بلوغ قمم المجد.

^ من هذا المنطلق ماذا تمثل العائلة بالنسبة إليك؟

^^ هي كل شيء في حياتي، وحياتي كلها مرتبطة بها وانطلاقا من هذا أقول بأنني من الصنف الذي يفضل العائلة عن الفن.

^ كيف تقيم واقع المالوف في الجزائر بوجه عام؟

^^ أعتقد بأن المالوف في الجزائر اليوم أحسن حالا مقارنة بما كان عليه سابقا.

^ إلى ماذا ترجع هذا التحسن؟

^^ إلى نظرة الناس إلى هذا النوع من الفن الجزائري الأصيل الملتزم، والإقبال الذي أصبح يعرفه المالوف بالخصوص من قبل الشباب، مما أدى إلى ظهور مواهب شبانية تؤدي طابع المالوف بإتقان وامتياز.

^ ما هي أحسن طريقة لتلقين الشباب هذا الفن؟

^^ في رأيي، أحسن وسيلة لتدريس المالوف وتلقينه وجعله فنا عالميا هو الاعتماد على الطريقة البيداغوجية العلمية، بالخصوص كتابة أبجدياته عن طريق السولفاج.

^ كيف تنظرون إلى فن المالوف؟

^^ المالوف فن من التراث الجزائري الأصيل، يدخل ضمن الموسيقى العارفة لأن أصله جاء من الأندلس وهو من الفنون التي اهتم بها علماء المسلمين الذين كانوا في الأندلس.

^ هل أنت مع عصرنة المالوف؟

^^ لا أرى مانعا في ذلك إذا كانت الآلة الدخيلة تضيف للمالوف نكهة خاصة، شريطة ألا تمس بروحه، بالتالي ليست لي عقدة مع الآلات الدخيلة.

^ ما موقفك من الاعتماد على القصائد المعاصرة في المالوف؟

^^ أعتقد أن أزمة المالوف إن يحق لي اعتبارها كذلك، تكمن في عدم وجود شعراء متخصصين في مجال القصيدة المالوفية، حسبما يتطلبه هذا النوع من الموسيقى، على أساس أن الكلمات يجب أن تكون في نفس قالب المالوف.

^ ماذا استفدت من الفن؟

^^ الفن الذي أعتبره هوية وتسلية استفدت منه، حيث علمني كيف أعزف على الآلات الموسيقية، كما اكتشف أبجديات فن المالوف المتعلقة بالأداء ومعرفة تاريخيه الذي مكنني من التعرف على كبار فناني هذا النوع من الطرب.

^ هل أنت مع تدريس الموسيقى الأندلسية بوجه عام والمالوف بوجه خاص في المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة؟

^^ بالطبع أنا مع تدريس هذا النوع من الموسيقى في المؤسسات التربوية باعتبارها مادة علمية وفنية وتراثية تعبر عن أصالة المجتمع الجزائري، كما أنه بتلقين هذا النوع من الفن يمكننا المحافظة عليه، ومنه المحافظة على التراث الغنائي الجزائري الأصيل وتكوين جيل يقدّر الفن الجزائري ويحترمه كل الاحترام.

^ كلمة أخيرة؟ 

^^ أشكر يومية "المساء" على هذه الفرصة التي أتاحتها لي، كما أشكر النادي الأدبي الفني والعلمي لمدينة سكيكدة، وأذكر الأستاذ بوغنجيوة، على الجهود الكبيرة التي تبذل من أجل تطوير وترقية الفن الجزائري الأصيل.